رايت رايتس

اضطرابات الحمل تساعد على التقدم في العمر

الديسك المركزي
كتبه الديسك المركزي تعليق 5 دقيقة قراءة
5 دقيقة قراءة
اضطرابات الحمل

مقدّمات الارتعاج (التسمم) هو اضطراب في الحمل يسبب ارتفاع ضغط الدم الذي يهدد الحياة، وتتسبب هذه الحالة في وفاة أكثر من 70 ألف امرأة في جميع أنحاء العالم سنوياً، ويفتقر العلماء إلى استراتيجيات لعلاجها نظراً لعدم معرفة أسبابها.

- مساحة اعلانية-

والولادة هي العلاج الوحيد المتاح، وإن لم تكن “العلاج الناجع”، وفقًا للدكتورة فيسنا دي جاروفيتش، طبيبة الكلى في “مايو كلينك” بمدينة روتشستر بولاية مينيسوتا، والتي كرَّست حياتها المهنية لدراسة مضاعفات الحمل الشائعة.

وقالت جاروفيتش: “حتى بعد الولادة، يمكن أن تُصاب النساء بارتفاع خطير في ضغط الدم لعدة أيام أو أسابيع، وما زلن معرَّضات لخطر متزايد للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والكلى بعد عقود”.

- مساحة اعلانية-

وأوضحت أنه تبين، من خلال مجموعة من التجارب المعملية والدراسات الوبائية، أن النساء المصابات بمقدمات الارتعاج يمرُرن بحالة من تقدم متسارع في العمر تدفعهن إلى مسار الإصابة بحالات مرتبطة بالعمر مثل النوبة القلبية والسكتة الدماغية والفشل الكلوي.

وكشفت التجارب عن آلية محتملة كامنة وراء مقدمات الارتعاج يمكن أن تؤدي إلى العلاج الأولى الذي يهدف إلى علاج السبب الكامن وراء الحالة، مشيرة إلى أهمية زيادة الفحص والعلاج للنساء اللواتي لديهن تاريخ مرضي لمقدمات الارتعاج.

وتستند معظم أبحاث مقدمات الارتعاج إلى فرضية أن المرض ينشأ داخل الـمَشيمة، وهي العضو الذي يتجسد مع كل حمل لحماية الطفل النامي ورعايته.

- مساحة اعلانية-

ويعتقد الباحثون أنه في حالة مقدمات الارتعاج، تُفرز الـمَشيمة جزيئات في جهاز الدورة الدموية للأم تسبب الالتهاب وتتداخل مع تكوّن أوعية دموية جديدة، وهي عملية تُعرف باسم تولّد الأوعية، ويعتقدون أن هذه الجزيئات الضارّة تسبب مرضاً مَجموعياً (لكل الجسم) لدى الحامل.

وأوضحت جاروفيتش أن الهدف كان تحديد الجزيء أو الجزيئات المسؤولة.

ولاحظ الباحثون لعقود من الزمان أن الـمَشيمة الناتجة عن الحمل المبكر تحمل في كثير من الأحيان مؤشرات تدل على أنها تتقدم في العمر بشكل أسرع من المشيمة الناتجة عن حالات الحمل العادية.

وأضافت جاروفيتش: “ومع ذلك، كان من غير المنطقي أن نقول إن حالة مقدمات الارتعاج هي مرض تقدم العمر إذا كنت تفحص امرأة تبلغ من العمر 25 عاماً”.

في الواقع، كان العديد من الجزيئات، التي ارتفعت في حالات الحمل المصابة بمقدمات الارتعاج، علامات معروفة جيداً للشيخوخة، وهي حالة خلوية بمعناها الحرفي “عملية التقدم في السن”.

وتفترض جاروفيتش أن الشيخوخة قد تكون المسار الذي تُصاب به بعض النساء بمقدمات الارتعاج. وتتوقف الخلايا المسنة عن الانقسام، إلا أنها لا تموت ولا يتخلص منها الجسم دائماً، وبدلاً من ذلك، تتراكم أحياناً في الأنسجة وتفرز جزيئات ضارة.

عمر أكبر بـ2.4 سنة من المتوسط

باستخدام عينات وبيانات من مشروع علم الأوبئة في روتشستر، تتبعت جاروفيتش مؤشرات مختلفة لتقدم السن والشيخوخة لدى النساء المصابات بحالة مقدمات الارتعاج وغير المصابات بها.

وبالاشتراك مع ويندي وايت وإيفون بتلر توبا، إخصائيي أمراض النساء والتوليد في “مايو كلينك”، وجدت أن النساء المصابات بمقدمات الارتعاج يعانين من عدد أكبر من الحالات المزمنة في وقت لاحق من حياتهن ويُصَبن بهذه الحالات في سن أصغر بكثير من اللاتي ليس لديهن تاريخ مرضي من الإصابة بمقدمات الارتعاج.

وتعاونت مع خبيري الشيخوخة الخلوية في “مايو كلينك”، جيمس كيركلاند وتمارا تشكونيا، لإثبات أن النساء المصابات بمقدمات الارتعاج يمررن بتقدم متسارع في العمر أثناء الحمل، كما يتضح من “الساعة فوق الجينية” التي تُمكِّن الباحثين من حساب الشيخوخة البيولوجية للدم والأنسجة الأخرى عن طريق قياس تراكم علامات الميثيل – التي تتغير بمرور الوقت في أي كائن حي معين – في مئات المواقع عبر الجينوم.

ووجد الباحثون أنه خلال فترة الحمل ووقت الولادة، كان عمر النساء المصابات بمقدمات الارتعاج أكبر بمقدار 2.4 سنة في المتوسط من النساء غير المصابات بمضاعفات الحمل.

علاجات متاحة

تأمَل جاروفيتش أن يثبت يوماً ما أن الأدوية الجديدة التي يجري تطويرها في مجال الشيخوخة، آمنة للاستخدام أثناء الحمل، ما يوفر المزيد من الخيارات للنساء المعرضات للخطر.

وتعتقد جاروفيتش أنه حتى لو لم يكن هناك علاج محدد متاح في الوقت الحالي لاستهداف الخلايا المسنة لدى النساء اللواتي لديهن تاريخ من مقدمات الارتعاج، فإنه سيكون للأبحاث بشأن الارتباط بين مضاعفات الحمل هذه والمشكلات الصحية المستقبلية تأثير كبير.

وتؤدي دراساتها وغيرها بالفعل إلى توجيهات جديدة لفحص النساء المعرضات للخطر ومعالجتهن، بهدف نهائي هو تحسين النتائج وإنقاذ الأرواح، على سبيل المثال، عملت جاروفيتش في مجموعة عمل لجمعية القلب الأميركية لفحص ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل وصاغت البيان العلمي للجمعية، الذي دعا إلى المزيد من العمل لحماية النساء من مضاعفات الحمل الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم والعواقب المحتملة بعد الحمل.

وأوضحت: “بالنسبة للنساء المصابات بمقدمات الارتعاج، يجب مراقبة ضغط الدم وفحص الكوليستيرول ومتابعة وظائف الكلى لديهن، نحن بحاجة إلى تتبع مؤشر كتلة الجسم والوزن ومحاولة إدارة تعديلات نمط الحياة وصحتهن على المدى الطويل”.

شارك هذه المقالة
ترك تقييم