رايت رايتس

فرنسا تفرض حظر تجول جزئي مع تصاعد المواجهات وأعمال العنف

الديسك المركزي
كتبه الديسك المركزي تعليق 8 دقيقة قراءة
8 دقيقة قراءة
أعمال العنف في فرنسا

فرضت السلطات الفرنسية، الخميس، حظراً جزئياً للتجول في مدينة كلامار، بالقرب من العاصمة باريس، على خلفية الاضطرابات التي تشهدها أنحاء متفرقة من البلاد عقب مصرع فتى من عائلة جزائرية برصاص الشرطة في إحدى ضواحي باريس، وُجهت تهمة القتل العمد، إلى الشرطي الفرنسي المتورط في الحادث، وأعلنت النيابة العامة وضعه قيد التوقيف الاحتياطي، مع تصاعد الاضطرابات في أنحاء متفرقة من البلاد.

- مساحة اعلانية-

وقالت السلطة المحلية لمنطقة بلدة كلامار، إلى الجنوب مباشرة من باريس في منطقة “إيل دو فرانس”، إنها ستفرض حظراً للتجول من الساعة 21:00 (7 مساءً بتوقيت جرينتش)، حتى الساعة 06:00 (4 صباحاً بتوقيت جرينتش)، من مساء الخميس حتى 3 يوليو المقبل.

وأوضحت في بيان عبر تويتر، أن حظر التجول “يهدف إلى استعادة النظام بعد الاضطرابات”.

- مساحة اعلانية-

وقالت النيابة العامة الفرنسية، في بيان، إن “الشرطي المشار إليه يواجه تهمة القتل العمد، ووضع قيد التوقيف الاحتياطي”.

واستمرت المواجهات في أنحاء متفرقة من البلاد، لليوم الثالث على التوالي، فيما أحرق المحتجون مقار بلديات، ومدارس، ومراكز شرطة، في جميع أنحاء فرنسا.

وواجهت الشرطة الفرنسية، “ليلة صعبة للغاية” في مواجهة أعمال العنف، إذ كان المحتجون “يتنقلون بسرعة وسهولة” ضمن مجموعات صغيرة لارتكاب أعمال عنف.

- مساحة اعلانية-

 ولقي الفتى نائل (17 عاماً) مصرعه في ضاحية نانتير في باريس، الثلاثاء، بعد إطلاق النار عليه من مسافة قريبة، خلال عملية تدقيق مروري. وبررت الشرطة ما حصل بالقول إن الشاب كان يقود بسرعة كبيرة “في ممر الحافلات” ورفض التوقف عند الإشارة الحمراء.

ليلة صعبة

وقال جريجوري جورون، الأمين العام لنقابة وحدة الشرطة SGP، الخميس، “كانت ليلة صعبة للغاية وعنيفة مع مجموعات متنقلة في كل مكان تقريباً”.

وأضاف الشرطي الذي ينتمي إلى وحدة مكافحة الشغب، وكان على الأرض أثناء أعمال الشغب التي وقعت في عام 2005 بعد وفاة مراهقين صعقاً في محوّل كهربائي أثناء محاولتهما الهروب من الشرطة في ضواحي باريس، أن ما يجري “في مستوى العنف نفسه”.

وأضاف “كان عددهم كبيراً جداً ويتنقلون بسرعة. لم يكن لدينا عدد كاف من العناصر. في هذه الحالات لا يمكن السيطرة على شيء فأنت تتلقى الضربات. ليس هناك أي استراتيجية سوى العودة إلى منزلك سالماً وحماية من تستطيع والانتظار حتى تهدأ الامور”.

وأشار مصدر في الشرطة الفرنسية، إلى أن الشرطة البلدية في “لو بورجيه” بشمال باريس اضطرت لإطلاق النار في الهواء لإبعاد مثيري الشغب، في خطوة نادرة.

