أكد المتحف البريطاني، السبت، استعادة بعض من 2000 قطعة يعتقد أن شخصا من الداخل سرقها، لكنه اعترف بأن المؤسسة التي يبلغ عمرها 264 عاما ليس لديها سجلات لكل شيء في مجموعتها الواسعة.
وأقر رئيس أمناء المتحف، جورج أوزبورن، بأن سمعة المتحف تضررت بسبب سوء تعامله مع السرقات، وهو ما أدى إلى استقالة مديره وأثار تساؤلات حول الأمن والقيادة.
وقال أوزبورن لهيئة البث البريطانية “بي بي سي”، السبت، إن 2000 قطعة مسروقة هو “رقم مؤقت للغاية” وإن الموظفين يعملون على تحديد هوية كل شيء مفقود، وتشمل العناصر مجوهرات ذهبية وأحجارا كريمة وآثارا يصل عمرها إلى 3500 عام.
وصرح أن المتحف يعمل مع مجتمع الآثار وخبراء استعادة الأعمال الفنية لاسترجاع القطع الأثرية.
وأضاف “نعتقد أننا كنا ضحية السرقات على مدى فترة طويلة من الزمن، وبصراحة، كان من الممكن فعل المزيد لمنعها. لكنني أعدك بهذا: هذه الفوضى سنوقفها”.
وأعلن مدير المتحف، هارتويغ فيشر، استقالته، الجمعة، معتذرا عن عدم أخذه على محمل الجد تحذير مؤرخ فني بأن قطعا أثرية من مقتنيات المتحف تباع على موقع “إيباي”، وقال نائب المدير، جوناثان ويليامز، أيضا إنه سيتنحى عن منصبه.
في أوائل عام 2021، اتصل المؤرخ الفني والتاجر البريطاني-الدنماركي، إيتاي غراديل، برؤساء المتحف لإبداء شكوكه، لكنهم أكدوا له أنه لا يوجد شيء خاطئ، ولكن في بداية هذا العام، استدعى المتحف قوة شرطة العاصمة في لندن.
قام المتحف بطرد أحد الموظفين ورفع دعوى قضائية ضده، لكن لم يتم اعتقال أي شخص.
وصرح غراديل للأسوشيتد برس، الجمعة، إنه ارتاب بعد شراء واحد من ثلاثة عناصر أدرجها البائع على موقع “إيباي”. وعندها قام الخبير بتتبع العنصرين، اللذين لم يشترهما، إلى المتحف. ولم تكن القطعة التي اشتراها مدرجة في كتالوغ المتحف، لكنه اكتشف أنها مملوكة لرجل قام بتسليم مجموعته بأكملها إلى المتحف، في عام 1814.
وقال المؤرخ إنه عثر على هوية البائع عبر موقع “باي بال”، وتبين أنه موظف المتحف الذي تم فصله منذ ذلك الحين.
وأضاف غراديل، أن ويليامز أكد له أن التحقيق الشامل لم يجد أي مخالفات.
وأردف: “لقد طلب مني في الأساس أن أبتعد وأهتم بشؤوني الخاصة”.
قال فيشر في بيان استقالته: إنه ” من الواضح أن المتحف البريطاني لم يستجب بشكل شامل كما ينبغي للرد على التحذيرات، في عام 2021″. كما اعتذر لغراديل.
تسببت السرقات والاستجابة الفاشلة للمتحف في إدخال المؤسسة في أزمة.
ويعد المتحف الذي يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر والواقع في منطقة بلومزبري بوسط لندن، أحد أكبر مناطق الجذب السياحي في بريطانيا، حيث يزوره 6 ملايين شخص سنويا.
ويأتي الزوار لرؤية مجموعة تتراوح من المومياوات المصرية والتماثيل اليونانية القديمة إلى كنوز الفايكنغ، ولفائف تحمل الشعر الصيني من القرن الثاني عشر وأقنعة صنعتها الشعوب الأصلية في كندا.
تلك السرقات كانت فرصة اغتنمها أولئك الذين يريدون من المتحف إعادة القطع المأخوذة من جميع أنحاء العالم خلال فترة الإمبراطورية البريطانية، بما في ذلك الأفاريز التي كانت تزين معبد البارثينون في أثينا والتماثيل البرونزية من بنين بغرب أفريقيا.
فقد قالت ديسبينا كوتسومبا، رئيسة رابطة علماء الآثار اليونانيين، لـ “بي بي سي” هذا الأسبوع: “نريد أن نقول للمتحف البريطاني إنه لم يعد بإمكانهم القول إن التراث (الثقافي) اليوناني محميّ بشكل أكبر في المتحف البريطاني”.
وقال أوزبورن، وزير الخزانة البريطاني السابق، إن المتحف أطلق مراجعة مستقلة بقيادة محام ومسؤول بارز بالشرطة، مضيفا أنه “تم بناء منشأة تخزين حديثة خارج الموقع كي لا يتم تخزين مقتنيات المتحف في الطابق السفلي الذي يعود إلى القرن الثامن عشر”.
وتابع: “لا أعتقد أنه كان هناك نوع من التستر المتعمّد، على الرغم من أن المراجعة قد تجد أن هذا قد يكون الحال” فعلا.