“لا أستطيع أن أصدق أن مشرفة مات ، فهو على قيد الحياة من خلال أبحاثه. نحن في حاجة إلى مواهبه، إنها خسارة كبيرة، وكان عبقريًا. اعتدت متابعة بحثه في الطاقة الذرية، فهو بالتأكيد أحد أفضل العلماء في الفيزياء، “هكذا قال آينشتاين ذات مرة في تأبينه لمصطفى مشرفة.
ساهم مشرفة على نطاق واسع في تطوير نظرية الكم ونظرية النسبية، وهي مجالات رئيسية في الفيزياء النظرية، وخلال عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، نشر 25 بحثًا في مجلات علمية مختلفة حول نظرية الكم، ونظرية النسبية، والعلاقة بين الإشعاع والمادة.
ونظرًا لكونه واحدًا من أعظم العلماء المصريين في التاريخ، فقد تركت إنجازاته مدى الحياة وإسهاماته في مجاله إرثًا لا يزال حياً حتى يومنا هذا.
وُلِد مُشرفة عام 1898 في دمياط، وحصل على شهادته الابتدائية عام 1910، وحصل على أعلى درجة على مستوى الدولة، وحصل على شهادة البكالوريا في سن 16 عام 1914، ليصبح أصغر طالب يحصل على هذه الشهادة حتى الآن.
نظرًا لتفوقه في الرياضيات، أرسلته وزارة التربية والتعليم المصرية إلى إنجلترا، حيث حصل على درجة البكالوريوس من جامعة نوتنغهام، قبل حصوله على درجة الدكتوراه من كينغز كوليدج لندن.
في عام 1924، أصبح مشرفة أول مصري، والحادي عشر فقط على مستوى العالم يحصل على درجة الدكتوراه في العلوم.
عند عودته إلى مصر عام 1925، تم تعيينه أستاذًا مشاركًا للرياضيات في كلية العلوم بجامعة القاهرة.
بعد ذلك بعام، في سن 28، أصبح أول أستاذ مصري للرياضيات التطبيقية بالكلية، على الرغم من حكم جامعة القاهرة الذي ينص على ألا يقل عمر الأستاذ الكامل عن 30 عامًا، في عام 1936، أصبح عميدًا لكلية العلوم، وبقي في منصبه حتى وفاته.
طوال حياته المهنية، نشر مشرفة أيضًا حوالي اثني عشر كتابًا علميًا حول النسبية والرياضيات، والتي تُرجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والبولندية، كما ترجم 10 كتب في علم الفلك والرياضيات إلى اللغة العربية.
في عام 1950، رحل عنا مشرفة، وفاة صادمة للمجتمع العلمي في مصر وخارجها، وبعد ستة عقود، تم توثيق إرثه في مسلسل تلفزيوني أخرجته إنعام محمد علي، بعنوان راجل لحظه الزمان (رجل عصره- 2011).
سيبقى دائمًا في الأذهان كشخصية رائدة في الفيزياء النظرية أثرت في مجموعة واسعة من العلماء، بما في ذلك سميرة موسى، أول عالمة نووية مصرية.
