رايت رايتس

الماضي القادم ( الوباء ، التضخم والصراع )

محمد منسي
كتبه محمد منسي 2 تعليق 19 دقيقة قراءة
19 دقيقة قراءة

الي كل من لديه عقل سواء كان مسئولا او غير مسئول عن غيره وعن موارد هذا الكوكب المتوزعة على دوله وشعوبه سواء” المتفقة او المختلفة مع بعضها البعض ، الي كل الافراد والمجتمعات والتجمعات ، الي كل التخصصات والخبرات ، الى كل من يسير بقدميه على هذا الكوكب ، ويري ويسمع ويتفاعل ويتلامس ويتعرض الي ما نتعرض اليه جميعا من متغيرات حادة وتقلبات تسونامية على كل المستويات فى كل ارجاء المعمورة، الى كل من عاش الماضي ويحاول ان يتعايش مع الحاضر ويريد ان يعلم هل سيمكنه التعايش مع المستقبل الناتج عن الحاضر الحالي والذي سيكون بطبيعة الحال هو الماضي القادم للمستقبل الآتي من عالم الغيب ، دعوني اتسائل بالنيابة عنكم ، تري من يقود ، من يقاد ، من سينتهي و من سيستمر ؟ نعم انها اربعة اسئلة فقط تتصدر قائمة هائلة من الاستفهامات ذات الطابع الوجودي تطفوعلي سطح معظم اللقاءات والمعروض على المستوي الاعلامي والاجتماعي والسياسي والاقتصادى بل ومعظم المجالات المتأثرة بتأثرمجريات الاحداث العالمية وفى مقدمتها الاستثمار، و معظمها بل تكاد تكون جميعها ليس لها اجابات واضحة لدي الفكر العام العالمي ولكننا نحاول بجدية ان نساعد بعضنا بعضا فى ايجاد ما يسد رمق عقولنا فى ادراك ما يكمن وراء ما يحدث في اهم الاحداث الكبري علي كوكب الارض؟! ،

- مساحة اعلانية-

بما انني اتابع وأفكر بكثافة من منظور تحليلي كل ما قد يؤثر على نطاق عملي كخبير تطوير استراتيجي للاستثمارات التنموية والاعلامية الدولية ، فقد وجدتني امام الكثير من فيوض المتغيرات التى رأيت ان اشاركها مع نظرائي فى مجالات الاقتصاد السياسي بشقيه الكلي والجزئي وكذلك السياسات الاقتصادية والنقدية بالاضافة الى الاقتصاد الاجتماعي وكل من يهتم بما يحدث على الكوكب والمستقبل المنظور لهذا العالم الذي نعيش فيه جميعا ، والان سأبدأ وبدون توسع ومع بعض التحديد في عرض الاسئلة الاكثر طغيانا على مراتع الفكر والشعورالعام العالمي مع التركيزعلي بعض المحاور التى تنتظم في الأربع بدايات التساؤلية المحورية التى بدأت بها هذا المقال ولا اقصد بها ضرورة الاجابة المباشرة عنها لصعوبة هذا الامر، واكررها الان: من يقود ، من يقاد ، من سينتهي و من سيستمر ؟ وهذا بالطبع علي مستوي الصراع الروسي الأوكراني ، الصراع الحمساوي الاسرائيلي ، التلاطم الموجي للأحداث في البحرين الاحمر والابيض المتوسط وما بينهما وما حولهما ( اثيوبيا ، السودان والدول المحورية مصر والسعودية والامارات …الي أخره من تموجات الاحداث الشرق اوسطية  بما فيها سوريا وليبيا واليمن ايضا ) و اخيرا الصراع الاقتصادي بين الأقطاب الأربعة الكبري الصين ، امريكا ، الاتحاد الأوروبي و بريكس المتصاعد…..

