بينما شهد فصل الصيف انفتاح الكثير من دول أوروبا أمام الزوار الأمريكيين، مما أتاح لهم الفرصة لتحقيق أحلامهم المتمثلة في تناول الجيلاتو في إيطاليا، أو القيام بجولة بمتاحف الفنون في باريس، فقد جلبت نهاية الموسم معها قيودًا جديدة، وبدأت أبواب القارة في الإغلاق.
وفي وقت سابق من سبتمبر/ أيلول الجاري، أوصى الاتحاد الأوروبي بضرورة منع الزوار الأمريكيين من السفر غير الضروري إلى الدول الأعضاء بسبب ارتفاع إصابات “كوفيد-19” في الولايات المتحدة.
ودفعت الأخبار العديد من الدول الأوروبية إلى تحديث قيود السفر للأمريكيين، بينما حظر بعضها دخول المسافرين الأمريكيين تمامًا. ومما لا شك فيك أن تلك التغييرات أثارت ارتباكًا واسع النطاق، خاصة لأولئك الذين يخططون للسفر إلى أوروبا خلال الأشهر المقبلة. وفيما يلي، إليك نظرة على القواعد المشددة وما تعنيه للمسافرين الأمريكيين:
هل لا يزال بإمكان الأمريكيين السفر إلى أوروبا؟
نعم يستطيعون ذلك، إذ لم تقم حتى الآن سوى القليل من الدول بفرض قيودها على جميع المسافرين غير الضروريين من الولايات المتحدة. ومنذ إصدار نصيحة الاتحاد الأوروبي، كانت بلغاريا، والنرويج، والسويد، هي الوحيدة التي قيدّت وصول الأمريكيين بالكامل. وبينما أن وجهة واحدة على الأقل – اليونان – استبعدت فرض قيودًا جديدة على السفر في المستقبل القريب، فيمكن القول إن الأمريكيين، وخاصة أولئك الذين لم يتلقوا اللقاح، من المحتمل أن يواجهوا المزيد من القيود خلال الأيام والأسابيع القادمة.
ما هي قواعد الاتحاد الأوروبي الجديدة؟
وقام الاتحاد الأوروبي بإزالة الولايات المتحدة من ضمن قائمته الآمنة، ونصح الدول الأعضاء فيه بإعادة النظر في السماح للمسافرين الأمريكيين بالدخول دون سبب ضروري. ومع ذلك، فإن نصيحته غير ملزمة، ولا يوجد ضغط على الدول لتبني هذا الإجراء ولديهم الحرية في تجاهله إذا اختاروا ذلك. وهذا يعني أنه لا توجد قاعدة شاملة تغطي القارة. وبدلاً من ذلك، تتمتع كل دولة بحرية اعتماد أو تجاهل النصيحة وفقًا لتفضيلاتها الخاصة. ونظرًا لمدى أهمية الزوار الأمريكيين لاقتصادات السياحة الأوروبية، فمن المحتمل أن يتم اتخاذ أي قرار بتقييد وصولهم بتردّد كبير.
ماذا تعني قواعد الاتحاد الأوروبي بالنسبة للأمريكيين المسافرين إلى أوروبا؟
ويعني ذلك أن السفر إلى الدول الأوروبية من المرجح أن يُصبح أكثر صعوبة على الأمريكيين خلال الأسابيع المقبلة، على الرغم من أنه ليس بالضرورة مستحيلًا. ومع تغير القواعد، فإن الأمر متروك للمسافرين الأفراد للتحقق من أهليتهم للسفر. وقد تبقي بعض البلدان أبوابها مفتوحة، ولكن مع تعديل متطلبات الدخول مثل فحوصات “كوفيد-19” قبل المغادرة، أو ترتيبات الحجر الصحي، أو إثبات التطعيم.
