أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية اليوم الخميس، أن الدفاعات الجوية أسقطت 24 من إجمالي 29 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا على أراضيها الليلة الماضية.
وذكرت القوات الجوية الأوكرانية، إن الطائرات المسيرة دُمرت فوق منطقتي أوديسا وميكولايف في الجنوب، وكذلك منطقة كيروهوفراد بوسط البلاد.
وقالت القيادة العسكرية الجنوبية “العدو يواصل محاولاته لتدمير الميناء وغيره من البنى التحتية في الجنوب ويروع المناطق الوسطى أيضاً”. وأضافت أن منشأة لم تحددها للبنية التحتية تعرضت للقصف في منطقة كيروهوفراد وتم إخماد الحريق الناتج عن القصف. ولم ترد تقارير عن سقوط ضحايا.
الهجوم المضاد
في سياق متصل، أعلن مسؤولون عسكريون أن القوات الأوكرانية تحرز بعض التقدم جنوباً في إطار هجومها المضاد والصعب لاستعادة مناطق سيطرت عليها روسيا في الحرب المستمرة منذ 19 شهراً.
وأضاف المسؤولون، أن قوات كييف تقاوم المحاولات الروسية لمحو المكاسب التي حققتها على الجبهة الشرقية منذ أن أطلقت الهجوم المضاد في يونيو (حزيران) الماضي.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها حققت قدراً من النجاح على الجبهة الشرقية.
وأحرزت القوات الأوكرانية على الجبهة الجنوبية تقدماً فيما تمضي كييف في توجهها نحو بحر آزوف للفصل بين الأراضي التي تحتلها روسيا في الجنوب والشرق.
وقال المتحدث باسم قوات الجبهة الأوكرانية الجنوبية أولكسندر شتوبون للتلفزيون الوطني، “لقد حققنا بعض النجاح إلى الغرب من روبوتاين”، مشيراً إلى أن القوات الأوكرانية “تواصل تعزيز المواقع التي تسيطر عليها”.
واتسمت الجهود الأوكرانية في الجنوب بالبطء مقارنة بالمكاسب الخاطفة التي تحققت قبل عام في الشمال الشرقي، إلا أن القوات الأوكرانية تسيطر على سلسلة قرى ويقول المسؤولون، إنهم يحتشدون حول روبوتاين وقرى أخرى للانطلاق لتحقيق تقدم جديد.
وأشار تقرير لهيئة الأركان العامة الأوكرانية إلى أن القوات الروسية أخفقت في محاولاتها لاستعادة الأراضي القريبة من أندرييفكا، وهي قرية في الشرق استعادت القوات الأوكرانية السيطرة عليها الشهر الماضي.
استهداف سفن الحبوب
من جهة أخرى، أعلنت لندن، أمس الأربعاء، أن موسكو تعتزم استهداف سفن مدنية في البحر الأسود بألغام بحرية من أجل منع تصدير الحبوب الأوكرانية عبر هذا الممر الحيوي.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان، إن “معلومات استخباراتية (…) تشير إلى أن روسيا تسعى إلى استهداف سفن مدنية تستخدم الممر الإنساني في أوكرانيا من أجل تعطيل تصدير الحبوب الأوكرانية”.
وأضافت أن موسكو “سترغب حتماً في تجنب إغراق سفن مدنية علناً وستتهم كذباً أوكرانيا بالوقوف خلف أي هجوم”.
ونقل البيان عن وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي قوله، إن هذه المعلومات الاستخباراتية “تظهر استهتار (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين التام بأرواح المدنيين وبحاجات الفئات الأكثر ضعفاً في العالم”، إذ تعتمد دول أفريقية كثيرة على الزراعة الأوكرانية في إمداداتها من الحبوب.
وأوضحت الوزارة، أن بريطانيا قررت نشر هذه المعلومات الاستخباراتية السرية لأنها “تريد فضح التكتيكات الروسية ومنع وقوع مثل هكذا حادثة”.
وأضاف البيان، أن لندن “تعمل مع أوكرانيا وشركاء آخرين لوضع تدابير لتحسين سلامة النقل البحري”.
