تزايدت قضايا المراهقين والاكتئاب بشكل حاد مؤخراً. هذا الارتفاع في مشاكل المراهقين النفسية يبقى معظمها بلا اكتشاف ولا يتم معالجتها أبداً. حيث تمتد عواقب عدم معالجة مشاكل المراهقين النفسية إلى مرحلة البلوغ، مما يضعف الصحة البدنية والعقلية ويحد من فرص عيش حياة مُرضية كبالغين.
دعونا نحدّثكم عن الأسباب المحتملة لإكتئاب المراهقين.
من هو المراهق
يُطلق مصطلح المراهقة على الأعمار ما بين الـ10و19 سنة. وهي فترة فريدة وتكوينية. حيث تعتبر المراهقة فترة حاسمة لتطوير والحفاظ على العادات الاجتماعية والعاطفية المهمة للصحة العقلية.
ويشمل هذا:
- اتباع أنماط نوم صحية.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- تطوير مهارات التعامل وحل المشكلات والتعامل مع الآخرين.
- وتعلم إدارة العواطف.
فيمكن للتغييرات الجسدية والعاطفية والاجتماعية المتعددة، بما في ذلك التعرض للفقر المفرط أو سوء المعاملة أو العنف والتنمّر، أن تفتح المجال أمام مشاكل المراهقين النفسية وأن تساهم في ارتفاع معدلات قضايا المراهقين والاكتئاب.
تعزيز الرفاه النفسي
إن تعزيز الرفاه النفسي وحماية المراهقين من التجارب السلبية وعوامل الخطر التي قد تؤثر على قدرتهم على النمو أمر بالغ الأهمية لرفاههم خلال فترة المراهقة ولصحتهم الجسدية والعقلية في مرحلة البلوغ.
الإرتفاع الحاد في مشاكل الصحة النفسية لدى المراهقين
في دراسة واسعة النطاق حول انتشار العديد من مشاكل الصحة النفسية، بما في ذلك القلق والاكتئاب واضطرابات المزاج، وُجد أن الزيادات الحادة في كل حالة من هذه الحالات تم العثور عليها بين المراهقين والشباب بين عامي -2009 و 2017-. وبلغت الزيادات في حالات الاكتئاب الشديد (على سبيل المثال) مابين 8٪ إلى أكثر من 13٪ بين أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 25 عامًا خلال هذه السنوات التسع.
إن مشاكل المراهقين النفسية تساعد على تعريضهم بشكل خاص للإقصاء الاجتماعي والتمييز وقد يتم وصمهم (التي تؤثر على استعدادهم لطلب المساعدة) ، والصعوبات التعليمية ، وسلوكيات المخاطرة ، واعتلال الصحة الجسدية وانتهاكات حقوق الإنسان بحقهم
مشكلات المراهقين النفسية والاجتماعية
تشمل العوامل التي يمكن أن تساهم في إجهاد الصحة النفسية وخلق علاقة بين المراهقين والاكتئاب خلال فترة المراهقة:
- الرغبة في مزيد من الاستقلالية.
- الضغوطات من أجل التوافق مع الأقران.
- زيادة طرق الوصول إلى التكنولوجيا واستخدامها.
- جودة الحياة المنزلية والظروفه المعيشية.
- صراع اكتشاف الهوية الجنسية.
- التمييز ضدهم أو الإقصاء.
- الإصابة بمرض مزمن أو وجود حالات خاصة.
- زواج القاصرات، أو من هم في زواج مبكر و/أو قسري.
- المراهقات الحوامل والآباء المراهقون.
- الأيتام.
- المراهقون من الأقليات العرقية أو الخلفيات الجنسية المختلفة.
عند الحديث عن علاقة المراهقين والاكتئاب ببعض، قد يلاحظ على المراهق العلامات التالية:
- يشعر بالحزن أو اليأس.
- لديه مشاكل مع العائلة أو الأصدقاء أو في المدرسة.
- تأتيه أفكار حول إيذاء نفسه.
- يشعر بالقلق والخوف.
- يواجه مشاكل في الأكل.
- يجد صعوبة في التحدث أو النوم.
- يسمع أصواتًا أو يرى أشياءً تقلقه.
- يشعر بالغضب أو يكافح من أجل السيطرة على سلوكه أو مزاجه.
- يجد صعوبة في التركيز أو التواصل مع الأصدقاء.
- لا يحب نفسه أو لديه ثقة منخفضة بالنفس.
التنمر الإلكتروني
ارتفعت معدلات التنمر الإلكتروني جنبًا إلى جنب مع الارتفاع في تقنيات الاتصال مثل الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ما سبب في تفاقم مشاكل المراهقين النفسية. وفقًا للبيانات التي جمعتها شركة Comparitech حيث زادت معدلات التنمر عبر الإنترنت بشكل حاد في جميع أنحاء العالم على مدار العقد الماضي.
التكنولوجيا والتصنيع
إن المناطق الصناعية الكبيرة نسبياً هي أكثر عرضة لقضايا المراهقين والاكتئاب من المناطق أو البيئات الإجتماعية الصغيرة.
مع مرور الوقت، تزداد التكنولوجيا والتصنيع. وتبدو النتائج السلبية على الصحة العقلية لشبابنا وكأنها نتيجة عكسية تمامًا (إذا كانت غير مقصودة) فكلما ارتفعت معدلات التصنيع كلّما تدهورت الصحة النفسية للمراهقين؛ ويبدو أن هذه النتيجة صحيحة في جميع أنحاء العالم.
الاكتشاف والعلاج المبكر
بحسب توصيات منظمة الصحة العالمية
من الضروري تلبية احتياجات المراهقين الذين يعانون من حالات صحية نفسية . إن تجنب إضفاء الطابع الطبي على المؤسسات والإفراط في العلاج الطبي، وإعطاء الأولوية للنُهج غير الدوائية، واحترام حقوق الأطفال بما يتماشى مع اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل وغيرها من صكوك حقوق الإنسان هي أمور أساسية لكسر العلاقة بين المراهقين والاكتئاب او حتى أي من الحالات النفسية الشديدة الأخرى.