ما هي الدول التي يمكن للأمريكيين زيارتها في أوروبا؟
فتحت كل من النمسا، وبلجيكا، وكرواتيا، وقبرص، وجمهورية التشيك، والدنمارك، وإستونيا، وفنلندا، وفرنسا، وألمانيا، واليونان، والمجر، وأيرلندا، وإيطاليا، ولاتفيا، وليتوانيا، ولوكسمبورغ، ومالطا، وهولندا، وبولندا، والبرتغال، ورومانيا، وسلوفاكيا، وسلوفينيا، وإسبانيا أبوابها حاليًا أمام الأمريكيين الذين تلقوا التطعيم بالكامل. وتختلف القيود المفروضة من بلد إلى آخر. وتطلب العديد من الوجهات من المسافرين تقديم نتيجة فحص “كوفيد-19” سلبي عند الوصول، بينما تطبق أخرى إجراءات الفحص والحجر الصحي للزوار الذين تلقوا التطعيم. ولا تفرض فرنسا حاليًا قيودًا على السفر للأمريكيين الذين تلقوا التطعيم بالكامل، ولكن يُلزم هؤلاء بضرورة إجراء فحص “كوفيد-19” سلبي قبل 72 ساعة من الوصول، قبل أن يتمكنوا من دخول إيطاليا. وحُدّد الحجر الصحي الإلزامي بمدة 10 أيام للمسافرين الأمريكيين الذين تلقوا التطعيم بالكامل والذين يزورون هولندا، بينما يجب على أولئك الذين يدخلون ألمانيا تقديم نتيجة فحص “كوفيد-19” سلبية قبل السماح لهم بالدخول. ويُسمح للأمريكيين الملقحين بالكامل بزيارة المملكة المتحدة، وكذلك أيسلندا، وليختنشتاين، وسويسرا.
هل السفر إلى أوروبا آمن؟
لا يُعد السفر أثناء الجائحة خاليًا تمامًا من المخاطر، حتى بالنسبة للمسافرين الملقحين، وأفضل طريقة للبقاء آمنًا هي البقاء في المنزل، وتقليل التعرض للفيروس. ومع ذلك، إذا تم الالتزام ببروتوكولات الأمان مثل وضع الكمامات، والتباعد الاجتماعي، وتعقيم اليدين، فلا يوجد سبب يمنع المسافرين من الاستمتاع برحلة آمنة إلى أوروبا. وبحسب الإحصائيات، فإن معظم دول أوروبا الغربية لديها معدلات “كوفيد-19” أقل من الولايات المتحدة.
هل ستغلق المزيد من الدول حدودها؟
ونظرًا لأن العديد من الدول الأوروبية قد فرضت قيودًا جديدة على المسافرين الأمريكيين بناءً على نصيحة الاتحاد الأوروبي، فمن المحتمل أن تحذو الدول الأخرى حذوها خلال الأسابيع المقبلة. ونشأت القيود بسبب انتشار متحور “دلتا” من فيروس كورونا في الولايات المتحدة، حيث بلغ معدل الإصابات مستويات قياسية وخاصة خلال شهري يوليو/ تموز وأغسطس/ آب الماضيين. ومع استمرار ارتفاع الإصابات في سبتمبر/ أيلول الجاري، وتوقع أن تزيد الأشهر الباردة من انتشار المرض، يبدو أن فرض المزيد من القيود، هو أمر محتمل.
ما هي الدول الأوروبية التي حظرت المسافرين الأمريكيين غير الملقحين؟
حظرت كل من الدنمارك، وفنلندا، وفرنسا، ولاتفيا، ومالطا، وهولندا، وإسبانيا جميع المسافرين الأمريكيين غير الملقحين. وفي الوقت ذاته، يُحظر على جميع المسافرين الأمريكيين زيارة بلغاريا، والنرويج، والسويد لأسباب غير ضرورية، بغض النظر عن حالة التطعيم الخاصة بهم.
ما التطعيمات المقبولة في أوروبا؟
يجب أن يتلقى المسافرون الجرعة الكاملة من اللقاحات المعتمدة من قبل وكالة الأدوية الأوروبية وهي “فايزر”، و”مودرنا”، و”أسترازينيكا”، و”جونسون آند جونسون”، قبل أسبوعين من رحلتهم.
هل يمكنني السفر إلى أوروبا مع أطفال غير ملقحين؟
لن تؤثر القواعد الجديدة على الأطفال الذين هم أصغر من أن يتم تطعيمهم. ويمكن لمن تقل أعمارهم عن 12 عامًا السفر مع البالغين الملقحين إلى الدول الأوروبية، حيث يُسمح للمسافرين الأمريكيين بالدخول. ولكن بينما يُعفى الأطفال الأقل من 12 عامًا من جميع القيود في بعض البلدان، فإن بلدان أخرى تطلب تقديم نتيجة فحص “كوفيد-19” سلبية. ويخضع المراهقون الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عامًا للقواعد والقيود التي يخضع المسافرون البالغون لها.