أتاحت شركة “وورلد كوين”، عملتها الرقمية التي تحمل نفس الاسم عالمياً، بحيث يمكن لأي شخص في العالم الآن الحصول عليها، في مقابل الموافقة على منح الشركة بصمة أعينهم.
الشركة أطلقت خدماتها لأول مرة في 2020 بشكل تجريبي على مستوى عدد من الدول، مثل الهند والسودان، من خلال تعاونها مع عدد من المشغلين المحليين، إذ تعتمد فكرة العملة المشفرة “وورلد كوين” على منح المستخدمين عملات مجانية، من خلال موافقتهم على مسح بصمة عينهم عبر جهاز يُدعى “Orb”.
ويهدف ذلك للتأكد من هوية المستخدمين، وألا يحصلوا على عملات مجانية أكثر من مرة واحدة، إلى جانب ضمان أن الشخص الذي يتداول العملة على شبكتها المشفرة هو شخص حقيقي، ويتم تحويل بصمة عينه إلى رقم تسلسلي مشفر داخل شبكة “إيثيريوم”، والتي تعمل على أساسها العملة المشفرة.
كانت “وورلد كوين” تستهدف الوصول بمستخدمي عملتها الرقمية إلى مليار مستخدم بحلول العام الحالي، إلا أن الطريق لم يكن ممهداً، فقد تعرضت الشركة إلى التشكيك والانتقادات بشأن استغلالها الأوضاع الاقتصادية المتدنية في عدد من الدول التي بدأت بها، مثل الهند، فقد كانت الشركة تمنح كل مستخدم 25 عملة “وورلد كوين” مقابل مسح بصمة عينيه.
ويمكن تحويل قيمة عملة “وورلد كوين” إلى دولار داخل تطبيق الخدمة، وقد ارتفع سعر العملة بمعدل 20% مع إطلاق الخدمة عالمياً، ووصلت قيمة الواحدة منها إلى 2.58 دولار.
وصل عدد مستخدمي “وورلد كوين” الفعليين حتى الآن إلى أكثر من 2 مليون مستخدم في 30 دولة حول العالم، إذ أصبحوا يمتلكون ما يُعرف باسم هوية World ID.
تأكيد الهوية
وأشارت الشركة الناشئة على موقعها إلى أن الهوية الرقمية World ID تساعد في بناء مجتمع رقمي للمستقبل يوفر تجربة آمنة وموثوقة للمستخدمين.
مع التطور السريع للذكاء الاصطناعي، ترى “وورلد كوين” أن إنشاء هوية رقمية تؤكد بشرية المستخدم على الإنترنت سيكون أمر ضروري، كي يمكن لجميع المستخدمين التأكد من أن من يتواصلون معه في الفضاء الإلكتروني هم بشر وليسوا روبوتات برمجية.
وأكدت الشركة أنه من خلال تطبيقها World ID، سيتمكن المستخدم من تأكيد هويته عبر رقم هاتفه باستخدام كود مؤقت سيصل إليه في أول مرة فقط، أو من خلال مسح بصمة عينه عبر أحد الشركاء المحليين للشركة باستخدام جهاز المسح “The Orb”، وبعد ذلك يتم تسجيل هوية المستخدم في قاعدة بيانات لامركزية، في صورة كود متسلسل غير مرتبط به أي بيانات شخصية تكشف عن هوية المستخدم.
وأتاحت الشركة، في مارس الماضي، واجهتها البرمجية لهويتها World ID لمطوري تطبيقات الطرف الثالث، بحيث يمكن للمستخدمين إنشاء الحسابات وتسجيل الدخول على التطبيقات المختلفة باستخدام هويتهم الرقمية، والتي ستكون بديلاً عن الطريقة التقليدية لإنشاء الحسابات المعتمدة على عناوين البريد الإلكتروني أو أرقام الهواتف.
وبدأت ورلد كوين بالفعل في تطبيق استخدام هويتها لتسجيل الدخول على متن خدمة “ديسكورد”.
استخدام الهوية الرقمية لن يتوقف عند هذا الحد، فوضعت “وورلد كوين” العديد من أشكال الاستخدام المتوقعة لهوية World ID، مثل الاعتماد عليها في تأكيد هوية الناخبين خلال الانتخابات، كذلك محاربة الروبوتات البرمجية وانتشار الشائعات على متن الشبكات الاجتماعية، ومواجهة ظاهرة مراجعات المنتجات المزيفة على المتاجر الرقمية، بجانب تقديم الخدمات المالية وتسهيل المدفوعات والتحويلات، مع الحفاظ على هوية المستخدمين.
وعود ومخاوف
وتعد “وورلد كوين” بأنه لن يتم الاحتفاظ أبداً ببصمات أعين المستخدمين في قواعد للبيانات، فبمجرد تحويل بصمة عين المستخدم إلى كود برمجي مشفر، سيتم التخلص من البصمة للأبد.
وبحسب الموقع الرسمي للشركة، يقف وراء تلك العملة ثلاثة من رواد الأعمال المعروفين، هم سام ألتمان، المدير التنفيذي لمؤسسة OpenAI لأبحاث الذكاء الاصطناعي، وكل من أليكس بلانيا وماك نوفيندستيرن، وقد نجحت العملة في جمع استثمارات بقيمة 250 مليون دولار، وذلك جزء من قيمتها الحالية والتي تبلغ مليار دولار.
واجتذبت فكرة العملة المشفرة الفريدة أسماء كبرى في مجال الاستثمار مثل رائد الأعمال أندريسن هورويتز وريد هوفمان، المدير التنفيذي لشركة لينكد إن، وشركات Coinbase Ventures وCoinFund للدعم المالي.
ويسعى فريق “وورلد كوين” لمنح 80% من إجمالي العملات إلى المستخدمين، بينما سيحتفظ الفريق بـ10% وسيمنح الـ10% المتبقية إلى المستثمرين.
وتضع الشركة حداً أقصى لعدد العملات التي سيتم إصدارها خلال الـ15 عاماً القادمة، وهو 10 مليارات عملة “وورلد كوين”، ويبلغ عدد العملات المتداولة حاليا 143 مليون عملة.
وبحسب ما نشرته وورلد كوين، فإنها تستخدم حاليا 1500 جهاز “Orb” في 35 مدينة حول العالم، من بينهم دبي.
وبحسب موقعها، اتخذت “وورلد كوين” إجراءات احترازية ووضعت سياسات لتقديم مستوى من الحماية لخصوصية بيانات المستخدمين، فالمستخدم بإمكانه اختيار حذف صور وجهه وعينه بمجرد إتمام عملية التسجيل، ولكن هناك إمكانية أيضاً لاختيار أن يتم الاحتفاظ بصور المستخدم، لضمان عدم حاجته لمسح بصمة عينه مستقبلاً من جديد، وفي هذه الحالة يتم حفظ الصور مشفرة بالكامل.
وفي الحالتين، تؤكد “وورلد كوين” أن صور أعين المستخدمين لا يتم ربطها بأرقام هويتهم الرقمية World ID أو معاملاتهم، أو كذلك محافظ عملات ورلد كوين.
ولكن على الجانب الآخر، واجهت وورلد كوين انتقادات عدة، إذ يرى جوي ناكاموتو، محرر بموقع كوين تليجراف، أن فكرة حصول أي جهة أو شركة على بصمة عينه يعد أمر غير مريح بالمرة.
كما انتقد جاك دورسي، مؤسس شركة Block المتخصصة في خدمات العملات المشفرة وأحد مؤسسي (تويتر)، ادعاء “وورلد كوين” بأنها تحاول تحقيق معيار العدالة على مستوى العالم.