ألقت الحرب الدائرة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، للشهر الرابع على التوالي، بظلالها المدمرة على الموسم الزراعي، ما قد يتسبب في وصول البلاد إلى حافة المجاعة، إذ كشفت بيانات الأمم المتحدة أن 6.3 مليون سوداني يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
وبحسب آخر توقعات التصنيف المرحلي للأمن الغذائي في الفترة من يوليو حتى سبتمبر 2023، صُنف أكثر من 20.3 مليون شخص (أكثر من 42% من السكان)، على أنهم ضمن فئة المرحلة الثالثة أو أعلى من مقياس انعدام الأمن الغذائي الحاد.
ويشهد السودان منذ 15 أبريل الماضي، معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، ما أدى إلى سقوط آلاف الضحايا، ونزوح الملايين.
“مجاعة حتمية“
عماد عبد الرحمن، سوداني، يسكن في مدينة أم درمان، قال لـ”الشرق”، إنه استطاع توفير احتياجات أسرته بصعوبة بالغة نتيجة لشح بعضها و انعدام أخرى، وتوقع الدخول في أزمة غذائية حادة خلال الفترة المقبلة في ظل تناقص السلع الاستهلاكية.
بدوره، ذكر القيادي في تحالف المزارعين، جاد الله عمر، لـ”الشرق”، أنهم “يسيرون باتجاه مجاعة حتمية، لأن استعداداتهم للموسم الزراعي بولاية الجزيرة، صفري”، مضيفاً أنه “من أصعب المشكلات التي نواجهها نقص التمويل، إلى جانب المواد البترولية (الوقود)”.
وأفاد رئيس تجمع مزارعي القطاع المطري بالسودان، ياسر الصعب، لـ”الشرق”، بأن مساحات زراعية خرجت هذا الموسم بسبب التمويل، كما أن بعض المناطق “بور”.
وأشار الصعب إلى أن المساحات المستهدفة بالزراعة تناقصت هذا الموسم، بسبب القتال الدائر، ما أدى لخروج عدد من المساحات الزراعية في إقليم دارفور وجنوب كردفان، ومناطق جنوب النيل الأبيض.
وتابع: “ظروف الهشاشة الأمنية أثرت أيضاً على المساحات الزراعية، لذلك أصبح التعويل على ولايات القضارف، النيل الأزرق، سنار، لتعويض الفاقد من المساحات التي خرجت.
وأضاف: “أما في القضارف، فقد أقبل عدد كبير على الزراعة، في الموسم الزراعي الاستثنائي الذي تعيشه البلاد”، مشيراً إلى أن إقبال المزارعين في هذه الظروف يعد “تضحية كبيرة في ظل تراجع دعم الدولة”.
محاولة إنقاذ
واعتبر عضو لجنة مزارعي القطاع المطري، السر أبو شمة، لـ”الشرق”، أن بنك النيل ساهم في تجنيب البلاد شبح مجاعة محتمله، بتمويله للموسم الزراعي بالقطاع المطري.
وأوضح عضو لجنة المزارعين، أن “بنك النيل موّل الزراعة خلال الأيام الماضية بنحو 25 تريليون جنيه (نحو 41 مليون دولار)”، متوقعاً أن يرتفع إلى 50 مليون دولار بنهاية تمويل الجزء الأول من العملية الزراعية، ما يعادل نحو 60% من تمويل الموسم الزراعي، مشيراً إلى أن التمويل يشمل “التقاوي، الوقود، الأسمدة، المبيدات، الآليات”.
وفي ذات السياق، أكد الخبير الزراعي عثمان حميدة حسن، لـ”الشرق”، أن السودان يعاني من نقص حاد في المحاصيل الضرورية، مشيراً إلى أن الأزمة الاقتصادية التي سبقت الحرب كان لها أثر كبير، ودفعت نحو نقص في الإمدادات من البذور، الوقود، الأسمدة لبعض المناطق التي تشهد أوضاع أمنية مستقرة.
المصدر: الشرق