وباء المتغيرات

- مساحة اعلانية-

بصورة مباشرة ، هل سيستمر الرئيس بوتين بنفس البريق اللامع في صورة القيادة الفروسية لروسيا المنقادة لفكره القومي التقدمي ! و من ياتري سيخلفه رئاسيا وفكريا اذا اقصته الانتخابات او انتهي عمره ؟! هل سينتهي الرئيس بايدن بتأثير النيران المستعرة بتزايد الحماقة و العناد الاسرائيلي بقيادة نتانياهو المتعجرف من جانب والاستشاطة المتزايدة لرغبات ترامب الجامحة بالعودة الي قيادة أمريكا الغير متزنة حاليا أو حتي بانقضاء اجله وخاصة انه طاعن فى السن وتأثيراته على المستوي الرئاسي لدولة عظمي؟!!  وعلى الجانب الاخر الي متي سيستمر الصراع الدامي على الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي بكل مؤثراته على من حوله بل على العالم اجمع بسبب الحشد والتهديد والارتباك فى البحرين الابيض المتوسط والاحمرعلى وجه الخصوص حيث تتراقص وتترنح تصاعدا وهبوطا تآلفات و تحالفات دولية لاكثر من اربعين دولة بينما تتحفظ مصر والسعودية والامارات على الانضمام رغم التهديدات الحوثية المدعومة ايرانيا في مداخل جنوب البحر الاحمروفقما تتداوله وكالات الانباء حول العالم، وهل ستنقلب اسرائيل على نفسها وعلى نتانياهو وهل سينتهي نتانياهو نفسه برصاص قناص اسرائيلي مثلا !! وعلى الجانب الايراني الداعم للحوثيين المنطلقين بلا هوادة بصفتهم أداة يتم التلاعب بها لتعكير صفو طريق التجارة عبر البحار و استثارة كل الاطراف فى أن واحد !! وماذا عن الصمت الروسي الهاديء العام تجاه الصراع الشرق اوسطي وكذلك التعبيرات الصينية المتحفظة او الغير مؤثرة بفاعلية على الصراع الشرق اوسطي وهل هذا بسبب انشغالهم بقضية محورية مثل تايوان التى تحاكي اجواء ما قبل العاصفة التى يمكن ان تضاهي الصراع الحمساوي الاسرائيلي ، هذه الاسئلة وغيرها تطفو على سطح الاحداث الدولية وتحتل الصدارة فى جميع التقارير الاعلامية والبحثية الدولية ، ولكن ماذا عن الاجابات التى لا تجد طريقها الى سطح الاحداث مثلها مثل الاسئلة نفسها ، وماذا عن الاشخاص والدول الذين هم محور الارتكاز لهذه الاسئلة وفوق كل هذا وذاك هل ستتغير مواقف الدول بتغير الاشخاص ام ان الرؤية ستظل ثابتة رغم تغير الاحداث او على الاقل هل ستتغير المواقف تغيرا متباينا كردود فعل لتغير الاحداث ….الخ .

من واقع خبراتي المهنية والتفاعلية مع صناعات الاستثمار والاعلام والتنمية ، توجد دائما مسببات بعينها تشكل القوى الدافعة الاساسية لصناعة القرارات والتى بدورها لا تخرج عن ثلاثة انواع من القرارات اولها قرار التأكد وثانيها قرار المخاطرة وثالثها قرارعدم التأكد، فاذا قمنا بالقاء نظرات عابرة على تطور الاحداث وتطور ردود الفعل بصورة عامة فقد يطفو على السطح شقين اساسيين لمحور واحد مشترك بين جميع المحاور على الكوكب ، ( الامر الذي يبدو أكثر منطقية في الوقت الحاضر عندما يكون هناك المزيد والمزيد من العوامل الخارجية التي يمكن أن تؤثر على الأداء الاقتصادي على الارض ) حيث يظهربشدة محورالاحداث في الشرق الاوسط بشقيه ، الاول فى دوره المحوري في هذه المرحلة الحساسة للغاية ، والثاني فى التقلب المتموج للاحداث فى الشرق الاوسط بشكل بتزايد ذو تأثير أكثر أو أقل على الناتج المحلي الإجمالي العالمي والناتج القومي لكل دولة من الدول الاطراف فى حلقات الصراع او الناتج القومي لكل دولة بشكل خاص وذلك اعتمادا على كيفية تطور الادوار والاحداث.

