تواجه حكومة ريشي سوناك اتهامات بـ”التسرع” في إبرام اتفاق إنقاذ مع “تاتا ستيل” سيضخ ما يصل إلى 500 مليون جنيه استرليني (620 مليون دولار) في الشركة بينما يترك قرابة ثلاثة آلاف عامل عرضة إلى خطر فقدان وظائفهم.
وستستخدم “تاتا”، الشركة الهندية المملوكة لمجموعة أعمال الصلب في بورت تالبوت بجنوب ويلز، التمويل للمساعدة في تحويل فرني الصهر اللذين يعملان بالفحم في المصنع إلى فرنين يعملان بالقوس الكهربائي يمكن تشغيلهما بكهرباء من دون أي انبعاثات كربونية.
وأشادت الحكومة بالاتفاق “العظيم” لصالح الشركة، التي توظف نحو ثمانية آلاف شخص في أنحاء المملكة المتحدة كلها، وينص الاتفاق أيضاً على استثمار الشركة نحو 750 مليون جنيه في مشروع التحول الأخضر.
لكن الشركة أفادت الجمعة بأن الخطة ستعني “إعادة هيكلة محتملة عميقة”. وأعلنت وزارة الأعمال والتجارة أنها ستحمي فقط نحو خمسة آلاف وظيفة من إجمالي القوة العاملة في “تاتا”.
وأشار حزب العمال إلى أن الاتفاق “أبرم في شكل متسرع في اللحظة الأخيرة”، في حين أعرب قادة نقابيون عن غضبهم من فقدان الوظائف وحرمانهم من المشاركة في المحادثات – واصفين الاتفاق بأنه “عار”.
وقالت الأمينة العامة لـ”يونايت”، شارون غراهام، إن النقابة “ستشن حرباً شرسة ليس فقط من أجل إنقاذ هذه الوظائف، بل أيضاً لتوليد مزيد من فرص العمل في قطاع الصلب”.
وقال الأمين العام للاتحاد العمالي العام، غاري سميث: “ستكون الكلفة على السكان المحليين ومجتمع بورت تالبوت المحلي الأوسع ضخمة. مرة أخرى، لدينا مشهد يشيد فيه القادة بأرض الخيال المسماة “تحولاً عادلاً” في حين يتمثل الواقع المرير للعاملين في صرفهم من الخدمة.
وشدد حزب العمال، على أن الخطط ستهدر المال وتضر بالعاملين.
وقالت وزيرة المالية في حكومة الظل راشيل ريفز: “لا يلبي هذا الاتفاق المتسرع المبرم في اللحظة الأخيرة حاجات الأشخاص الذين يعملون في مصانع الصلب تلك ببورت تالبوت”.
وأضاف وزير الأعمال في حكومة الظل جوناثان رينولدز: “فقط المحافظون يمكنهم إنفاق 500 مليون جنيه من أموال دافعي الضرائب لصرف الآلاف من العاملين البريطانيين من الخدمة”.
وقال سوناك، إنه “مسرور” بالاتفاق مع “تاتا” لدعم أعمال الصلب في “تحولها”.
وقال رئيس الوزراء للصحافة المتلفزة: “من الواضح أن بعض الأشخاص سيتضررون وأنا أعلم أن هذا سيكون وقتاً ملأه القلق بالنسبة إليهم”.
وأضاف: “برزت مخاوف من فقدان نحو ثمانية آلاف وظيفة إذا ضاعت صناعة الصلب في ذلك المصنع. من الواضح أن هذا كان خطراً لأن فرني الصهر هذين هناك يصلان إلى نهاية عمرهما”.
ومن المتوقع تشغيل الفرنين الجديدين اللذين تبلغ قيمتهما 1.25 مليار جنيه في غضون ثلاث سنوات من الموافقة على تركيبهما، وأفادت “تاتا” العام الماضي بأن عملياتها في المملكة المتحدة تتعرض لتهديد ما لم تحصل على تمويل حكومي لمساعدتها على التحول إلى أفران أقل كثافة كربونية.
ويأتي الاتفاق أيضاً بعد شهرين من تأكيد الشركة الأم “تاتا غروب” خططاً لبناء مصنع للبطاريات بقيمة أربعة مليارات جنيه في المملكة المتحدة بعدما حصلت أيضاً على دعم من الحكومة.
ولفتت الحكومة إلى أن استبدال فرني الصهر القائمين اللذين يعملان بالفحم في موقع بورت تالبوت “سيقلل من انبعاثات الكربون في المملكة المتحدة بأكملها بنحو 1.5 في المئة”.
وفي حديث إلى “سكاي نيوز”، قالت وزيرة الأعمال كيمي بادينوك إن الاتفاق “كان اتفاقاً رائعاً. ليس فقط لبورت تالبوت، بل للمملكة المتحدة”.
وقالت بادينوك: “ما أود قوله للأشخاص الذين يشعرون بقلق من فقدان الوظائف هو أننا نتفهمهم ولدينا خطة تحول ممولة بما يصل إلى نحو 100 مليون جنيه للتأكد من امتلاك الموظفين مهارات لإعادة التدريب والانتقال إلى أعمال أخرى”.
وقال العضوان في حزب ويلز [والنائبان في البرلمان الويلزي] عن الجنوب الغربي لويلز لوك فليتشر وسيونيد ويليامز، إن فقدان الوظائف “سيكون له أثر مدمر ليس فقط في سكان بورت تالبوت والمجتمعات المحلية المجاورة لها بل أيضاً في الاقتصادين المحلي والوطني”.
وأفادت “تاتا”، بأن الخطط الجديدة ترسم مستقبلاً لصناعة الصلب المستدامة في المنطقة.
وقال الرئيس التنفيذي المدير الإداري تي في نارندران: “سنجري مشاورات ذات مغزى مع النقابات حول مسار التحول المقترح في سياق الأخطار والفرص المستقبلية لـ’تاتا ستيل المملكة المتحدة‘”.
“وبدعم من حكومة المملكة المتحدة والجهود المتفانية لموظفي ’تاتا ستيل المملكة المتحدة‘ مع الأطراف المعنية كلها، سنعمل على تحويل ’تاتا ستيل المملكة المتحدة‘ إلى أعمال خضراء وحديثة وجاهزة للمستقبل”.
المصدر: اندبندنت عربية