أمريكا والاتحاد الأوروبي يدينا تصريحات بن غفير التحريضية ضد الفلسطينيين

الديسك المركزي
6 دقيقة قراءة
6 دقيقة قراءة
إيتمار بن غفير

وصف مراقبون موقف المجتمع الدولي من تصريحات وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، بشأن تنقل الفلسطينيين في الضفة الغربية بـ “الدعاية الإعلانية”، مؤكدين على ضرورة أن تتحول الاستنكارات والإدانات لتطبيقات عملية.

- مساحة اعلانية-
[bsa_pro_ad_space id=4]

وأدانت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، الجمعة، تصريحات بن غفير.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: “إننا ندين بشدة تصريحات الوزير بن غفير التحريضية بشأن حرية التنقل للسكان الفلسطينيين في الضفة الغربية، وندين أي خطاب عنصري”، وفق صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية.

- مساحة اعلانية-
[bsa_pro_ad_space id=3]

كما أدان الاتحاد الأوروبي تصريحات بن غفير، وقال في بيان: “الاتحاد يذكر أن العلاقات بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي تقوم على احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية”.

وشدد على أن “المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، وتشكل عائقًا أمام السلام وتهدد بجعل حل الدولتين مستحيلًا”.

خطوات عملية مطلوبة

- مساحة اعلانية-
[bsa_pro_ad_space id=5]

اعتبر الدكتور أيمن الرقب، القيادي في حركة “فتح”، أن “عنصرية حكومة نتنياهو لم تعد خافية على أحد، فقد سبق بن غفير وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي أعلن عن خطة أطلق عليها خطة الحسم، والتي تتنكر لحقوق الفلسطينيين وتشرعن قتلهم، حكومة نتنياهو تدافع كالعادة عن وزرائها وهذا يؤكد عنصرية هذه الحكومية اليمينية المتطرفة، التي وضعت خطة لتهويد القدس وتوسيع الاستيطان في الضفة خلال الخمس سنوات المقبلة”.

وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، انتقد الاتحاد الأوروبي تصريحات بن غفير وقبلها تصريحات سموتريتش ولكن دون أن ترى خطوات عملية ضد الاحتلال، فألمانيا اشترت الأيام الماضية صفقات سلاح من إسرائيل بمليارات الدولارات وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا يؤكد أن ما نسمعه من تصريحات لرفض عنصرية هذا الاحتلال لا تتبعها خطوات عملية لإيقاف سلوكه العدواني ضد الشعب الفلسطيني.

ويرى الرقب أن تصريحات حكومة اليمين المتطرف ورقة مهمة ليستغلها العرب والفلسطينيين في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي ستعقد اجتماعها الرئيسي الشهر المقبل، ويجب أن يقدم الفلسطينيون طلبا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وحدودها الجغرافية، وذلك استنادا لقرار 181 أو أقل تقدير قرار 242.

ويعتقد أن المجتمع الدولي يراقب ما يقوم به الاحتلال و قد يدفع ذلك لموافقة دولية لترسيم حدود الدولة الفلسطينية، خاصة أن الدول العظمى وبالتحديد الولايات المتحدة الأمريكية لا تستطيع استخدام الفيتو في اجتماعات الجمعية العمومية كما يحدث في مجلس الأمن.

مؤتمر دولي

بدوره، أكد ثائر نوفل أبو عطيوي، المحلل السياسي الفلسطيني، تصاعد وتيرة الاحتجاجات والاستنكارات والتنديد من المجتمع الدولي ضد سياسة حكومة الاحتلال الإسرائيلي، والتي على رأسها تصريحات قادة دولة الاحتلال العنصرية التي تدعو إلى التطهير العرقي، وكذلك بات من الواضح تصريحات المجتمع الدولي ضد الاستيطان، ولاسيما الانتقاد العلني من الإدارة الأمريكية ضد سياسة إسرائيل وممارستها ضد أبناء الشعب الفلسطيني.

وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، حكومة الاحتلال المتطرفة التي تضم شخصيات مثل سموتريتش وبن غفير، أصبحت تدرك اليوم أكثر من أمس أنها في موقف صعب جراء تحكم اليمين المتطرف في كافة مفاصل السياسية الإسرائيلية وانصياع بنيامين نتنياهو لقراراتهم وأفكارهم المتطرفة لأهداف شخصية وأجندات خاصة، لا علاقة للمجتمع الإسرائيلي العام بها، وهو ما يظهر واضحا في ظل استمرار المظاهرات الإسرائيلية المتعلقة بملف القضاء وتعيين القضاة، الذي يرغب نتنياهو وحكومة اليمين المتطرف بالسيطرة عليه لتمرير مصالحهم الخاصة على حساب المصلحة العامة للمجتمع الإسرائيلي، ناهيك عن استمرار وتفاعل قضايا العنف والجريمة في المجتمع العربي الإسرائيلي وصمت حكومة الاحتلال وحياديتها الواضحة في هذا الأمر، وفي ظل تصاعد الصوت العربي في الداخل ضد سياسة حكومة نتنياهو.

وأكد أبو عطيوي، أن كل ما سبق ذكره يأتي في سياق البناء عليه في بلورة موقف موحد في المستقبل القريب من قبل المجتمع الدولي ضد حكومة الاحتلال الإسرائيلي، في حال تكاتفت كافة الجهود، الفلسطينية والعربية والدول العالمية الصديقة والمدافعة عن حقوق الإنسان والحق المشروع للشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وقال إنه في ظل تصاعد وتيرة الاحتجاج والانتقادات لحكومة الاحتلال الإسرائيلي من قبل المجتمع الدولي، ولاسيما الممارسات العنصرية والقتل والاستيطان والتهويد “لا بد من التفكير خارج الصندوق في العمل على تبني مشروع فلسطيني عربي ضد دولة الاحتلال وكافة ممارساتها، وأن يكتب لهذا المشروع الفلسطيني العربي النور في المستقبل القريب”.

وأوضح أبو عطيوي، أن ذلك يمكن تحقيقه من خلال عقد مؤتمر دولي يدين دولة الاحتلال ويطالبها بإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية، من أجل الوصول لفكرة حل الدولتين، التي دعت له الأمم المتحدة وكافة المواثيق الدولية، التي تعترف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران.

إعلانات دعائية

في السياق ذاته، اعتبر المحلل السياسي زيد الأيوبي، أن تصريحات بن غفير العنصرية تجاه الشعب الفلسطيني هي تصريحات خطيرة وتعكس العقلية المتطرفة والإجرامية التي تتصدر المشهد السياسي في إسرائيل.

وأضاف في حديثه لـ “سبوتنيك”، أن تواطؤ بعض الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية مع الاحتلال الإسرائيلي هو ما شجع لظهور مثل هذه التصريحات المتطرفة، في ظل شعور إسرائيل بأن المجتمع الدولي عاجز عن معاقبة قاداتها على جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني.

ويرى الأيوبي أنه “رغم استنكار بعض الدول لتصريحات بن غفير، تبقى هذه المواقف في سياق الإعلانات الدعائية دون تنفيذ إجراءات عقابية جدية بحق قادة الاحتلال، حيث أن الشعب الفلسطيني لا يعول كثيرًا على هذه الاستنكارات ويطالب المجتمع الدولي بترجمة أقواله إلى أفعال حتى يتم وضع حد للجرائم الإسرائيلية المتعاظمة بحقه”.

وقال بن غفير، الذي يقيم في مستوطنة “كريات أربع” في الخليل جنوبي الضفة الغربية، في مقابلة مع القناة “12” الإسرائيلية، بثتها يوم الأربعاء الماضي: “حقي وحق زوجتي وأولادي في التنقل في يهودا والسامرة (الاسم التوراتي للضفة الغربية) أهم من حق العرب (الفلسطينيين) في الحركة. حقي في الحياة يأتي قبل حق التنقل”.

المفارقة أن أحد الإعلاميين الذين أجروا المقابلة مع بن غفير، كان الصحفي العربي محمد مجادلة، والذي التفت إليه الوزير الإسرائيلي وقال: “آسف محمد ولكن هذا هو الواقع”.

المصدر: سبوتنيك

شارك هذه المقالة
ترك تقييم