على الجانب الاخر ، اعتقد انني لست بمفردي من يري ان الشعور العام العالمي يسير غالبا فى احد الاتجاهين الاساسيين الاول ” النماء ” والثاني هو ” الفناء ” وعليه فاننا قد نجد انفسنا امام اختيارين استراتيجيين ، اما توقف او على الاقل تتراجع او تتناقص حدة الصراعات الكبري على الكوكب بصورة عامة كي تتحسن احوال الاقتصاد فى ربوع هذا العالم المتناقض ، او سيتأجج الصراع الى ان يتلامس مع التهديدات باستخدام القدرات النووية ، وفى الحقيقة اجد عقلي و نفسي يتوقان الى استعراض السيناريو الثاني بشغف غريب بدون الدخول فى الاسباب النفس اجتماعية والجيو سياسية وبالتالي فقد وجدتني اسيرسيرا حثيثا بنشاط فكري الي تعدد الثالوثيات ، وبالتاكيد عزيزي القاريء فانني اتوقع ان تسالني فورا عن ما اقصده بالثالوثيات التى اري انها من اهم مقومات مسلسل الصراع المتصدر الظهورعلى سطح الاحداث ومحركاتها على هذا الكوكب واعتقد ان هذا الموضوع من المهم ان نستعرضه لزيادة ادراكنا للقوى والقدرات والتوجهات التى تحرك الاحداث حول العالم.

- مساحة اعلانية-

التضخم الثالوثي

العالم يعاني من تدهورالاقتصاد نتيجة للتركيزعلى حلبات الصراع وما يدعمها او يؤججها او حتي يثبطها من جانب اخر ، العالم ينقسم الى ثالوثيات باتت ملحوظة لا ادري لماذا ! العالم يتجه الى الارتفاع الصاروخي لثالوث الهلاك والفناء ( الوباء والتضخم والصراع ) حيث تتجدد موجات انتشاء الوباء ومتحوراته ويزداد التضخم بتسارع غير قياسي ويحتدم الصراع فى اكثرمن منطقة فائقة الحيوية والفاعلية من العالم ، ففي فبراير 2022 بدأ مسلسل اندلاع الصراع الروسي الاوكراني ليبدأ احد زوايا ثالوث كبراء الكوكب النوويين روسيا والصين والولايات المتحدة في تحريك عجلة الكوكب باتجاه الصعود نحوالهاوية الثالوثية التي يمكن عندها ان تنهارأركان العالم الحديث وهي ثالوث ( الوباء والتضخم والصراع ) ، ولم يكن المسلسل الروسي الاوكراني لتطول حلقاته لولا الدعم الامريكي لاوكرانيا عبر التزويد بالسلاح بدلا من خوض المعارك بالجيش الامريكي بنفسه، وذلك على الرغم من الغفلة النووية الامريكية التى في ظلها تنامت القدرات النووية الصينية وباتت تؤدي الى مضاعفة ترسانتها النووية للوسول الى 1000 سلاح نووي بحلول 2030 ، وفي نفس العام الذي اندلعت فيها احداث المسلسل الروسي الاوكراني قامت احدى دول الثالوث الثاني، التالى للثالوث النووي الاكبروهى كوريا الشمالية حيث تسارعت قدراتها الصاروخية على مدار 15 عاما بوتيرة غير مسبوقة فى يونيو من نفس العام لتصل الى حد اطلاق ثماني صواريخ بنطاق متزامن خلال اقل من ساعة من مواقع مختلفة وبالطبع فإن كوريا الشمالية كما ذكرت هي احد اطراف الثالوث النووي المكون منها بالاضافة الى الهند وباكستان ، والجدير بالذكر فان هذا التسابق يتوازي مع اقتراب انتهاء اتفاقية ” نيو ستارت ” المعنية كمعاهدة بالحد من الاسلحة الاستراتيجية فى 2026 .

