وافقت هيئة مراقبة المنافسة في المملكة المتحدة على استحواذ “مايكروسوفت” على شركة “أكتيفيجن بليزارد” بقيمة 69 مليار دولار، ليتخطى الاستحواذ العقبة التنظيمية الرئيسية الأخيرة التي كانت تقف في طريق إتمام أكبر صفقة في قطاع الألعاب الإلكترونية على الإطلاق.
قالت هيئة المنافسة والأسواق، اليوم الجمعة، إن عرض “مايكروسوفت” المُعاد هيكلته لبيع بعض حقوق الألعاب للناشر الفرنسي “يوبيسوفت إنترتينمنت” (Ubisoft Entertainment) يزيل أي مخاوف تتعلق بالمنافسة لديها.
وقالت الوكالة، إن الصفقة ستحافظ على الأسعار التنافسية والخدمات الأفضل.
مسيرة استحواذ شاقة
ظلت الصفقة مُعلقَّة لعدة أشهر، إذ واجهت مخاوف من المنظمين العالميين لمكافحة الاحتكار، بما في ذلك الاعتراض الأولي من المملكة المتحدة. وبعد ذلك، فقد اكتسبت الصفقة زخماً غير متوقع بعد أن تغلَّبت “مايكروسوفت” على الطعن الذي تقدمت به لجنة التجارة الفيدرالية أمام محكمة بشأن الصفقة. وقد وافق الاتحاد الأوروبي على الاتفاق من خلال سبل الانتصاف السلوكية في شهر مايو. وهذا ما ترك هيئة المنافسة والأسواق باعتبارها الجهة التنظيمية الوحيدة التي تقف في طريق الصفقة.
أوضحت سارة كارديل، الرئيسة التنفيذية لهيئة المنافسة والأسواق: “لقد أرسلنا رسالة واضحة إلى (مايكروسوفت) مفادها أنه سيتم حظر الصفقة ما لم تعالج بشكل شامل مخاوفنا وتتمسك برؤيتنا بشأن ذلك”.
بحلول الصيف؛ أعادت “مايكروسوفت” تقديم صفقة مختلفة إلى حد كبير إلى هيئة المنافسة والأسواق في محاولة أخيرة لإتمام الاستحواذ، الذي يشمل بدوره اللعبة الرائجة “كول أوف ديوتي”.
قال براد سميث، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس لشركة “مايكروسوفت”: “لقد تجاوزنا الآن العقبة التنظيمية الأخيرة لإغلاق هذا الاستحواذ، الذي نعتقد أنه سيفيد اللاعبين وصناعة الألعاب في جميع أنحاء العالم”.
بمجرد إتمام الصفقة، ستشرف “مايكروسوفت” على بعض امتيازات الألعاب الأكثر شهرة، بما في ذلك “كول أوف ديوتي” ولعبة الهاتف المحمول “ديابلو” (Diablo)، و”كاندي كراش”.
اشترت “مايكروسوفت” على مدار السنوات الأخيرة شركات ألعاب إلكترونية في محاولة لجلب أفضل الألعاب إلى نظامها الذي يضم وحدات تحكم “أكس بوكس”، وأجهزة الكمبيوتر العاملة بنظام “ويندوز”، وخدمة الاشتراك في الألعاب “غيم باس”.
وتُعدّ “مايكروسوفت” حالياً الشركة الثالثة في مجال وحدات التحكم بعد “سوني” و”نينتيندو”.
وقال المسؤولون التنفيذيون في “مايكروسوفت” إن الصفقة تمثل طريقة عملاق التكنولوجيا لاقتحام سوق ألعاب الهاتف المحمول البالغة قيمتها 93 مليار دولار. ومع ذلك؛ ركز المنظمون في المملكة المتحدة بدلاً من ذلك على آفاق قدرة “مايكروسوفت” على الهيمنة على سوق الألعاب السحابية الناشئة.
ومن خلال ألعاب “أكتيفيجن”؛ ستتمكن “مايكروسوفت” من جذب المزيد من العملاء إلى خدمة الألعاب السحابية، وهي إحدى ميزات “غيم باس”.
وأشار المحللون إلى أن الألعاب السحابية ظلت متخصصة، فقد كافحت كل من “غوغل” و”أمازون” للحصول على موطئ قدم فيها.
من جهة أخرى، ستواصل لجنة التجارة الفيدرالية الطعن على الصفقة حتى بعد إغلاقها، على الرغم من أنه من غير المرجح أن تعرقل إتمامها. وقالت الوكالة إنها ستمضي قدماً في محاكمتها الداخلية ضد الاستحواذ.
وقالت هيئة المنافسة والأسواق، اليوم الجمعة، إنها حددت “مخاوف محدودة متبقية” بشأن الصفقة الجديدة، لكن “مايكروسوفت” قدَّمت تعهدات من شأنها أن تجعل شروط الحقوق المبيعة إلى “يوبيسوفت” قابلة للتنفيذ من قبل الهيئة.
أوضح متحدث باسم “أكتيفيجن”: “الموافقة الرسمية من هيئة المنافسة والأسواق تُعدّ بمثابة أخبار رائعة لمستقبلنا مع (مايكروسوفت)، ونحن نتطلع إلى أن نصبح جزءاً من فريق (إكس بوكس)”.
المصدر: الشرق