ومنذ بداية الحرب في أوكرانيا، نشرت بريطانيا قدرات استخباراتية لمراقبة الأنشطة الروسية في البحر الأسود.
وحذرت وزارة الخارجية البريطانية في بيانها من أن “هذه القدرات ستساعدنا على تحديد المسؤوليات وإدانة أي هجمات روسية يمكن أن تستهدف في المستقبل بنى تحتية أو سفناً مدنية”.
ووفقاً لبريطانيا، فإن روسيا دمرت منذ انسحابها من اتفاقية صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود في يوليو (تموز) ما يصل إلى 130 منشأة مرفئية في أوكرانيا و300 ألف طن من الحبوب.
وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، اتهمت المملكة المتحدة القوات الروسية بأنها حاولت في نهاية أغسطس (آب) عبر هجمات صاروخية عدة تدمير سفينة شحن مدنية ترفع علم ليبيريا بعد أن رست في ميناء أوديسا، مؤكدة أن المحاولة الروسية.
ومنذ الصيف، تزايد عدد الهجمات في البحر الأسود من كلا الجانبين، مع تكثيف روسيا بشكل خاص قصفها لبنى تحتية للنقل في أوكرانيا.
خطاب مهم
من ناحية أخرى، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الأربعاء، أنه سيلقي قريباً “خطاباً مهماً” في شأن أهمية دعم أوكرانيا فيما تشهد واشنطن انقسامات سياسية تهدد بعرقلة المساعدات المقدمة لكييف.
وقال بايدن لصحافيين في البيت الأبيض “سألقي قريباً جداً خطاباً مهماً سأتطرق فيه إلى هذه المسألة ولماذا من المهم جداً بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائنا أن نحافظ على التزامنا”.
وقال الرئيس الأميركي “من المهم للغاية بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائنا أن نفي بوعودنا”.
ولم يرغب الرئيس الديمقراطي في تحديد المدة التي ستواصل خلالها الولايات المتحدة تقديم مساعدات عسكرية ومالية لأوكرانيا إذا لم يتبن الكونغرس حزمة جديدة طلبها البيت الأبيض.
واكتفى بالإشارة إلى أن واشنطن لديها الوسائل اللازمة لتمويل “الشريحة التالية” من المساعدات، مشيراً إلى أن هناك “طرقاً أخرى” لتوفير الأموال، أي من دون المرور بالإجراءات البرلمانية.
وتواجه الحكومة الفيدرالية خطر الإغلاق مجدداً بحلول 17 نوفمبر (تشرين الثاني) إذا لم يتبن الكونغرس الميزانية السنوية.
وحتى قبل عزل رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي، الثلاثاء، كانت المناقشات المتعلقة بالميزانية متعثرة في شأن مسألة المساعدات لأوكرانيا، التي يريد بعض المشرعين من أنصار الرئيس السابق دونالد ترمب إنهاءها.
وفي هذا الصدد، قال الرئيس الأميركي، الأربعاء، “لقد جمعنا أكثر من 50 دولة (…) لدعم أوكرانيا، نحن الذين نظمنا هذا”.
وقد تحدث، الثلاثاء، مع زعماء عدد من الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة لمحاولة طمأنتها، ومن بينهم المستشار الألماني أولاف شولتز الذي قال، الخميس، إنه “مقتنع” بأن دعم الولايات المتحدة سيستمر.
وأضاف بايدن “لا أعتقد أنه ينبغي لنا أن نسمح لألاعيب سياسية صغيرة أن تعترض طريق” الالتزام الأميركي تجاه أوكرانيا.
ويقدر معهد كيل للاقتصاد العالمي، وهو معهد ألماني يتتبع المساعدات المقدمة لأوكرانيا، أن الولايات المتحدة أنفقت حتى الآن ما يقل قليلاً عن 75 مليار دولار في دعم أوكرانيا، بما في ذلك أكثر من 42 مليار دولار من المساعدات العسكرية.
ويجعل ذلك واشنطن أكبر مساهم في العالم بالقيمة المطلقة.
المصدر: اندبندنت