لمن لا يعرف فان الثالوث النووي الامريكي يتكون من قاذفات بعيدة المدي وصواريخ باليستية عابرة للقارات وصواريخ باليستية تطلق من الغواصات وكلها تشكل منظومة الاطلاق الاستراتيجية الامريكية والتى تعتبر اساس للردع على اساس ان كل طرف من اطراف الثالوث النووي الكبير لدية قدرة الضربة الثانية فى حال الهجوم عليه ومع ذلك فقد تكررلاكثر من مرة فى السنوات العشر الماضية الاشارة الى عدم الاهتمام الامريكي بزيادة قدراتها النووية فعلي سبيل المثال فقد اعلن معهد ستوكهولم لابحاث السلام ان الولايات المتحدة تمتلك 5428 راسا نوويا فى عام 2022 مقارنة بـ 5550 في عام 2021 مع ورود اكثر من افادة عالمية المصدر على تأخر التحديثات الجوهرية من قبل امريكا بالتزامن مع تهاونها مع التهديدات النووية الروسية وتجاهلها او تغافلها عن توسيع الصين لنطاق قدراتها النووية وتهالك ملاجىء الطواريء الامريكية بالرغم من تزايد تخوفات الرأي العام من التهديدات النووية .

عندما اتوجه بنظري الى الانجليز اري انهم ليسوا على نفس القدرمن الفاعلية البناءة فى صناعة الاحداث كما كانوا من قبل بغض النظر عن النوايا ونوعية الادوار، فمن ينظر اليهم الان يجدهم لايزالون يركزون بتزايد فى ادوارتناغمية تبعدهم تدريجيا عن الصفات البنائية فهم علي سبيل المثلا لايزالون منشغلون فى تخوفاتهم من تهديدات الارهاب المتأسلم ويؤكدون على الطابع المزدوج للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ويهتمون باستدعاء دور افراد المجتمع فى مواجهة الارهاب ويعززون الشراكة مع الحلفاء الدوليين ويعززون قدرات الامن الوقائي ، وعموما فان الانجليزهم احد اطراف ثالوث متناغم فى مدارات التوجهات الاستراتيجية القومية والطرفان المكملان لهذا الثالوث هما ايطاليا وكوريا الجنوبية فايطاليا ايضا تهتم بالدخول فى شراكات متعددة وتعطى اولوية لحماية مصالحها اقليميا ودوليا وتعمل على توسيع الوجود العسكري فى المتوسط ولها حضور اقتصادي قوي عبردبلوماسية الطاقة وتكثف التعاون مع الجزائر فى مجال الغاز ولها حضور متعدد فى الملعب الليبي وتكافح الهجرة وتهريب الاسلحة وتحاول مجابهة تنامي النفوذ الروسي فى المتوسط،  وتؤكد كوريا الجنوبية ( ثالث الثالوث الثاني ) على تعزيز التعاون متعدد الاطراف وتسعي لانشاء نظام للأمن الاقتصادي العالمي وتصعد من درجة الحزم مع الصين بالتزامن مع مواجهتها لتزايد تهديدات كوريا الشمالية لها وذلك اثناء دفعها لزيادة العلاقات المشتركة مع اليابان والابقاء على علاقات منمقة مع روسيا وكل ذلك يحدث اثناء سعيها الحثيث فى ابتكار قدرات دفاعية جديدة حتي مع انخراطها المتزايد مع الغرب.

