كشف مشاركون في اجتماع الفصائل الفلسطينية المرتقب انعقاده في مدينة العلمين، شمال مصر، الأحد، عن وجود “توافق عام” بشأن العمل الوطني في المرحلة المقبلة، لكنهم أشاروا في الوقت نفسه إلى غياب الاتفاق على إنهاء الانقسام والانتخابات وتشكيل حكومة مشتركة وغيرها من القضايا الجوهرية.
وأضافوا لـ”الشرق”، أنه جرى تشكيل لجنة لصياغة بيان مشترك يؤكد أهمية العمل الوطني المشترك في مواجهة الاحتلال ومخططاته، وتعزيز المقاومة الشعبية، وتفعيل دور منظمة التحرير الفلسطينية لتشمل مختلف القوى، وتحريم الاعتقال السياسي.
ولفتت المصادر إلى الاتفاق أيضاً على “تشكيل لجنة لضمان الحريات، واعتبار الأمناء العامين لجنة عمل دائمة تنبثق عنها لجان متابعة”.
ويعقد قادة فصائل فلسطين، عند العاشرة والنصف من صباح الأحد (توقيت القاهرة) اجتماعاً في مدينة العلمين، برئاسة الرئيس محمود عباس، لبحث التحديات التي يواجها الشعب الفلسطيني من استيطان وضم واجتياحات إسرائيلية وسبل مواجهتها.
وقاطعت حركة “الجهاد الاسلامي،” ومعها فصيلان آخران، الاجتماع، احتجاجاً على اعتقال السلطة لعدد من نشطاء الحركة في منطقة جنين. لكن مصادر في الحركة قالت إنها تبارك الاتفاق الجاري صياغته.
ويفتتح عباس الاجتماع بكلمة، تتبعه مداخلات الأمناء العامين للفصائل المشاركة وعددها 11 فصيلاً.
اتجاهات متباينة
ورغم اتفاق جميع الفصائل في فلسطين على مخاطر الإجراءات الإسرائيلية، إلا أنها تختلف في اتجاهات المواجهة.
فمن جانبها، ترى حركة “فتح” التي يقودها الرئيس عباس، أن المقاومة الشعبية السلمية مترافقة مع عمل دبلوماسي دؤوب على الساحة الدولية، خاصة في مؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، مثل المحكمة الجنائية الدولية، ووحدة وطنية داخلية، هي الوسائل الأكثر نجاعة في مواجهة هذه السياسات والإجراءات الإسرائيلية.
وفي تصريحات لـ”الشرق”، قال مسؤولون بحركة “فتح”، إن وفد الحركة سيعرض على الفصائل، المشاركة في حكومة وفاق وطني وفق هذه الأسس، تكون مهمتها إنهاء الانقسام، وإعادة توحيد مؤسسات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة الواقع تحت إدارة حركة “حماس”، والعمل على إطلاق مقاومة شعبية سلمية في الضفة الغربية لا يستخدم فيها السلاح.
وأشار أحد المسؤولين إلى أن الرئيس عباس سيدعو جميع الفصائل للانضواء تحت إطار منظمة التحرير الفلسطينية وفق برنامجها القائم على حل الدولتين والاعتراف بالشرعية الدولية.
في المقابل، تعارض حركة “حماس” التي تتصدر قوى المعارضة، هذا الاتجاه وتطالب اعتماد مختلف أنواع المقاومة.
وترفض الحركة ومعها عدد من الفصائل مثل حركة “الجهاد الاسلامي” الاعتراف بالشرعية الدولية لأنها تنطوي على اعتراف بإسرائيل.
وتعارض أيضاً “حماس” المشاركة في حكومة وفاق وطني تلتزم بالاتفاقات الموقعة مع إسرائيل.
“البحث عن الوحدة“
ووصل الرئيس الفلسطيني إلى مدينة العلمين، السبت، في زيارة رسمية يلتقي خلالها نظيره المصري عبد الفتاح السيسي.
وقال السفير الفلسطيني لدى القاهرة دياب اللوح في بيان، إنَّ الزيارة هدفها “تجسيد التشاور والتعاون الدائم والمستمر مع الرئيس المصري تجاه العلاقات الثنائية بين البلدين، والقضايا المتعددة على المستويات العربية والإقليمية والدولية”.
وأضاف أن لقاء قمة سيجمع الرئيسين “في إطار التنسيق المشترك والدائم بين القيادتين، بما يعمل على مواجهة التحديات الماثلة أمام جهود نيل الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، وإنجاز حق تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة الوطنية الكاملة على جميع أراضي دولة فلسطين التي احتلت عام 1967، وعاصمتها القدس”.
وكشف أن الرئيس عباس “سيفتتح اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية المنعقد في مصر في الثلاثين من الشهر الجاري، لبحث التطورات الفلسطينية، وسبل استعادة الوحدة الوطنية، وإنهاء الانقسام، في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي الغاشم على أبناء شعبنا، في الضفة الغربية، بما فيها القدس، وقطاع غزة”.
المصدر: الشرق