قال المتحدث باسم الرئيس النيجيري بولا تينوبو، إن الرئيس سيلتقي نظيره الأميركي جو بايدن، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك خلال الفترة من 18 إلى 26 سبتمبر (أيلول).
وقال المتحدث باسم الرئاسة أجوري نجيلالي في بيان، إن تينوبو قبل الدعوة التي سلمتها مبعوثة الرئاسة الأميركية ومساعدة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية مولي في.
ومن المرجح أن يناقش الرئيسان الوضع في النيجر، إذ يعمل تينوبو الذي يترأس حالياً المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، مع زعماء دول أخرى غرب القارة لإيجاد حل بعد استيلاء المجلس العسكري على السلطة.
ودعا تينوبو، الذي شرع في إجراء الإصلاحات الأكثر جرأة في نيجيريا منذ عقود، إلى زيادة الاستثمارات الأميركية في بلاده وتعزيز التعاون للدفاع عن الديمقراطية في غرب أفريقيا وسط تزايد الانقلابات في المنطقة.
تظاهرات مؤيدة في النيجر
في السياق، تجمع نحو 20 ألف نيجري في العاصمة نيامي لدعم العسكريين الانقلابيين غداة إمهال السفير الفرنسي 48 ساعة لمغادرة البلاد.
واحتشد أنصار العسكريين في ملعب سيني كونتشي، الأكبر في البلاد، ملوحين بأعلام النيجر والجزائر وروسيا في المدرجات.
وقالت راماتو إبراهيم بوبكر، وهي عارضة أزياء ارتدت وشاحاً بألوان علم النيجر، “لدينا الحق في اختيار الشركاء الذين نريدهم، وينبغي على فرنسا احترام هذا الخيار”.
واعتبرت أنه “منذ 60 عاماً لم نكن قط مستقلين، لقد أصبحنا كذلك منذ الانقلاب” الذي وقع في 26 يوليو (تموز) وأطاح الرئيس المنتخب محمد بازوم. وأضافت “لذلك نحن ندعم المجلس الوطني لحماية الوطن 100 في المئة”.
اتهامات لفرنسا
واتهم المجلس العسكري بقيادة الجنرال عبدالرحمن تياني فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، بالرغبة في التدخل عسكرياً لإعادة بازوم إلى السلطة.
في كلمة أمام الحشد، قال عضو المجلس العسكري الكولونيل إيبرو أمادو إن “النضال لن يتوقف حتى اليوم الذي لن يكون فيه هناك أي جندي فرنسي في النيجر”. وأضاف “أنتم من ستخرجونهم”، مردفاً “لطردهم لا تذهبوا إلى سفارتهم، فبعد عودة الجميع إلى ديارهم، سينتهي بهم الأمر بالمغادرة”.
تم تنظيم هذا التجمع الجديد لدعم المجلس الوطني لحماية الوطن، غداة قراره طرد السفير الفرنسي في النيجر سيلفان إيتي لعدم استجابته “لدعوة” من وزارة الخارجية من أجل “مقابلة”، إضافة إلى “تصرفات أخرى من الحكومة الفرنسية تتعارض مع مصالح النيجر”.
باريس ترد
وردت وزارة الخارجية الفرنسية على القرار معتبرة أن “الانقلابيين ليست لهم أهلية لتقديم هذا الطلب، واعتماد السفير لا يأتي إلا من السلطات النيجرية الشرعية المنتخبة”.
وكانت الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) قررت بعد الانقلاب فرض عقوبات اقتصادية ومالية شديدة على النيجر وتعليق عضويتها في المنظمة الإقليمية، كما هددت بالتدخل عسكرياً من أجل إعادة محمد بازوم إلى منصبه.
على رغم ذلك، تستمر الجهود من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي. وزار مبعوثان جزائريان المنطقة، كما التقت السبت مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية مولي في مسؤولي إيكواس في أبوجا، عاصمة نيجيريا التي تتولى رئاسة المنظمة.
“تابعة لفرنسا“
واتهم حكام نيامي الجدد الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا بأنها تابعة لفرنسا التي تنشر 1500 عسكري في النيجر. وقد شاركت القوات الفرنسية قبل الانقلاب في مكافحة الجماعات المتطرفة الناشطة منذ سنوات في هذا البلد وفي جزء كبير من منطقة الساحل.
يأتي قرار طرد السفير الفرنسي تتويجاً لشهر من التظاهرات والقرارات والتصريحات المعادية للسياسة الفرنسية منذ الانقلاب على بازوم الذي لا يزال محتجزاً مع جزء من عائلته.
وبدأت التظاهرات المناهضة لفرنسا بعد أربعة أيام من استيلاء العسكريين على السلطة، حين احتشد مئات من أنصارهم أمام السفارة الفرنسية في نيامي ملحقين أضراراً بالمبنى.
وتم تفريق المتظاهرين حينها بالغاز المسيل للدموع واتهم النظام فرنسا باستخدام السلاح، وهو ما نفته الحكومة الفرنسية بشكل قاطع.
وفي 3 أغسطس (آب) ألغى النظام العسكري الاتفاقيات العسكرية الثنائية مع فرنسا، وهو قرار تجاهلته باريس التي قالت إنها لا تعترف سوى بمحمد بازوم حاكماً شرعياً للنيجر. كما اتهم الانقلابيون فرنسا بانتهاك مجال البلاد الجوي المغلق بشكل متكرر، وبأنها “أطلقت سراح إرهابيين” في إطار “خطة حقيقية لزعزعة استقرار البلاد”، وهي اتهامات نفتها باريس بشدة.
وتخللت تظاهرات التأييد للانقلابيين شعارات معادية لفرنسا و”إيكواس”، في مقابل إشادات بروسيا المستفيدة من العداء تجاه باريس في منطقة الساحل.
وتسير النيجر على خطى مالي وبوركينافاسو، حيث لم يعد هناك سفير فرنسي.
هاتان الدولتان، اللتان يقودهما منذ عامي 2020 و2022 على التوالي عسكريون استولوا على السلطة بالقوة في خضم توسع العنف الجهادي، أبدتا تضامنهما مع جنرالات نيامي، قائلتين إنهما على استعداد للقتال إلى جانب الجيش النيجري في حال تدخلت “إيكواس” عسكرياً.
المصدر: اندبندنت عربية