قتل 100 شخص على الأقل وأصيب العشرات في هجوم بمسيرات مفخخة استهدف أكاديمية عسكرية سورية في مدينة حمص، ويُعتقد أن الهجوم انطلق من مناطق تسيطر عليها المعارضة شمال غربي حمص.
وقال الجيش السوري إن “مجموعات إرهابية مدعومة بقوات دولية معروفة” تقف خلف الهجوم.
ونشرت القيادة العامة للقوات المسلحة بياناً قالت فيه إن القوات المسلحة “تعتبر هذا العمل إجرامياً غير مسبوق، وتؤكد أنها سترد بكل قوة وإصرار على هذه الجماعات الإرهابية أينما وجدت”.
وفي وقت لاحق، أفاد المستجيبون الأوائل من الخوذ البيضاء بمقتل خمسة مدنيين في قصف مدفعي وصاروخي حكومي مكثف على عدة مدن وبلدات وقرى في معقل المعارضة في محافظة إدلب.
وفي تقرير لاحق نقلت وكالة الأنباء السورية عن وزير الصحة حسن الجباش قوله، إن الغارة أدت إلى إصابة أكثر من 200 شخص، وأن من بين القتلى ست نساء وستة أطفال.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، لـبي بي سي إن حصيلة قتلى تفجير الكلية الحربية في حمص وصل إلى 100، بينهم 14 مدنياً، وأصيب أكثر من 125 شخصاً.
وأضاف عبد الرحمن أن من بين القتلى ثلاث سيدات وطفلة من أهالي الضباط الخريجين، وبعض الإصابات في حالات حرجة، وتوقّع إثر ذلك أن ترتفع حصيلة القتلى، بينما تستمر سيارات الإسعاف في نقل القتلى والمصابين من مكان التفجير.
واستهدف انفجار عنيف تجمعات بشرية بعد دقائق من انتهاء حفل تخريج طلاب ضباط وذويهم، تزامنا مع تحليق طائرات مسيرة، حيث تم نقلهم إلى المستشفى العسكري في حمص، ومستشفى الباسل، ومستشفى النهضة، ومستشفى الأهلية، وسط معلومات عن مفارقة بعضهم للحياة متأثرين بجراحهم.
يشار إلى أن قوات الجيش السوري أجرت مراسم لتخريج الطلاب الضباط، بحضور قيادات من الجيش السوري ووزير الدفاع.
وأعلن البيان العسكري مقتل وإصابة عدد من العسكريين والمدنيين جراء الهجوم، منها إصابات حرجة لأهالي الضباط الخريجين من الكلية الحربية.
وأضاف البيان: “قيادة الجيش السوري سترد بكل قوة وحزم على التنظيمات الإرهابية أينما وجدت، وتشدد على محاسبة المخططين”.
وقال بيان صادر عن وزارة الدفاع السورية: “إمعاناً في نهجها الإجرامي واستمرارها في سفك الدم السوري، قامت التنظيمات الإرهابية المسلحة المدعومة من أطراف دولية معروفة، ظهر اليوم، باستهداف حفل تخريج طلاب ضباط الكلية الحربية في حمص عبر مسيّرات تحمل ذخائر متفجرة وذلك بعد انتهاء الحفل مباشرة”.
ولم يذكر البيان العسكري هوية الضباط الذين قتلوا في الهجوم.
وزير الدفاع لم يكن موجوداً وقت الهجوم
وأجريت مراسم لتخريج الطلاب الضباط من الكلية الحربية في حمص، بحضور قيادات الجيش السوري ووزير الدفاع السوري، ونفى مصدر أمني رفيع المستوى أنباء وجود وزير الدفاع السوري لحظة وقوع الانفجار داخل حرم كلية العلوم الحربية في حمص.
وأضاف أن وزير الدفاع كان بالفعل قد حضر الاحتفال وغادر الكلية الحربية عقب انتهاء مراسم الحفل، وأن الهجوم كان قد وقع بعد حوالي 20 دقيقة من مغادرته الكلية الحربية.
ووصف المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، الهجوم على الأكاديمية بأنه “مروع” ودعا جميع أطراف النزاع إلى “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس”.
وأضاف: “يجب على جميع الأطراف احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي وضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، تطورات اليوم تسلط الضوء بشكل أكبر على أن الوضع الراهن في سوريا غير قابل للاستمرار بهذا الشكل، وأنه في غياب مسار سياسي ذي معنى، لن نشهد سوى المزيد من التدهور، بما في ذلك الوضع الأمني”.
وفي تطور منفصل في سوريا يوم الخميس، أفادت التقارير بمقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص في غارات جوية تركية بطائرات بدون طيار في منطقة يسيطر عليها الأكراد في شمال شرق سوريا، ردا على هجوم بقنبلة في أنقرة أعلن المسلحون الأكراد مسؤوليتهم عنه.
المصدر: BBC