مهرجان السبيبة.. احتفالية طوارق الجزائر بإغراق فرعون

الديسك المركزي
4 دقيقة قراءة
4 دقيقة قراءة
مرجان السبيبة

احتفل الطوارق في الصحراء الجزائرية بمهرجان السبيبة السنوي، الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 3 آلاف عام، في أجواء سرور خيّم عليها الرقص والغناء التقليديان.

- مساحة اعلانية-
[bsa_pro_ad_space id=4]

ويثير هذا الاحتفال الذي يستمر 10 أيام ويتزامن مع ذكرى عاشوراء، الحماسة في بلدة جانت التي يبلغ عدد سكانها 14 ألف نسمة في جنوب شرقي الجزائر، حيث تواصلت الاستعدادات على قدم وساق لمدة أسبوع.

وأوضح حسن الشيخ (64 عاما) وهو أحد المشاركين في المهرجان الذي يحتفي بالسلام، أن “الأطفال يتعلمون الرقص خلال البروفات، وللجميع الحق في التعبير عن حماستهم”، مشيرا إلى أن الموقع الذي يستضيف المهرجان “موجود منذ أجدادنا”.

- مساحة اعلانية-
[bsa_pro_ad_space id=3]

ويحاكي هذا الاحتفال المدرج منذ العام 2014 في قائمة التراث الثقافي لليونسكو، والذي حدد تاريخه حكماء واحة جانت، معركة بين قبيلتين من الطوارق هما الميهان وإزلواز.

وتعود أصول المهرجان إلى زمن بعيد، يقول المختار بن عومر، وهو مُلبِّس من قصر أزلواز، إن الشهور القمرية عند الطوارق تبدأ بالمحرم، والعاشر منه يطلق عليه “السبيبة”، وتعود الاحتفالات بالسبيبة إلى قصة إغراق فرعون “فقد حاول الناس مثل بقية شعوب الأرض التعبير عن فرحهم بهلاك الطاغية، فكان الرقص بالسيف طريقتهم للتعبير في هذا الوادي”.

تقاليد قديمة

- مساحة اعلانية-
[bsa_pro_ad_space id=5]

ووفقا للتقاليد، دارت حرب ضروس بين قبيلتين من صحراء طاسيلي ناجر، التي تقع في الجنوب الشرقي للجزائر وتضم أكبر متحف للرسوم الصخرية البدائية.

وعندما علمت القبيلتان آنذاك بنجاة النبي موسى من جيوش فرعون أبرمتا معاهدة سلام، وقال إلياس علي البالغ 73 عاما لوكالة الصحافة الفرنسية “بحسب أسلافنا، يعود عيد السبيبة إلى زمن فرعون وموسى في مصر، احتفظ أجدادنا بتاريخ يوم غرق فرعون في البحر واحتفلوا بموته”.

وفي المهرجان، غنت النساء اللواتي زيّن أنفسهن بوشوم الحناء ووضعن حليّا فضية ثقيلة على وقع طبول تقليدية لإثارة أجواء المنافسة التي سيخوضها الرجال، وللمرأة أهمية كبيرة يوم السبيبة، فهي التي تقرع طبل “الإمينيني” إيذانا ببدء الاحتفالات.

وقالت دعاء (16 عاما)، وهي إحدى المشاركات في الغناء، إن الحلي “مثل زينة المرأة، ترتديها مع الإكسسوارات”، فيما ارتدت صابرينا (29 عاما)، وهي مغنية أخرى، ملابس تقليدية وقلادة كبيرة، وتولت امرأة كبيرة السن مساعدة الاثنتين في المهمة.

وقالت صابرينا “ثمة امرأة هنا تساعدنا خصيصا على ارتداء هذه الملابس”، أما دعاء فقالت “لا نستطيع ارتداءها وحدنا، الأمر صعب”.

أغانٍ حربية

يتظاهر الرجال الذين يعتمرون قبعات ذات أنماط هندسية بأنهم يتواجهون، ويلوّحون بالسيوف، التي لها مكانة خاصة عند الطوارق، بيد وأوشحة في اليد الأخرى كدليل على السلام، فالانتصار الحقيقي هو الحفاظ على العادات.

وتتنوع الأغاني والأشعار بحسب الأحياء، لكن أغلبها غناء مديح، ويُستقبل بها الفرسان وكأنهم عائدون من الحرب منتصرين، وعلى وقع أغان حربية يتصاعد التوتر بين المتنافسين الذين يخوضون حربا سلمية تمثيلية.

وتُجرى عملية اختيار “من سيكون في الأمام وفي الوسط وفي الخلف”، كما أوضح حسن الشيخ لوكالة الصحافة الفرنسية “ففي رقصة السبيبة، خصوصا لدى للرجال، يجب أن يتوافر مقاس للأكتاف، وأن يكون الشخص صاحب عضلات”.

ويجذب المهرجان أيضا سياحا أجانب أتوا لاكتشاف الصحراء الجزائرية، مثل سيلكة، وهي سائحة ألمانية تبلغ 55 عاما، والتي قالت “كل شيء مميز ومختلف تماما عن المكان التي أتيت منه بألمانيا، من جمال الناس والراقصين والموسيقى والآلات الخاصة بهم”.

شارك هذه المقالة
ترك تقييم