التقت أورسولا فون دير لاين رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الخميس بهدف إجراء محادثات حول قضايا عدّة، من بينها تصدير سلع مدرجة على قائمة العقوبات من الإمارات إلى روسيا، وفقاً لمطلعين على الأمر.
فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، وصفت مباحثاتها مع رئيس الإمارات محمد بن زايد في أبوظبي بأنها “ممتازة”، وكان منتظراً أن تعزز مطالبتها بأن تتوقف الدولة الخليجية عن أن تكون بوابة لروسيا للالتفاف حول العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي بسبب غزوها لأوكرانيا، بحسب ما نشرته “بلومبرغ نيوز” الخميس.
وكانت الإمارات من بين دول شهدت خلال الثمانية عشر شهراً الماضية ارتفاعاً في واردات التكنولوجيا، مثل أشباه الموصلات والإلكترونيات المتطورة، الواردة من أوروبا والولايات المتحدة.
فيما سبق وحظر حلفاء أوكرانيا تصدير كثير من هذه التقنيات إلى روسيا، خشية استخدامها في أغراض عسكرية، وأصبحت الإمارات وجهة رئيسية للسائحين ورجال الأعمال والمواطنين الروس الذين غادروا بلدهم منذ الغزو في فبراير من العام الماضي، كما انتعشت الاستثمارات الروسية بالأسواق العقارية في أبوظبي ودبي.
لم ترد الإمارات على طلب “بلومبرغ” التعليق على الفور، ورغم أنها لم تفرض عقوبات على روسيا، إلا أنها شددت على التزامها بالاتفاقات مع الشركاء، مثل الولايات المتحدة.
التسريبات قبل الاجتماع كانت تشير إلى نيّة فون دير لاين الطلب من الشيخ محمد بن زايد تعزيز التعاون واتخاذ موقف بنّاء أكثر لمعالجة هذا الموضوع، وفقاً للمطلعين على الأمر.
إذ إن الاتحاد الأوروبي يرغب أن تلتزم الإمارات بالكشف عن مزيد من بيانات تجارتها، كخطوة مبدئية، وأثار مبعوث الاتحاد الأوروبي لشؤون العقوبات، الذي زار البلد في الآونة الأخيرة، الموضوع من قبل، وفقاً للأشخاص المطلعين.
تجارة الرقائق
خلال الفترة الممتدة ما بين فبراير 2022 ويونيو 2023، صدّر الاتحاد الأوروبي إلى الإمارات بضائع مدرجة في قائمة العقوبات على روسيا بقيمة 1.8 مليار دولار ولها استخدامات عسكرية، حسب شركة “تريد داتا مونيتور”، ومقرها في جنيف.
ويشير ذلك إلى زيادة قدرها 55% عن فترة السبعة عشر شهراً السابقة في صادرات أشباه الموصلات، وأجهزة الملاحة اللاسلكية، ومنتجات أخرى تحتاجها روسيا لتشغيل الصواريخ، والطائرات دون طيار، وغيرها من منظومات الأسلحة.
لطالما كانت أولوية الاتحاد الأوروبي تضييق الخناق على قائمة تضم ما يقارب 40 صنفاً يمكن استخدامها في المعارك، عُثر عليها في الأسلحة الروسية في أوكرانيا، أو أنها تُعد عنصراً أساسياً في تصنيعها.
يرى الاتحاد الأوروبي قبل الاجتماعات الأخيرة أن استجابة الإمارات حتى الآن ما تزال مخيبة للآمال، ويريد الاتحاد أيضاً أن لا تكون الامارات بوابة للبضائع الروسية المحظورة تنتقل عبرها إلى أوروبا، وفقاً للمطلعين على الأمر.
كان الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على كيانات عديدة مسجلة في الإمارات، متهماً تلك الكيانات بدعم آلة الحرب الروسية بشكل مباشر. وتبنى التكتل في يونيو آلية جديدة تتيح للدول الأعضاء حظر تصدير البضائع المهمة إلى شركات، ودول في نهاية المطاف يُعتقد أنها تساعد روسيا على الالتفاف على العقوبات، ويُرجح لجوء الاتحاد إلى تطبيق الآلية حال فشل الجهود الدبلوماسية.
إلى ذلك، تناولت فون دير لاين والشيخ محمد بن زايد في محادثاتهما إجراءات التصدي لتغير المناخ، وقضايا الطاقة، إلى جانب العلاقات التجارية، وفقاً للمطلعين على الأمر.
سيتجه الزعيمان إلى الهند في وقتٍ لاحق من الأسبوع الجاري لحضور قمة “مجموعة العشرين”، وستستضيف دبي، أكبر مدن دولة الإمارات، قمة المناخ “كوب 28″، في نوفمبر من هذا العام.
المصدر: الشرق