ألا تري ياصديقي القارئ ان التوجهات الثالوثية تتقارب وتتباعد في صورة شبه منظومة وفى اتجاهات استراتيجية توحي بانها تعزف لحنا سيمفونيا واحدا بتوزيعات متعددة…..

وباء المديونيات

فى مصرالتى اشتهرت بانها أم الدنيا، تقوم فيها الدنيا ولا تقعد من وجهة نظرالناقدين لاحد وجهي عملة الاقتصاد ، حيث تتعالي الاصوات فى نقد بل ونقض وتشريح الوجه الثاني من العملة وهو السياسات الاقتصادية دون اعطاء قدرمثيل من الاهتمام بالوجه الاول وهو الاقتصاد السياسي الذي لم تستطع منظومة الاعلام والتثقيف والتعليم المحلية ان تحترف الترويج له ولو من خلال التنوير الالفردي الذي يقوم به بعض المفكرين الاعلاميين والاقتصاديين المتغافل عنهم من الالة الاعلامية المحلية ، إن جل ما تتركزعليه موجات النقد والنقض العام محليا هو تعاظم موجات التضخم والافراط الملحوظ فى الانفاق الاستثماري القومي بينما تتعاظم المديونية العامة ويعلو ضجيج ارتفاع الاسعار على غيره من المنغصات المؤلمة للشعب العريق الذي يحمل على سفينته قد ثلث عدده من الضيوف الغير معلوم بوضوح مدي تاثيرهم على المستقبل القريب على الاقل كنتيجة لتاثيرهم الحاد على الواقع المصري المتخم بالاثقال وحكومته التى تتصاعد نداءاتهاواجراءاتها لتخفيف الاحمال بالتزامن مع ضعف القدرة على السيطرة على الاسواق التي يغتصبها اباطرة السلع ولا تجد من يثأر لعجزها ، انه بحق مشهد يستحق الوقوف عنده وخاصة مع اتساع الهوة بين العملة المحلية المتهاوية امام العملة العالمية التى تستعد للانهيارامام موجات التحالفات العالمية المستجدة على الرغم منتعاظمها على المحلية المصرية ، انها بحق لمعضلة ، بينما على الجانب الاوروبي يجد المتابعون انفسهم فى ذهول امام المعضلة الايطالية ، ( مع الاخذ فى الاعتبار ان ايطاليا هي ثالث اكبر اقتصاد فى الاتحاد الاوروبي الذي اصبح لاعبا رئيسيا فى سوق الديون االعالمية وخاصة بعد ان تمادي فى شراء ديون منطقة اليورو الجنوبية وارتفع منحنى اجمالي اصولها بشكل حاد وتخطت ثروته الثمانية تريليون يورو بعد منتصف 2022 ولم يرتفع التضخم الا بعد صدمة الصراع الروسي الاوكراني الذي اظهر الجانب السلبي لهذا التوجه حيث رفعت البنوك المركزية الاوروبية اسعار الفائدة اكثر من ستة مرات متتالية حتى العام الماضي فقد بلغت فى نهاية الربع الثالث من 2022 نسبة الدين الحكومي الي الماتج المحلي الاجمالي فى منطقة اليورو حوالي 93% وذلك فى ظل تضاعف تكاليف الاقتراض نتيجة اسعار الفائدة واستمرار تداعيات اظمة الديون اليونانية وتنامي ازمة الديون فى اسبانيا والبرتغال وتفاقم ازمة الديون الفرنسية ) ، فالمعضلة الاايطالية تظهر بوضوح كون ايطاليا تدفع بازمتها الاتحاد الاوروبي الي حافة ازمة اقتصادية وتشكل تهديدا خطيرا لمنطقة اليورو باكملها لرجة انه اذا لم يتم احتواء ازمة الديون الايطالية فستتزعزع الاسواق الاوربية باكملها ، ومع ذلك وعلي الجانب الاخر نجد ان التقديرات تشير الي ان فرنسا التى اختتمت عام 2022 بكونها ( خامس دولة ذات اعلي نسبة دين الى الناتج المحلي الاجمالي فى منطقة اليورو) سيستمر الدين الحكومي بها فى الارتفاع خلال اسنوات القليلة القادمة ليصل الى اكثر من 114% من الناتج المحلي الاجمالي فى عام 2027 )

