المجلس العسكري ي النيجر يعرقل المسار الدبلوماسي مع “إيكواس”

الديسك المركزي
6 دقيقة قراءة
6 دقيقة قراءة
انقلاب النيجر

أعلن المجلس العسكري الذي تولى السلطة في نيامي إثر انقلاب على الرئيس المنتخب محمد بازوم في 26 يوليو (تموز) الماضي، أنه استدعى سفير النيجر في أبيدجان بعد تصريحات للرئيس العاجي الحسن واتارا، اعتبر الانقلابيون أنها ترقى إلى حد “الإشادة بالعمل المسلح” ضد نيامي.

- مساحة اعلانية-
[bsa_pro_ad_space id=4]

كما اتهم قادة الانقلاب، بازوم بالخيانة العظمي وأعلنوا عزمهم محاكمته في خطوة تعد حياداً عن طريق الحل الدبلوماسي الذي أعلنوه خلال لقاء مع وفد نيجيريا، إذ قال قائد الانقلابيين الجنرال عبد الرحمن تياني إن “بابه مفتوح للبحث في مسار الدبلوماسية والسلام من أجل حل” الأزمة.

تأتي خطوة استدعاء سفير النيجر بأبيدجان في إشارة من قادة الانقلاب إلى الضوء الأخضر الذي أعطته الدول المجاورة للنيجر غرب أفريقيا لتدخل مسلح محتمل بهدف استعادة الديمقراطية في البلاد، ندد العسكريون الانقلابيون بـ”حماس” واتارا “لرؤية هذا العدوان غير القانوني والعبثي ضد النيجر يتحقق”.

- مساحة اعلانية-
[bsa_pro_ad_space id=3]

لدى عودته الخميس من قمة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) في أبوجا النيجيرية، قال واتارا إن رؤساء الدول اتفقوا على أن عملية عسكرية يجب أن “تبدأ في أقرب وقت” من أجل إعادة الرئيس النيجري محمد بازوم إلى منصبه.

وأعلن واتارا أن ساحل العاج ستوفر “كتيبة” تضم بين 850 و1100 عنصر. وأضاف، “يمكن للانقلابيين أن يقرروا المغادرة صباح الغد، ولن يكون هناك تدخل عسكري، كل شيء يعتمد عليهم”، مضيفا “نحن مصممون على إعادة الرئيس بازوم إلى منصبه”.

واعتبر المجلس العسكري (المجلس الوطني لحماية الوطن) الذي تولى السلطة في نيامي أن هذا “التسرع يشهد على التلاعب الذي دبرته بعض القوى الخارجية”، من دون أن يسميها.

- مساحة اعلانية-
[bsa_pro_ad_space id=5]

وقال في بيان “لهذا السبب يعبر المجلس وحكومة النيجر عن رفضهما التام للتصريحات التي أدلى بها” واتارا “وتتجاوز الموقف المشترك” لإيكواس و”قررا استدعاء سفير النيجر في أبيدجان للتشاور”.

مذابح في نيامي

في السياق، تحدث وزير خارجية الرئيس النيجري محمد بازوم، الإثنين، عن “مذابح” في العاصمة نيامي،من دون تحديد الجهة التي تتعرض لها.

وقال الوزير حسومي مسعودو في مقابلة أجرتها معه محطتا “راديو فرانس إنترناسيونال” الإذاعية و”فرانس 24″ التلفزيونية “حاليا في نيامي هناك مذابح مع جحافل من الشباب المدفوعين بالكراهية العنصرية والإثنية. لهذا السبب من الملح وضع حد لذلك وإعادة النيجر إلى مسار السلام والاستقرار والتقدم الاقتصادي”.

لكن مسعودو لم يحدد الجهة التي تتعرض لهذه “المذابح”.

وأضاف “الخطاب الذي أطلق العنان له في نيامي هو الخطاب العنصري، خطاب التعصب”، وتابع “يجب وضع حد لهذا الخطر الذي يتهدد تماسك بلدنا، لهذا السبب يجب أن نتحرك بسرعة ونضع حداً سريعاً لما حدث للتو”.

