قال الرئيس الصيني شي جين بينغ لمجموعة بريكس الثلاثاء، إن اقتصاد الصين متين وإن أساسيات نموه على المدى الطويل لم تتغير.
ويتواجد شي في عاصمة جنوب إفريقيا جوهانسبرغ، لحضور قمة مجموعة بريكس، التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، إلا أنه تغيب عن حضور المنتدى.
وقال شي في كلمة ألقاها بالنيابة عنه وزير التجارة وانغ ون تاو، في منتدى أعمال بريكس “في الوقت الحالي، تتكشف التغيرات في العالم، وفي عصرنا، وفي التاريخ، على نحو غير مسبوق، مما ينقل المجتمع البشري إلى منعطف حرج”.
وأضاف: “مسار التاريخ تشكله الاختيارات التي نتخذها”.
وتغيب شي عن المنتدى على الرغم من حضور نظرائه، رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
ولم يتضح على الفور سبب عدم حضور شي الذي اجتمع مع رامافوزا في وقت سابق من اليوم.
إمكانات هائلة
وقال شي في البيان الذي تلاه وانغ: “الاقتصاد الصيني متين ويتمتع بإمكانات هائلة وحيوية كبيرة”.
وفقد التعافي في ثاني أكبر اقتصاد في العالم قوته الدافعة بسبب تفاقم الركود العقاري، وضعف الإنفاق الاستهلاكي وتراجع نمو الائتمان، مما دفع السلطات لإصدار المزيد من السياسات التحفيزية.
لكن شي قال، إن بلاده تتمتع بمزايا اقتصادية منها “سوق كبيرة الحجم” ونظام صناعي كامل وقوة عاملة وفيرة ذات كفاءة عالية.
وأضاف شي: “سفينة الاقتصاد الصيني العملاقة ستواصل الإبحار وسط الرياح العاتية وشق الأمواج والمضي قدماً إلى الأمام”.
وانتقدت الولايات المتحدة الصين الثلاثاء، بسبب افتقار تقريرها عن البيانات الاقتصادية الأساسية في الأشهر الأخيرة للشفافية ولاتخاذ إجراءات مشددة تجاه الشركات التي كانت تقدم مثل هذه البيانات في الصين، واصفة ذلك السلوك بأنه غير مقبول.
انقسامات في قمة بريكس
واجتمع زعماء مجموعة بريكس الثلاثاء، لرسم مسار مستقبل تكتل الدول النامية لكن الانقسامات عادت للظهور قبل نقاش حيوي عن التوسع المحتمل للمجموعة بهدف تعزيز نفوذها العالمي.
وأضاف التوتر العالمي المتصاعد الذي أثارته الحرب في أوكرانيا، وتصاعد التنافس بين الصين والولايات المتحدة إلحاحاً على دفع الصين وروسيا، التي حضر رئيسها فلاديمير بوتين الاجتماع افتراضياً، للسعي لتقوية بريكس.
ويسعى البلدان لاستغلال القمة التي تنعقد بين يومي 22 و24 أغسطس لجعل المجموعة “قوة موازية للهيمنة الغربية على المؤسسات العالمية”.
وكشفت كلمة الرئيس البرازيلي، عن وجود اختلافات في الرؤية داخل المجموعة، التي يقول محللون سياسيون إنها تجد صعوبة منذ فترة طويلة في صياغة رؤية متسقة لدورها في النظام العالمي.
وقال الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا الثلاثاء، خلال بث عبر وسائل التواصل الاجتماعي من جوهانسبرغ “لا نريد أن نكون نقطة مقابلة لمجموعة السبع أو مجموعة العشرين أو الولايات المتحدة… نريد تنظيم أنفسنا فحسب”.
تقليص الاعتماد على الدولار
وبالإضافة إلى مسألة التوسع، يناقش جدول أعمال القمة أيضاً تعزيز استخدام العملات المحلية للدول الأعضاء في التعاملات التجارية والمالية لتقليص الاعتماد على الدولار.
وقال بوتين، في كلمة مسجلة سلفاً “هدف التخلص من الدولار بلا رجعة في علاقاتنا الاقتصادية يكتسب قوة دافعة”.
ويعاني الاقتصاد الروسي، من عقوبات غربية فرضت عليه بسبب حرب موسكو في أوكرانيا، وبوتين مطلوب بموجب مذكرة اعتقال دولية لاتهامه بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا ويمثله في القمة وزير الخارجية سيرجي لافروف.
ويقول المنظمون، في جنوب أفريقيا يقولون إنه لن يجري مناقشة مسألة عملة لبريكس، وهي فكرة طرحتها البرازيل في وقت سابق من هذا العام كبديل للاعتماد على الدولار.
المصدر: الشرق