أعلن جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، استضافة المملكة العربية السعودية لمنافسات كأس العالم لكرة القدم 2034.
أكد رئيس الفيفا عبر حسابه الرسمي على إنستغرام، استضافة السعودية لمنافسات كأس العالم 2034، بعدما كانت الدولة الوحيدة التي تقدمت بعرض لاستضافة كأس العالم 2034 بحلول الموعد النهائي المحدد لتقديم عروض استضافة مونديال كرة القدم.
كان الفيفا دعا دول آسيا ومنطقة الأوقيانوس لتقديم عروضها لاستضافة البطولة بحلول 31 أكتوبر تشرين الأول.
وأعلنت المملكة العربية السعودية في الرابع من أكتوبر تشرين الأول عزمها الترشح لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم المزمع إجراؤها في عام 2034.
السعودية من قوة اقتصادية عملاقة لقوة رياضية عملاقة
وأصبحت السعودية البلد الوحيد المتقدم بملف لاستضافة كأس العالم 2034، بعد 27 يوماً فقط من الإعلان عن حملتها لاستضافة الحدث العالمي الأكبر لكرة القدم، وهو ما يتوج عاماً مذهلاً مع وصول بعض النجوم الكبار إلى الدوري السعودي للمحترفين (روشن)، على رأسهم البرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي نيمار والفرنسي كريم بنزيما وغيرهم من نجوم الدوريات الأوروبية الكبيرة.
كما شقَّت السعودية طريقها إلى قمة لعبة الغولف الاحترافية بعد إقناعها لاتحاد لاعبي الغولف المحترفين (بي جي ايه) الأميركي والجولات الأوروبية المرموقة بالاندماج مع شركة «ليف غولف» الناشئة.
هذه النجاحات وغيرها ليست مجرد مشاريع عابرة، فهي تهدف إلى جذب الاهتمام والسياح والاستثمارات، فقد أصبحت السعودية الآن تمنح مواطني 63 دولة تأشيرات عند الوصول، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
وأفادت الوكالة أنه «ستكون هناك فوائد تتعلق بالصورة والسمعة والقوة الناعمة والعلامة التجارية الوطنية، بالإضافة إلى بعض الفوائد الاقتصادية التي يريد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن تجنيها بلاده من الرياضة».
بحلول الوقت الذي تنطلق فيه بطولة كأس العالم لكرة القدم، ستكون العديد من مشاريع البنية التحتية الضخمة قيد الانتهاء، بما في ذلك مدينة نيوم الضخمة التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار، والتي تهدف إلى أن تضم ناطحات سحاب متوازية تمتد لمسافة 170 كيلومتراً عبر التضاريس الجبلية والصحراوية، في مشروع مثير يعرف باسم «ذا لاين».
وتعد نيوم هي المشروع الرئيسي لرؤية السعودية 2030، وهو مشروع طموح لتنويع اقتصاد أكبر مصدّر للنفط في العالم قبل أن تبدأ مصادر الطاقة الأخرى في الحلول محل النفط الخام.
وتشمل المشاريع الأخرى البحر الأحمر، وهو وجهة سياحية راقية، والقدية، وهي مدينة ترفيهية تضم حدائق ورياضات وغيرها من عوامل الجذب، والدرعية، وهي منطقة جذب سياحي ثقافي تضم أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو.
وفي الوقت نفسه، تقوم العاصمة الرياض ببناء مطار دولي رئيسي جديد، يهدف إلى منافسة دبي والدوحة كمركز طيران إقليمي، وكشفت النقاب عن شركة طيران جديدة بموازنة ضخمة، طيران الرياض.
وقال كريستيان أولريشسن زميل شؤون الشرق الأوسط في معهد بيكر للأبحاث إنّ كأس العالم يعد «فرصة لعرض مجموعة من المشاريع الضخمة المرتبطة برؤية 2030 والتي ينبغي أن تكون جاهزة للعمل بحلول ذلك الوقت، والتي تم تصميمها لوضع المملكة العربية السعودية كوجهة للشركات والمستثمرين والسياح».
وأضاف أولريشسن أنه مع توقعات بارتفاع عدد السكان بنسبة 50 بالمئة إلى 50 مليون نسمة بحلول عام 2030، واستقبال 150 مليون سائح سنوياً، فإن «الطموحات كبيرة، وستكون هناك حاجة إلى تدفق مستمر من الأحداث الكبرى لتحقيق هذه الطموحات».
