رايت رايتس

عالم المزادات في مناجم الليثيوم الصينية

الديسك المركزي
كتبه الديسك المركزي تعليق 5 دقيقة قراءة
5 دقيقة قراءة
تعبيرية

مرحباً بك وسط عالم مزادات الليثيوم في الصين، حيث تُقدّم أعداد كبيرة من العروض، وتدفع الشركات في النهاية ما يفوق ألف ضعف السعر الافتتاحي، فضلاً عن انسحاب مشترين تعهدوا بمئات الملايين من الدولارات قبل أن يدفعوا.

- مساحة اعلانية-

تعد الصين أكبر منتج للسيارات الكهربائية، والليثيوم عنصر أساسي في تصنيع البطاريات التي تشغلها، لكن لدى البلاد نسبة محدودة فقط من الاحتياطيات العالمية المكتشفة، مما يعني أنه يتوجب عليها استيراد ما يزيد على نصف احتياجاتها.

من المقرر إجراء أحدث مزادات بيع تراخيص استخراج المعدن الحيوي في مقاطعة يونان الجنوبية الغربية خلال الشهر المقبل. وضعت الحكومة المحلية حقوق التنقيب لمدة 5 أعوام لمشروعين في مدينتي كونمينغ ويوشي، مما يؤكد تصميم بكين على الإسراع بوتيرة التنمية المحلية لأحد أهم الموارد الطبيعية اللازمة للتحول العالمي بعيداً عن الوقود الأحفوري.

- مساحة اعلانية-

ارتفاع الأسعار

ستُراقب المزادات بطريقة وثيقة بعد أن رفعت المنافسة القوية سعر منجمين في مقاطعة سيتشوان المجاورة خلال أغسطس المنصرم. وفازت وحدة تابعة لشركة “إنر مونغوليا داتشونغ مايننغ” بحقوق استغلال منجم باركام بالمقاطعة بعرض فائز بلغ 4.2 مليار يوان (580 مليون دولار)، مما يتجاوز 1300 ضعف سعر الافتتاح. اجتذب المزاد ما يتخطى 11 ألف عرض شراء.

حقق المنجم الثاني في مقاطعة جينتشوان مليار يوان، إذ دفعت شركة تابعة لمجموعة ” سيتشوان إنرجي إنفستمنت ديفلوبمنت”  ما يقارب 1800 ضعف السعر الافتتاحي.

- مساحة اعلانية-

قد لا تعجب بيت “سوثبيز” طريقة عمل هذه المزادات. وأوضح محللا شركة “دايوا كابيتال ماركتس” دينيس إيب وليو هو في رسالة عبر البريد الإلكتروني أن المبيعات في مقاطعة سيتشوان كانت “ساخنة بمعنى وجود عروض شراء كثيرة جداً”.

لكن انخفاض سعر الافتتاح والزيادة التراكمية الضئيلة ،100 ألف يوان فقط، التي بدأت بها عروض الشراء يفسران ذلك بطريقة جزئية، مما فاقم من أرقامها، بحسب المحللين.

علاوة على ذلك؛ دخلت بعض الشركات المنافسة لضمان أهليتها المستقبلية للمزادات الأخرى، على حد تعبيرهما.

لكن حتى لو ظهرت بعض الدراما المحيطة بالمزادات مصطنعة؛ فلا ينبغي لها أن تخفي نية بكين الجادة عندما يرتبط الأمر بتعبئة الموارد اللازمة لتدعيم قطاعي السيارات والبطاريات الكهربائية الرائدين عالمياً.

قالت سوزان زو، محللة شركة “ريستاد إنرجي”: “ركزت الصين بطريقة أكبر على استكشاف وتطوير موارد الليثيوم المحلية”. تريد بكين توسيع أعمال التعدين والمعالجة باعتبارها سياسة تأمينية مزدوجة للتصدي للمخاطر الجيوسياسية والإجراءات الحمائية المتخذة عبر كل أنحاء العالم لتأمين توفّر الإمدادات من المعادن الحيوية.

سلاسل التوريد

تحتاج الصين بشدة على نحو متزايد للدفاع عن هيمنتها على سلاسل التوريد. صعّدت الولايات المتحدة الأميركية جهودها لتشييد شبكاتها الخاصة بها مع حلفاء على غرار كندا وأستراليا. وتسعى بعض البلدان أيضاً للحفاظ على تحقيق إيرادات أكبر في الداخل عن طريق زيادة مصانع المعالجة التي تستطيع رفع قيمة صادراتها من الليثيوم.

بدأت بعض الشركات الصينية التي وسعت حضورها العالمي، التي تشتري الموارد الطبيعية بداية من الأرجنتين إلى زيمبابوي، في مواجهة الإخفاقات جراء التوترات السياسية، وتأميم الموارد الطبيعية، فعلى مدى الأسابيع الأخيرة؛ أمرت السلطات في مالي مشروع “غانفينغ ليثيوم غروب” المشترك بتعليق بعض العمليات بينما ألغت المكسيك 9 من عقودها لامتيازات الليثيوم.

أمرت كندا خلال السنة الماضية 3 شركات صينية ببيع حصصها في الشركات المدرجة في بورصة تورنتو وفق قواعد أشد صرامة للاستثمار الأجنبي.

في خلفية ذلك هناك تقلبات شديدة في الأسعار، انهار سعر كربونات الليثيوم إلى 189500 يوان للطن بعد فترة صعود دامت سنتين، فقد بلغ خلالها رقماً قياسياً عند 597500 يوان خلال نوفمبر الماضي.

وعلى الرغم من ذلك، ما يزال السعر أعلى 4 أضعاف تقريباً من أدنى مستوى تاريخي له شهده خلال 2020، وفي هذه الأثناء، من المنتظر نمو الطلب العالمي 5 أضعاف مع حلول نهاية العقد، بحسب “بلومبرغ إن إي أف”.

مزادات فاشلة

ربما يكون هبوط الأسعار مسؤولاً عن فشل مزاد سابق في فبراير الماضي، عندما فازت وحدة من شركة “شينجيانغ تشي تشيه نيو ماتريالز” بحقوق التنقيب بمنجم في منطقة الحكم الذاتي مقابل 6 مليارات يوان، لكنها فشلت بعد ذلك في مواصلة عملية الدفع.

من المحتمل أن تهبط الأسعار بدرجة كبيرة بحيث لا يكون المشروع مجدياً من الناحية الاقتصادية، بحسب محللي “دايوا”.

أخفق مزاد بيع خلال مايو بالسنة الماضية لشركة تملك حصة مسيطرة في منجم ليثيوم آخر في سيتشوان في البداية بعد عدم السداد من قبل العرض الفائز بقيمة ملياري يوان. لكن المزاد اجتذب ما يقارب من مليون مشاهد عبر الإنترنت على مدى أيامه الخمسة.

ستتطلب المبيعات المقبلة في يونان من مقدمي عطاءات الشراء توفير ودائع بمجرد وصول العروض إلى مستوى معين لتفادي تكرار المزادات الفاشلة.

المصدر: الشرق

شارك هذه المقالة
ترك تقييم