قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان يوم الأحد، “إن التشغيل التجريبي لأول قطار يعمل بالهيدروجين في منطقة الشرق الأوسط سيبدأ الأسبوع المقبل في البلاد”.
وأضاف الوزير في كلمته خلال أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2023 بالتنسيق والتعاون مع أمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في شأن التغير المناخي، الذي تستضيفه العاصمة الرياض حتى 12 من الشهر الجاري، “إن بلاده ستطلق آلية سوق محلية ذات صدقية وشفافية وقابلة للتكيف” من دون الخوض في تفاصيل عن القطار الجديد.
وتزامن حديث وزير الطاقة عن الإطلاق التجريبي لقطار يعمل بالهيدروجين، مع ما أعلنته الخطوط الحديدية السعودية “سار” عن إطلاق تجارب القطار الهيدروجيني في البلاد، عقب توقيعها اتفاقية مع شركة “ألستوم” الفرنسية، بهدف إجراء التجارب التشغيلية والدراسات اللازمة للعمل على تجهيز هذا النوع من القطارات ليتلاءم مع بيئة البلاد وأجوائها، وذلك تمهيداً لدخولها الخدمة مستقبلاً، وقالت في بيان لها نشر على وكالة الأنباء السعودية “واس”، “إن تشغيل هذه القطارات، يبرز التزام السعودية ومبادرتها نحو تبني تقنيات النقل المستدامة”.
تحديات مناخية
وخلال السنوات الأخيرة برزت إشكالات التغيرات المناخية كأحد أبرز التحديات التي تواجه البشر على كوكب الأرض، مما دفع عديداً من الدول للتصدي لهذه الظاهرة التي تؤرق المجتمعات الدولية كافة، لا سيما أن عديداً منها شهد مظاهر تلك التغيرات سواء الفيضانات أو العواصف والأمطار الكثيفة أو ارتفاعات درجات الحرارة غير المسبوقة، وتعكس إشارة الأمير عبدالعزيز بن سلمان إلى استضافة بلاده لهذا الحدث في نسخته الثانية، التزامها الراسخ العمل المشترك لبحث جميع الحلول التي تعين على مواجهة التحديات المناخية، وهو ما أكد عليه وزير الطاقة السعودي بالقول، إن بلاده تحظى بإمكانات تسمح لها باحتجاز الكربون وتخزينه، ولا يوجد أكثر أهمية للسعودية ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والعراق من الاستثمارات الكافية لضمان عمل هذه التقنيات من خلال المحفزات والممكنات، مبيناً أن نجاح ذلك سيعود بالنفع على الجميع ويتوافق مع أهداف اتفاقية باريس للمناخ.
وزاد الأمير عبدالعزيز بن سلمان في جلسة حوارية بعنوان “تعزيز المشاركة الشاملة والاقتصاد الدائري لتحقيق تحولات طاقة عادلة ومنصفة”، قائلاً “يمكننا أن نكون المصدِّر للهيدروجين النظيف، والمنتج والمصدِّر للكهرباء النظيفة أيضاً”، وأردف أن بلاده “تبنت نهجاً شاملاً يتضمن جميع إمكاناتها، لإنتاج الطاقة من المصادر المتجددة، وإنتاج الهيدروجين، وخطوط وأنابيب لتوزيعه، ونقل الكهرباء”.
أجندة المناخ
من جانبه، قال رئيس مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في شأن تغير المناخ، سلطان الجابر في كلمته خلال افتتاح أسبوع المناخ، “إن قضية التكيف المناخي يجب أن تكون في مقدمة وصميم أجندة المناخ”.
وأضاف: “إننا نعيش في منطقة تعاني من الحرارة الشديدة وندرة المياه وانعدام الأمن الغذائي، ونعاني أيضاً من تأثيرات مناخية قاسية، بداية من الجفاف إلى الفيضانات المدمرة في درنة”.
واستطرد بالقول، “لتحقيق أهداف منطقتنا، يجب علينا أن نضع التكيف في مقدمة وصميم أجندة المناخ”، مطالباً الجهات المانحة بزيادة التمويل المخصص للتكيف المناخي وتجديد موارد صندوق المناخ الأخضر.
نظام الطاقة الحالي
وفي السياق ذاته، دعا وزير الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات سهيل المزروعي، إلى التخلي عن فكرة التخلص سريعاً عن مصادر الطاقة الحالية سعياً لتحقيق أهداف معركة المناخ مؤكداً في الوقت ذاته، أهمية وجوهرية الطاقة في حياة الناس.
وقال: “لا يمكننا أن نوقف نظام الطاقة الذي نتعامل معه اليوم، قبل أن نبني نظاماً جديداً للمستقبل، وقبل أن تكون لدينا طاقة مستدامة”.
من جانبه، قال الأمين التنفيذي لأمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في شأن التغير المناخ سايمون ستيل “تقف منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عند مفترق طرق، فهي لا تواجه الآثار المدمرة لتغير المناخ فحسب، بل تواجه أيضاً التحدي المتمثل في تحويل اقتصاداتها لضمان الرخاء في عالم يتماشى مع ارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجة نصف درجة مئوية”.
واستطرد بالقول “أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يوفر منصة لتسليط الضوء على الحلول والابتكارات الإقليمية، الأمر الذي يمهد الطريق لتعزيز التعاون بين الدول والقطاعات والتخصصات”.
يذكر أن أسبوع المناخ المقام حالياً في الرياض سيتناول موضوعات تسريع العمل المناخي، والمناهج الشاملة للتعامل مع التغير المناخي، بما في ذلك نهج الاقتصاد الدائري للكربون، الذي يشجع على توظيف التقنيات المتاحة، واستخدام أشكال الطاقة المختلفة، ويدعم انتهاز جميع الفرص التي تسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية، بما يعين على تحقيق الأهداف المناخية.
وقال منظمو المؤتمر في الرياض في بيان لهم، “إن المحادثات في العاصمة السعودية تهدف إلى تسليط الضوء على التحديات والحلول في المنطقة الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ”.
وأوضح البيان ان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تواجه بالفعل ارتفاع درجات الحرارة وندرة المياه، حيث لا يحصل أكثر من 60 في المئة من السكان إلا على قدر ضئيل للغاية من المياه الصالحة للشرب، إن وجدت، محذراً من أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى مزيد من الجفاف الحاد.
المصدر: اندبندنت