قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال مقابلة مع شبكة “CNN”، إنه “من المرجح” أن تتوصل إسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات مع السعودية، فيما قد يمثل تحولا كبيرا في السياسة الخارجية لكلا البلدين مع اقترابهما من التوصل إلى اتفاق بوساطة الولايات المتحدة.
ووصف نتنياهو، خلال المقابلة مع كايتلان كولينز من “CNN”، يوم الجمعة، الاتفاق المحتمل بأنه “نقلة نوعية” في المنطقة، وأضاف أن ذلك “سيغير الشرق الأوسط إلى الأبد، إذ سيهدم جدران العداء ويخلق ممرا من خطوط أنابيب الطاقة، وخطوط السكك الحديدية، وكابلات الألياف الضوئية، بين آسيا عبر السعودية والأردن وإسرائيل والإمارات”.
ويجري البيت الأبيض محادثات مع الرياض منذ عدة أشهر بشأن هذا الاتفاق لتطبيع العلاقات بين البلدين.
والسعودية، مثل العديد من الدول العربية، لا تعترف حاليا بإسرائيل؛ ومن شأن مثل هذه الاتفاق أن يعزز قبول إسرائيل في العالم الإسلامي.
وفي عام 2002، اقترحت السعودية “مبادرة السلام العربية” التي عرضت على إسرائيل “الأمن وعلاقات طبيعية” مع 57 دولة عربية وإسلامية مقابل انسحابها من الأراضي الفلسطينية المحتلة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة لكن إسرائيل رفضت المبادرة حينها.
وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، هذا الأسبوع، إن اتفاق التطبيع مع إسرائيل سيكون “أكبر صفقة تاريخية منذ الحرب الباردة”.
وفي مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”، أضاف الأمير محمد بن سلمان، أنه يأمل أن يسهل الاتفاق حياة الفلسطينيين، لكنه لم يصل إلى حد الدعوة إلى إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، وهو الموقف الرسمي للرياض لمدة عقدين من الزمن.
لقد جعل نتنياهو من تعزيز العلاقات مع المملكة العربية السعودية أحد الركائز الأساسية لرئاسته للوزراء، على الرغم من أنه من غير الواضح ما هو نوع التنازلات تجاه الفلسطينيين التي سيسمح بها ائتلافه اليميني.
وفي مقابلته مع كولينز، رفض نتنياهو الكشف عن نوع التنازلات التي قد يقدمها للفلسطينيين مقابل صفقة التطبيع، لكنه أكد أنه يعتقد أن صنع السلام مع العالم العربي الأوسع سيكون خطوة نحو حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهو ما أسماه نهج “من الخارج إلى الداخل”.
كما كرر نقطة وردت في خطابه أمام الأمم المتحدة، قائلا إنه يعتقد أن الفلسطينيين يجب أن “يصبحوا جزءا من العملية” ولكن لا يتمتعوا بالقدرة على الاعتراض عليها.
وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع، حذر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من “محاولة تهميش مطالب شعبه في أي اتفاق تطبيع محتمل”.
وقال عباس، إن “أولئك الذين يعتقدون أن السلام يمكن أن يسود في الشرق الأوسط دون أن يتمتع الشعب الفلسطيني بكامل حقوقه الوطنية المشروعة سيكونون مخطئين”.
وتصاعدت التوترات في المنطقة في الأسابيع الأخيرة، وسط تزايد الغارات العسكرية الإسرائيلية على المدن الفلسطينية في الضفة الغربية.
وتقول إسرائيل إن الغارات تهدف إلى منع أو معاقبة هجمات المسلحين الفلسطينيين على المدنيين الإسرائيليين لأن السلطة الفلسطينية لا تفي بالتزاماتها الأمنية.
وعدد الفلسطينيين والإسرائيليين الذين قتلوا هذا العام في طريقه لأن يكون الأعلى منذ عقدين.
وعلى الرغم من الزخم الواضح نحو اتفاق التطبيع، توترت علاقة نتنياهو مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في الأشهر الأخيرة، حيث أثار المسؤولون في واشنطن مخاوف بشأن جهوده لتقليص صلاحيات المحكمة العليا الإسرائيلية.
وأثار الإصلاح القضائي أطول وأكبر حركة احتجاجية في تاريخ إسرائيل، مما أدى إلى انقسام الكنيست حول اقتراح حاسم يقول منتقدوه إنه سيهدد ديمقراطية البلاد.
وجزء من الإصلاح هو قانون من شأنه أن يقيد قدرة المحكمة على إلغاء الإجراءات الحكومية التي تعتبرها “غير معقولة”.
وعقدت المحكمة العليا في إسرائيل جلسات استماع حول القانون للحد من صلاحياتها في وقت سابق من هذا الشهر.
وكان الرئيس الأمريكي حذر في وقت سابق من هذه المقترحات، مشيرا إلى أنها “تآكل للديمقراطية ويمكن أن تقوض العلاقات الأمريكية الإسرائيلية”.
وعندما سألت كولينز عن الضرر الذي يلحقه الإصلاح القضائي بالعلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، أجاب نتنياهو: “أعتقد أن الضرر ليس في الإصلاح، بل في الطريقة التي يتم بها تحريف الإصلاح، باعتباره نوعا من انهيار الديمقراطية”.
المصدر: CNN