وتستضيف السعودية كأس آسيا 2027 ودورة الألعاب الآسيوية الشتوية في 2029 ودورة الألعاب الآسيوية 2034.
وأشار إلى أنّ «الانخراط في الرياضة بشكل مكثف، كما فعل السعوديون مع كرة القدم والغولف مؤخراً، لكن أيضاً في الرياضات الإلكترونية والألعاب، هو وسيلة للوصول إلى جمهور كبير في جميع أنحاء العالم لرواية قصة السعودية المتغيرة».
انسحاب أستراليا
وقالت أستراليا يوم الثلاثاء إنها لن تتقدم بطلب لاستضافة البطولة تاركة السعودية كمرشح وحيد.
وقال الفيفا في بيان «كما هو منصوص عليه في لوائح العطاءات التي وافق عليها مجلس الاتحاد الدولي ستقوم إدارة الفيفا بإجراء عمليات تقييم شاملة للعروض المقدمة لتنظيم نسختي 2030 و2034 من كأس العالم وستؤكد اختيار الدول المنظمة بحلول مؤتمر الفيفا المقرر في الربع الرابع لعام 2024».
وقال جيمس جونسون الرئيس التنفيذي للاتحاد الأسترالي لكرة القدم يوم الثلاثاء، إنه كان من الصعب جداً على بلاده منافسة العرض السعودي لاستضافة نهائيات كأس العالم للرجال في 2034، ولذلك فضلت أستراليا عدم دخول السباق على تنظيم هذه النسخة من البطولة.
وعبر جونسون عن استيائه من ضيق المهلة التي حددها الفيفا للدول الراغبة في التنظيم، إذ كان الاتحاد الدولي دعا لتقديم العروض في الرابع من أكتوبر تشرين الأول.
وأضاف «عندما درست الأمر وجدت أن أمامنا فرصة جيدة لكن في النهاية لن تكون النتيجة في صالح أستراليا».
وأضاف «علينا أن نتحلى بالواقعية، السعودية تملك عرضاً قوياً لديها الكثير من الموارد، ليس فقط المتعلقة بكأس العالم للرجال لكرة القدم 2034؛ فقد دخلوا بقوة سوق كرة القدم الأوروبية عن طريق الاستثمارات السخية؛ حكومتهم تضع الاستثمار في كرة القدم على رأس أولوياتها، وهذا أمر يصعب التنافس معه».
وتستهدف المملكة الوصول بالدوري السعودي إلى قائمة أفضل عشرة دوريات في العالم، وزيادة إيرادات رابطة الدوري السعودي للمحترفين من 450 مليون ريال إلى أكثر من 1.8 مليار ريال سنوياً، فضلاً عن رفع القيمة السوقية للدوري السعودي للمحترفين من ثلاثة مليارات إلى أكثر من ثمانية مليارات ريال.
وقال جونسون إن أستراليا، التي شاركت مؤخراً في استضافة كأس العالم للسيدات مع نيوزيلندا، ستركز بدلاً من ذلك على عروض كأس آسيا للسيدات 2026 وكأس العالم للأندية 2029.
وكان جونسون أكد أن أستراليا ستدعم عرض السعودية إذا ظلت بالفعل المرشحة الوحيدة.
كأس العالم
ستعقد بطولة كأس العالم للرجال 2026 في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا؛ ومنح الفيفا حق تنظيم كأس العالم 2030 في وقت سابق من هذا الشهر للمغرب والبرتغال وإسبانيا، وستستضيف أوروجواي والأرجنتين وباراجواي مباريات ضمن هذه النسخة احتفالاً بمئوية البطولة.
وتقدمت المغرب لاستضافة كأس العالم في خمس مناسبات سابقة أعوام 1994 و1998 و2006 و2010 إضافةً إلى خسارتها بفارق يتجاوز 70 صوتاً عن أميركا لتنظيم كأس العالم لعام 2026.
وكانت قطر أول دولة عربية تحظى باستضافة كـأس العالم، إذ أقيمت على أراضيها نسخة 2022.
المصدر: سي ان ان الاقتصادية