القيل والقال أو الثرثرة عادة منتشرة في كل المجتمعات، يعاني منها الكثيرون، وفي الوقت نفسه يمارسونها ضد بعضهم البعض.. فما السبب الذي يدفع الناس للنميمة؟ وهل هي جزء من طبيعة البشر لذلك لا يستطيعون الاستغناء عنها؟
هل حاولت يوما الامتناع عن النميمة لكنك فشلت؟
وفق نظرية علمية، تقول إن حب القيل والقال نشأ منذ العصور القديمة، وساهم في تطور اللغة.
رواد هذه النظرية من العلماء على رأسهم عالم النفس والأحياء البريطاني روبن دنبار، يرون أن الثرثرة كانت مفيدة جدا للإنسان القديم، إذ ساعدته في نقل الأخبار والمعلومات والخبرات، وكانت وسيلته للبقاء، أي أن الإنسان البدائي استخدم النميمة لكن بصورتها الصحيحة، لذلك ترتبط هذه الأحاديث بغريزة البقاء لدى الإنسان.
65 % من الأحاديث اليومية يقضيها الإنسان في الحديث عن نفسه أو عن الآخرين، وذلك وفق ما كشفته الدراسات.
من منا لا يرغب في متابعة الأخبار على التلفاز؟ هذا شكل من النميمة
ومن منا لم يحب الاستماع لسرد القصص في الطفولة؟ هذا أيضا شكل من النميمة وفق علماء
إلا أن النميمة تحولت لدى البعض من وسيلة للتطور إلى أداة للأذى، كإصدار الأحكام المسبقة وتشويه سمعة الآخرين أو تلفيق القصص، وغالبا ما يقوم بها الإنسان ضد من يعتبره منافسا له..
ولا تستغرب إن وجدت شخصا يعتبر النميمة فعل يقتصر على الآخرين فقط.
فوفق العلماء، الإنسان يكره النميمة، ولكنه يكره أيضا البقاء بعيدا عنها.. ولا يعترف أبدا بكونه.. نمام.
وحول هذا الموضوع، يقول استشاري الطب النفسي الدكتور أسامة النعيمي لبرنامج الصباح على سكاي نيوز عربية:
• تعد النميمة وسيلة لنقل المعلومة في زمن غابت فيه وسائل نقل الكلام.
• الإضافات أثناء نقل المعلومة من طرف إلى آخر أصبحت أكثر تشويقا للاستماع إليها وأكثر رغبة في نقلها إلى الآخرين.
• إذا ما تم مزج نقل الكلام من طرف إلى آخر مع سوء النية يتولد الضرر.
• منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة تعتبران أن التنمر اللفظي يشمل النميمة.
• النميمة ونقل الأخبار السيئة عن الأخرين مع زيادة بعض بالإضافات هي نوع من أنواع التنمر.
• أغلب الناس يمارسون النميمة دون قصد أو علم منهم في بعض الأحيان.
• تصنيفات النميمة اختلفت عند الناس فلم تعد سوداوية فقط بل بإمكانها أن تكون نافعة في بعض الأحيان.
• أصحاب النميمة لا ينطلقون من الخبر الأصلي بل يخترعون المعلومة ويضيفوا عليها بعض من المصداقية لتضخيمها.