أبدت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي استعدادها لتولي حكم الولايات المتحدة، إذا حالت المشاكل الصحية دون إمكانية أن يستأنف الرئيس جو بايدن مهامه.
وفي مقابلة مع صحيفة “وول ستريت جورنال”، قالت هاريس بشكل صريح ومباشر: “أنا مستعدة للخدمة. لا شك في ذلك”، وذلك ردا على سؤال عن إمكانية أن تلعب دور الرئيس بعد مخاوف الناخبين بشأن سن بايدن.
وأضافت هاريس أن “كل من يراني في العمل يتركني وهو يدرك تماما قدرتي على القيادة”.
وأصبح ما كان حديثا هادئا حول قدرة هاريس (59 عاما) على تولي الرئاسة، نقاشا علنيا تفرضه مستجدات السياسة الأميركية والرغبة في إنهاء “حقبة الرئيس المسن”.
ويتصاعد هذا النقاش، رغم أن فترة ولاية هاريس، أول امرأة ونائبة رئيس ملونة، اتسمت بانتقادات لمهاراتها السياسية.
لكن يبدو أن نائبة الرئيس الأميركي تحاول تعويض ذلك باكتساب أكبر قدر ممكن من الخبرات في فترة وجيزة، ففي الأشهر الأخيرة تولت هاريس المزيد من المسؤوليات العامة.
ومؤخرا أصبحت هاريس المسؤول الرئيسي في الإدارة الأميركية بشأن أزمة الإجهاض، كما عينت مسؤولة عن مكتب البيت الأبيض لمنع العنف المسلح، وتلعب أيضا دورا بارزا في تعامل البيت الأبيض مع الحرب في غزة.
ودفعت هاريس، التي انضمت إلى بايدن في مكالمات هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وألقت خطابا قويا حول حرب غزة، الإدارة إلى التركيز على التعاطف مع الفلسطينيين ووضع خطة للقطاع بعد الصراع.
“عجوز في البيت الأبيض”
وقع الرئيس الأميركي صاحب الـ81 عاما في حرج كبير خلال الأيام القليلة الماضية، بعد أن سقط في زلات لسان عدة واختلط عليه الأمر بشأن أسماء ومناصب قادة عالميين.
ودفع ذلك بعض المشرعين إلى تفعيل التعديل 25 من الدستور الأميركي، الذي يقضي بنقل مهام الرئاسة إلى النائب في حال أصبح الرئيس عاجزا عن تولي منصبه.
لكن بايدن لم يقع وحده في هذه الشراك، فقد احتلت القدرات العقلية وعامل السن للمرشحين للرئاسة في الولايات المتحدة مكانة بارزة في الحملة الانتخابية، بعد أن أفاد تقرير أن الرئيس يعاني مشاكل تتعلق بالذاكرة.
واتهم الرئيس السابق دونالد ترامب (77 عاما) كلا من بايدن، الذي من المرجح أن يواجهه في انتخابات الرئاسة نوفمبر المقبل، ونيكي هيلي، آخر المنافسين له على نيل ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة، بالافتقار إلى القدرة الذهنية لشغل منصب الرئاسة.
أما هيلي فقد وصفت ترامب بأنه يعاني قصورا ذهنيا، وقالت إن ترامب طاعن في السن للدرجة التي تجعله غير مناسب للرئاسة.
وتواجه هيلي ترامب في الانتخابات التمهيدية المقررة في ساوث كارولاينا في 24 فبراير، لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة.
وردا على تقرير صدر يوم الخميس من مستشار خاص لوزارة العدل قال إن ذاكرة بايدن ضعيفة، واصل البيت الأبيض هجومه الشامل على ترامب، فيما يتعلق بعمره وقدرته الذهنية بعد أن خلط ترامب مؤخرا بين عدد من الأسماء، بالإضافة إلى زلات لفظية.
وقال المتحدث باسم بايدن في بيان نشرته حملة الرئيس الانتخابية: “في كل مرة يفتح فيها دونالد ترامب فمه، يكون مشوشا أو مختلا أو كاذبا أو ما هو أسوأ من ذلك”.
وأصبحت مسألة الكفاءة العقلية موضوعا رئيسيا في الحملة الرئاسية هذا العام، علما أن بايدن وترامب أكبر رجلين انتخبا للرئاسة على التوالي.
وفي استطلاع أجرته رويترز في سبتمبر، قال 77 بالمئة من المشاركين إنهم يتفقون مع القول إن بايدن غير مناسب للرئاسة بسبب عامل السن، بينما قال 56 بالمئة الشيء نفسه عن ترامب.
ودعت هيلي (52 عاما) إلى إجراء اختبارات الكفاءة العقلية للمرشحين الرئاسيين الذين تزيد أعمارهم على 75 عاما.
“مسن وضعيف الذاكرة”
برزت القضية إلى الواجهة مرة أخرى، بعد أن قال المحقق الخاص روبرت هور، المدعي العام السابق في ماريلاند خلال حكم ترامب، في تقريره إنه اختار عدم توجيه اتهامات جنائية لبايدن بعد تحقيق استمر 15 شهرا في تعامله مع وثائق سرية نظرا لتعاون الرئيس.
وقال هور إنه سيكون من الصعب إدانة الرئيس الديمقراطي الحالي، ووصفه بأنه “رجل مسن حسن النية وذاكرته ضعيفة”، ولم يستطع أن يذكر للمحققين تاريخ وفاة ابنه بو بايدن.
ونفى بايدن بغضب مزاعم هور بشأن ذاكرته، قائلا في ظهوره بالبيت الأبيض مساء الخميس: “ذاكرتي جيدة”.
وتلقف ترامب الفرصة، وقال خلال تجمع حاشد في كونواي بولاية ساوث كارولاينا، إن تقرير هور أظهر أن بايدن “غير مناسب للعمل كقائد أعلى لنا”.
ويقترب ترامب من الفوز بترشيح الحزب الجمهوري، وبات احتمال خوض غمار التنافس مرة أخرى مع بايدن على منصب الرئيس في نوفمبر كبيرا.
وترفض هيلي، التي بات من الصعب حصولها على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة بعد فوز ترامب المتتالي في ولايات أيوا ونيو هامبشير ونيفادا، الانسحاب من السباق، وتخوض غمار آخر تنافس في ولايتها ساوث كارولاينا، حيث تتأخر بشكل كبير في استطلاعات الرأي.
ووصف ترامب سفيرته السابقة لدى الأمم المتحدة بأنها “عقل عصفور”، و”ميتة دماغيا”، في إشارة إلى أنها لا تملك القدرة العقلية اللازمة لدخول البيت الأبيض.
ووصفت هيلي بايدن بأنه “غير مؤهل”، واستشهدت أيضا بخطاب ترامب الأخير حيث خلط بينها وبين رئيسة مجلس النواب الديمقراطية السابقة نانسي بيلوسي.
وقالت هيلي للصحفيين: “الأمر أكبر من مجرد جو بايدن. وسواء كان دونالد ترامب هو الذي خلط بيني وبين نانسي بيلوسي، فقد حان الوقت لزعيم جديد”.