قال الرئيس السوري بشار الأسد، الأحد، إنه بحث مسألة “سرقة” حصة مياه سوريا والعراق من نهر الفرات خلال لقائه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، فيما شدد الأخير على ضرورة ضمان حصص مائية عادلة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك على هامش استقبال رئيس الوزراء العراقي في العاصمة السورية دمشق.
وينبع نهر الفرات، أطول أنهار غرب آسيا، من جبال طوروس في تركيا ويتدفق منها إلى سوريا، من مدينة جرابلس في ريف حلب الشمالي مروراً بمحافظة الرقة شمالاً، ومنها إلى دير الزور شرقاً، وصولاً إلى العراق.
تحديات كبرى
واعتبر الأسد، في مؤتمر صحافي مشترك، أن زيارة السوداني إلى سوريا تأتي في ظل “تحديات كبرى على المستوى العالمي في المجالات الأمنية والاقتصادية والسياسية”.
وأشار الرئيس السوري إلى تحديات مباشرة “في مقدمتها تحدي الإرهاب والتعاون في مجال مكافحة المخدرات”، متهماً “الغرب بإمداد الإرهاب”.
ورأى الرئيس السوري أن زيارة السوداني “ستشكل نقلة نوعية في العلاقة مع سوريا”، واصفاً العلاقة مع العراق بـ”المتينة والتاريخية”.
وأضاف الأسد أن “العراق كان صوت سوريا حكومة وشعباً بالمحافل المختلفة، كما رفض كل التبريرات التي وقفت ضد دمشق”، مشيراً إلى “وقفة العراق مع سوريا في محنة الزلزال وتقديمه العديد من المساعدات”.
وتابع: “نحيي الجيش العراقي والحشد الشعبي لمحاربتهما الإرهاب”، لافتاً إلى أنه تحدث مع السوداني عن “الوضع العربي وتحديات المنطقة”، واصفاً الوضع العربي في المرحلة الحالية بـ”الإيجابي”.
دعم وحدة سوريا
من جهته، قال السوداني، إن “الأمن والاستقرار يدفعان لمزيد من التعاون مع سوريا”، معرباً عن دعمه لـ”وحدة سوريا وبسط سيادتها على أراضيها”، كما أعلن الاتفاق على “آليات للتعقب والمتابعة في ما يتعلق بمكافحة المخدرات”.
وأعرب السوداني، عن دعم بلاده لـ”الإجراءات الرامية لرفع العقوبات عن سوريا”، مشدداً على ضرورة “ضمان الحصص المائية من دول المنبع لسوريا والعراق”.
واعتبر السوداني أن العراق وسوريا “بلدان مترابطان وبينهما روابط مشتركة”، مشدداً على “ضرورة التنسيق لمواجهة التحديات التي تواجه بغداد ودمشق”.
ولفت إلى أن “الأمن والاستقرار بين البلدين عاملان يدفعان نحو مزيد من الترابط لمواجهة التحديات التي تواجه بلدينا”، مؤكداً “دعم العراق لسوريا”، وأن “مفتاح أمن المنطقة والاستقرار هو وضع اقتصادي جيد”، مشدداً على أن “أبواب العراق مفتوحة للاستثمار”.
وبيّن أن “هناك تحديات مشتركة مع سوريا”، مشيراً إلى أن “الإرهاب انحسر في العراق وهزم، أذ وقفت القوات المسلحة بضراوة ضد الإرهابيين”.
وأضاف أن “العراق عمل جاهداً على عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية”، معرباً عن “اعتزاز الشعب العراقي بصمود الشعب السوري في مواجهة أعتى هجمة إرهابية تعرض لها”.
ونقلت وكالة الأنباء السورية “سانا” عن السوداني قوله إن “الشعب العراقي يعتز بصمود الشعب السوري في مواجهة أعتى هجمة إرهابية تعرض لها”.
وقالت الوكالة إن الجانبين بحثا “العلاقات الثنائية بين البلدين، وتعزيز تعاونهما في مختلف المجالات بما في ذلك التبادل التجاري والنقل والصناعة، والتنسيق الدائم في مختلف القضايا السياسية”.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء العراقي، في بيان، إن السوداني والأسد ناقشا “سبل تعزيز التعاون والشراكة بين البلدين وتطويرها، كما تضمنت البحث في آفاق توسعة التبادل في مجالات الاقتصاد والنقل والتجارة والسياحة، والمياه ومواجهة آثار التغير المناخي”.
وأشار المكتب إلى تطرق الجانبين لموضوع “التنسيق الأمني المشترك في مجال محاربة الارهاب وتدعيم أمن البلدين واستقرار شعبيهما”.
وكان فرهاد علاء الدين مستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون الخارجية قال إن “السوداني يعتزم تناول مكافحة تدفق المخدرات، وخاصة أمفيتامين الكبتاجون، ومنع تسلل متشددي (داعش) عبر حدودهما المشتركة التي يبلغ طولها 600 كيلومتر تقريباً”.
وبدأ رئيس الوزراء العراقي، الأحد، زيارة رسمية لسوريا هي الأولى لرئيس وزراء عراقي منذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011.
تأتي زيارة السوداني في وقت تعيد دول عربية أخرى بناء العلاقات مع دمشق بعد سنوات من التوتر.