علي احد مسارح الدوله بالقاهره تعرض الان مونودراما مسرحية إبداعية فريدة ،، تألقت بطلتها الوحيدة فاطمة محمد علي بل وابدعت في التأثير الوجداني والفكري والنفسي علي كل من حضر هذا العرض بصورة اذهلت الجميع لأنها تلامست مع الكثير من احوالنا ومعاناتنا مع كل ما يحيط بنا
فعندما تشاهد بطلة العرض الفنانه المبدعه فاطمه محمد وهي تغني وترقص وتدعو للأمل والتفاؤل تشعر وكأنك قمت بحضور جلسه علاج روحي ونفسي مكثفه فتغادر العرض وانت مشحون بكم هائل من الطاقه الإيجابيه والأمل والرضا
تدور فكرة العرض حول عاملة نظافة بسيطه ترى رجل يحاول الانتحار من سطح احدى العمارات في نطاق الشارع المسئوله عن نظافته
فَتُفظع عاملة النظافه لانه في حال انتحاره سوف تضطر الى تنظيف الشارع من اثار الدماء مما يتطلب منها البقاء بعد مواعيد العمل المقرره لها ،، وهي في ذات اليوم كانت ذاهبه لاستلام بلوزه قامت بحجزها من احدى المحلات وطلبت منهم استلامها عندما تقبض راتبها
كانت تحلم بهذا اليوم وكأن كل امنياتها تبلورت في هذه البلوزه،، في الوقت الذي اراد ان ينتحر فيه هذا الرجل بسبب خسارة ثروته بالبورصه
فتتحدث اليه عاملة النظافه وتحاول ان تجعله يتراجع عن قراره .. او على الاقل يؤجل هذا القرار الى ما بعد انتهاء الشيفت الخاص بها
وتشرح له ما مدى المأساه التي مرت بها وهي التي خسرت خطيبها وجميع افراد اسرتها في يوم واحد بسبب زلزال ١٩٩٢ ،، وهي الوحيدة التي نجت منه واخرجوها من تحت الانقاض،، ورغم هذه المأساه التي حدثت لها لم تفكر يوما بالإنتحار وعاشت راضيه وقانعه وسعيده
ابكتنا جميعا وهي تسرد مأساتها وضياع اهلها و أحلامها وحبيب عمرها في لحظه واحده ،، وفي نفس اللحظه تأخذنا الى عالم أخر مليئ بالأمل والتفاؤل فنراها ترقص وتغني وتحرك عرائس
وتنصح الجميع بأن يعيشوا حياتهم بتفاؤل ورضا وحب لأن الحياه من وجهة نظرها ما هي الا رحله قصيره.. لا تستحق ابدا ان نحياها ونحن مكتئبين وغير سعداء،، بل يجب علينا ان نظل نَحُلم بغدٍ افضل طالما مازالنا نتنفس،،
وهي التي اعطت لنا اكبر مثال على ما ذكرته،، فكيف لعاملة نظافه فقيره ووحيده ان تظل تحلم وتسعى لان تعيش حياه افضل مما هي عليه،،
وهي التي لا تملك مالا ولا اهلا ولا مستقبلا مبشرا .. فهي في الحقيقه لا تملك سوى حاضرا بسيطا جدا و لكنها استطاعت ان تجعله سعيدا بأبسط الأشياء التي تملكها
وبذلك استطاعت ان تنهي العرض بدعوه للسعاده والتفاؤل والرضا من خلال اغنية سيب نفسك التي ختمت بها عرضها
وفي الحقيقه ما احوجنا الى مثل هذه الاعمال الهادفه التي تدعو للأمل والتفاؤل،، خصوصا في مثل هذه الايام الصعبه التي تعيشها البشريه،، فنرى فيها مشاكل اقتصاديه وازمات وحروب وكوارث طبيعيه ،، وهنا يأتي دور الفن الهادف ليعطينا رساله طمأنينه ورضا وامل في حياه افضل
وقد حضر العرض لفيف من نجوم الفن والمجتمع الذين اشادوا بالعرض والأداء المتميز للفنانه فاطمه محمد علي ومنهم سيدة المسرح العربي القديره سميحه ايوب و الفنان القدير محيي اسماعيل والفنانه السوريه سوزان نجم الدين الفنانه منال سلامه والفنان حمزه العلي والكاتبه والناقده ماجده نور الدين والمخرج عمر زهران و الفنانه ميرنا وليد
سيب نفسك إنتاج وزارة الثقافة المصريه قطاع شئون الإنتاج الثقافي البيت الفني للمسرح فرقة المسرح الحديث بقيادة مدير عام الفرقه الفنان القدير محسن منصور والذي ساهم بشكلٍ كبير في تطوير فرقة المسرح الحديث وحرص على ان يظل مسرح السلام مضيئا دائما بعروض الفرقة الهادفه والمميزه
سيب نفسك مونودراما استعراضيه غنائيه بطولة الفنانة المبدعه فاطمة محمد علي الحائزة على جائزة أفضل ممثلة بالمهرجان القومي للمسرح المصري ٢٠٢٣ ، ومهرجان القاهره الدولي للمونودراما ٢٠٢٣
ديكور أحمد أمين ، أزياء نهاد السيد ، إضاءة إبراهيم الفرن ، موسيقي وألحان حاتم عزت ، استعراضات مناضل عنتر ، أشعار د. محمد مخيمر ، تصميم وتنفيذ عروسة د. نبيل الفليكاوي ، إنتاج ماسكين د أمير عبد المسيح ، ترجمة د . نبيلة حسن، دعاية وسوشيال ميديا محمد فاضل القباني ، تصوير البوستر عادل صبري ، هيئة الإخراج نهي فؤاد – منال حامد – منى مهدي ، تأليف مارك إيجيا، دراماتورجيا وإخراج د. جمال ياقوت .