نجحت تجربة اجراها باحثون يابانيون جامعة جونتيندو بطوكيو على لقاح مضاد للشيخوخة في إحداث نتائج إيجابية على أجساد الفئران، في خطوة يمكن أن تمهّد لإطالة عمر البشر وإبعاد شبح الشيخوخة مدة أطول عنهم.
ركز الباحثون في هذه الدراسة على الخلايا الشائخة التي تبطن الشرايين والأوردة والشعيرات الدموية. وقاموا بتحليل البروتينات التي تظهر بكميات كبيرة على سطح هذه الخلايا، لمعرفة البروتينات التي من شأنها أن تشكل هدفا جيدا للقاح.
واستهدف الباحثون بروتينا اسمه العلمي (GPNMB)، الذي يبدو أنه يتراكم مع تقدم العمر في الأنسجة ويسهم بالإصابة بالأمراض.
وخلص الباحثون إلى أن اللقاح الذي استخدموه أدى إلى إبطاء التدهور لدى الفئران الأكبر سنا.
وقال الأستاذ في جامعة جونتيندو والمشارك في الدراسة، تورو مينامين: “نتوقع أن اللقاح سيطبق على علاج تصلب الشرايين والسكري وأمراض أخرى مرتبطة بالشيخوخة”، بحسب ما نقلت عنه وكالة “جيجي” اليابانية.
ويجري العلماء الدراسات على الفئران عادة لكونها تتشارك مع البشر في العديد من الخصائص الوراثية والسلوكية.
ومن الناحية النظرية، فإن اللقاح المستعمل على الفئران سيؤدي إلى نتائج مماثلة لدى البشر.
ويقول أستاذ الكيمياء الحيوية والبيولوجيا الحيوية في جامعة مينيسوتا، بول روبينز: “اعتقد أن البيانات كانت قوية للغاية وأنها دليل جيد حقا”، بحسب ما أورد موقع “سيانس أليرت” العلمي، الخميس.
ويرى روبينز الذي لم يشارك في الدراسة أن السؤال الكبير هو ما إذا إذا كان اللقاح سيكون آمنا للبشر.ولمعرفة ذلك، فإن على الباحثين إجراء مزيد من الدراسات على الحيوانات بما في ذلك الرئيسيات، وتجارب شاملة على المرضى من البشر.
ويستهدف اللقاح الخلايا الشائخة، وهي خلايا تتوقف عن التكاثر بسبب التلف والإجهاد، لكنها لا تموت عندما يتوجب عليها ذلك، وفقا للمعهد الوطني للشيخوخة.
وتتراكم هذه الخلايا في أجسادنا مع تقدمنا في العمر وانخفاض فعالية نظام المناعة، حيث يصبح هذا النظام أقل قدرة على إزالة هذه الخلايا من الجسم.
والمشكلة في هذه الخلايا أنها تفرز خلايا تحفز الالتهابات في الخلايا السليمة المجاورة لها، مما يتسبب في تدميرها.
وتشير دلائل كثيرة إلى أن تراكم الخلايا الشائخة تساهم في عدد كبير من الأمراض المرتبطة بالعمر، بما في ذلك السرطان والزهايمر.
وطوال العقد الماضي، طوّر العلماء علاجات عدة لحالة الشيخوخة، بوسعها إزالة الخلايا الشائخة من الجسم، وتمكن بعضها من تقليص حدة الالتهابات، بينما استطاع البعض الآخر من تأجيل ظهور هذه الأمراض على القوارض.
ودخل العديد من هذه الأدوية في نطاق تجارب على مرضى من البشر.