فى المقابل ، نجد ان السعي العام يعد حثيثا باتجاه تحفيز التقشف الانتقائي لضبط اعادة التوزيع داخل الاتحاد الاوروبي فى ظل مساعي عديدة لتحقيق التوازن بين الاستثمارات القوية والخفض المستدام للديون مع طرح تدابير للسيطرة على العجز العام مع الخضوع لموافقة البرلمانالاوروبي على فرض قواعد جديدة على البنوك. الخلاصة التى اعتقد انه يجب اخذها فى الاعتبار لدي المحللين والناقدين بل والناقمين فى دولة محورية علي مستوي العالم وهي ” مصر ” ان الدول الاوروبية تكاد تكون الاعلي فى نسبة الدين الحكومي الي الناتج المحلي الاجمالي ، عسي ان يوفر ذلك الادراك مساحة اكبر لتفهم الموقف الاجمالي العام لدولة محورية واعطاء مساحة اكبرلطرح بدائل استراتيجية تكون لها جائبية نسبية اعلي من غيرها فى الضرورة الاستراتيجية لتغيير بعض اللاعبين فى فرق بناء ودعم وصناعة القرار الحكومي بل والرئاسي المصري الذي بات الاكثر حساسية وترقبا من كل الاطراف فى المنطقة وخارجها.

صراع الكتل

بعد انضمام اكثر من دولة فى مقدمتها مصر الي التجمع الاقتصادي العالمي ” بريكس ” ،  نجد ان الامريكيين يقللون من اهمية تكتل ” بريكس ” فى ظل التاثير السلبي لصعود الشعبوية فى الداخل الامريكي واحتمالية تزايد بريكس الى اداة لتوازن القوي ويدفعون بتوسيع الانقسامات بين اعضائه ويستبعدون احتمالية تاثرمكانة الدولار بسبب تزايد عدد اعضاء التجمع ،في حين كشفت مجلة نيوزويك الامريكية ان قمة بريكس فى جنوب افريقيا تظهر كيف تعاني الولايات المتحدة لبسط نفوذها فى جميع انحاء الجنوب العالمي الشاسع وانها تتقهقر امام روسيا والصين والهند المتزايدون فى التضامن كضحايا للامبريالية والاستعمار الغربي .

تحاول امريكا التوسع فى التحالفات الاستراتيجية والامنية بنفس القدر الذي تحاول به استعادة مكانة التكتلات الغربية وتوظيف احتياج بعض الدول لواشنطنكما تحاول الركيز على القدرة التنافسية الاقتصادية لواشنطن بنفس المستوي الذي تعمل فيه واشنطن على تفعيل الدبلوماسية الثنائية والمتعددة الاطراف.

اخي القارئ المحترم ، ان كنت قد اهتتمت بالفعل بهذا الطرح المبدئي الذي استعرض فيه المناخ العام المتصف بصفة ” الزومبي ” السينمائية ، فأرجو ان تنتظر بنفس القد الذي ارجو فيه من الله ان تجد فى الحلقات القادمة مزيدا متصاعدا من جرعات التعمق فى استعراض المشهد العالمي عسي ن نتلمس معا طريقا آمنا الي ملامح اكثر وضوحا عن كون ما يحدث الان هو جزء من واقع نعيشه جميعا الان ولا ندري هل سيستمر ام سيأتي الغد بافضل منها .

سلسلة يكتبها المستشار \ محمد منسي – المستشار الاول بـمجموعة مانكون هاوس

شارك هذه المقالة
2 تقييم