وردا على سؤال حول التظاهرات المؤيدة للجيش الذي تولى السلطة في 26 يوليو (تموز) قلل مسعودو من أهمية هذه التحركات، وقال “من يتحدثون علانية هم مؤيدو المجلس العسكري، لأن الآخرين تحت تهديد إطلاق النار والرصاص”، واصفاً المشهد بأنه بين “أشخاص مسلحين ضد أشخاص عزل”.

الخيانة العظمى

من جهة أخرى رفض مسعودو بشدة اتهامات “الخيانة العظمى” التي أطلقها النظام العسكري بحق الرئيس المخلوع.

وقال الوزير “المجموعة العسكرية لا تتمتع بأي شرعية للحكم على أي شخص. ما ارتكبته هو أكثر من مجرد خيانة، إنه عمل إجرامي”.

وشدد مسعودو، على أن العسكريين “لا يمكنهم أن يدعوا الصفة الأخلاقية لإصدار أحكام على أحد”. وأضاف “من الغريب والسريالي سماع هؤلاء يتحدثون عن محاكمة الرئيس بازوم”.

استفزاز جديد

 في السياق، نددت دول غرب أفريقيا التي ترفض الانقلاب في النيجر الاثنين، بـ”استفزاز جديد” من المجلس العسكري بعد تهديده بمحاكمة الرئيس المخلوع محمد بازوم بتهمة “الخيانة العظمى”، فيما أبدت الولايات المتحدة “استياءها” من هذا الأمر.

وأعلن المجلس العسكري، مساء الأحد، أنه جمع “الأدلة لمحاكمة الرئيس المخلوع وشركائه المحليين والأجانب أمام الهيئات الوطنية والدولية المعنية بتهمة الخيانة العظمى وتقويض الأمن الداخلي والخارجي للنيجر”.

واستند المجلس في اتهاماته إلى “تبادلات” بازوم مع “رعايا” و”رؤساء دول أجنبية” و”رؤساء منظمات دولية”.

واعتبرت الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) في بيان صدر في أبوجا الاثنين أن هذا التهديد “شكل جديد من الاستفزاز يتنافى مع إرادة السلطات العسكرية في جمهورية النيجر إعادة الانتظام الدستوري بسبل سلمية”.

على الصعيد ذاته، قال الناطق باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل “مستاؤون بشدة من التقارير عن أن الاحتجاز غير العادل للرئيس بازوم قد مضى نحو خطوة أبعد حتى. هذه الخطوة لا داعي لها وغير مبررة، ولن تسهم صراحة في حل سلمي لهذه الأزمة”.

والولايات المتحدة كانت مع فرنسا شريكاً أساساً للنيجر قبل الانقلاب، خصوصاً أن البلدين ينشران فيها نحو 2600 جندي بهدف التصدي لمجموعات جهادية في منطقة الساحل.

جاء تهديد العسكريين الانقلابيين بعدما التقى ممثلو النظام العسكري وفداً من رجال الدين النيجيريين، السبت الماضي، بالتوافق مع رئيس نيجيريا بولا تينوبو الذي يتولى الرئاسة الدورية لإيكواس، بهدف “تهدئة التوترات الناشئة من إمكان (تنفيذ) تدخل عسكري” للمنظمة.

وقال رئيس وفد الوساطة الشيخ بالا لاو في بيان إن قائد الانقلابيين الجنرال عبد الرحمن تياني أبلغه أن “بابه مفتوح للبحث في مسار الدبلوماسية والسلام من أجل حل” الأزمة.

والخميس، كرر قادة إيكواس أنهم لا يزالون يعطون الأولوية للحل الدبلوماسي، لكنهم أمروا في الوقت نفسه بنشر “قوة احتياط” تابعة للمنظمة من دون تحديد أي جدول زمني لتدخل عسكري محتمل يعهد إليها.

وخلال قمة سابقة جرت في الـ30 من يوليو، فرضت إيكواس عقوبات مالية وتجارية شديدة على النيجر التي تعول في شكل كبير على شركائها الخارجيين، وأمهلت الانقلابيين سبعة أيام لإعادة النظام الدستوري تحت طائلة اللجوء إلى القوة المسلحة.

وأعلن رئيس الوزراء الذي عينه العسكريون في النيجر الإثنين أن بلاده قادرة على “تجاوز” هذه العقوبات.

المصدر: إندبندنت عربية

شارك هذه المقالة
ترك تقييم