وبحسب مصدر آخر في الشرطة، اعتقل 6 أفراد كانوا يبيعون الألعاب النارية الحارقة على الطريق العام الأربعاء في جينفيلييه، ما يدل على مستوى درجة تنظيم بعض مثيري الشغب.

وفي وقت سابق، الخميس، أطلقت الشرطة الفرنسية، الغاز المسيل للدموع على متظاهرين كانوا يشاركون في مسيرة بضواحي باريس تكريماً لذكرى نائل.

وبدأت المسيرة قرابة الساعة الثانية بعد ظهر الخميس (12:00 بتوقيت جرينتش) في نانتير حيث توفي نائل، الثلاثاء الماضي.

وافتتحت والدة الشاب، مرتدية قميصاً كُتب عليه “العدالة لنائل”، التظاهرة من على حافلة صغيرة، وخلفها آلاف من المشاركين حملوا لافتات تحمل الشعار نفسه ولافتات أخرى كُتب عليها “لن نقبل بتكرار ذلك أبداً”.

لكن اندلعت أعمال شغب في نهاية المسيرة، أمام مقر محافظة أو دو سين، وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع.

تواطؤ محتمل

المدعي العام في نانتير، باسكال براش، قال، الخميس، إن “النيابة تعتبر أن الشروط القانونية لاستخدام السلاح لم تتحقق”. وطلب احتجاز الشرطي الدرّاج البالغ من العمر 38 عاماً، وهو خيار نادر في هذا النوع من القضايا.

وفي حين أكدت مصادر في الشرطة بادئ الأمر أن الشاب قاد سيارته باتجاه شرطيين على دراجتين ناريتين لمحاولة دهسهما، انتشر مقطع مصور على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهر رجلَي شرطة يحاولان إيقاف السيارة، قبل أن يطلق أحدهما النار عبر نافذتها على السائق عندما حاول الانطلاق بها.

وقال محامي الأسرة، ياسين بزرو، في بيان “نأسف لأن يخفي المدعي العام التواطؤ المحتمل في القتل العمد من قبل الشرطي الثاني، والتزوير المحتمل في الكتابات العامة نتيجة التصريحات الكاذبة الأولية لمطلق النار، الذي أكد رسمياً أن الشاب نائل حاول دهسه بالسيارة”.

أعمال عنف متصاعدة

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ندّد بـ”أعمال عنف غير مبررة” طالت “المؤسسات والجمهورية” في اجتماع خلية أزمة وزارية دعاها إلى الانعقاد في وزارة الداخلية.

ودعت رئيسة الوزراء، إليزابيت بورن، خلال جولة لها قرب باريس، إلى تجنّب “أي تصعيد”، معتبرة أن “القضاء يؤدي وظيفته”.

وكان ماكرون اعتبر، الأربعاء أن مصرع الشاب “لا يمكن تفسيره.. وغير مبرر”، ما عرضه لانتقادات اليمين المتطرف، ونقابات الشرطة مع التشديد على ضرورة احترام قرينة البراءة.

وتمنّى ماكرون، الخميس، أن تكون “الساعات المقبلة ساعات تأمل واحترام”.

وليل الاربعاء، أُضرمت النيران في أكثر من 10 سيارات وعدد من حاويات المهملات، ووضعت حواجز على الطرقات، وحتى منتصف الليل ردت قوات الامن على الحجارة التي تُلقى باتجاهها، بالغاز المسيل للدموع.

وفي كلامار، أُضرمت النيران في عربة “ترامواي”، وفي إيسون جنوب باريس أشعل مجموعة من الأشخاص النار في حافلة بعد إنزال الركاب منها، حسبما أفادت مصادر في الشرطة.

وفي “سين سان دوني” شمال شرق العاصمة، قام مجموعة من المحتجين بعمليات تخريب كثيرة لأبنية.

وليل الأربعاء الخميس، أًوقف 180 شخصاً وأُصيب 170 شرطياً ودركياً، وفق وزارة الداخلية الفرنسية.

وقال وزير العدل، إريك دوبون موريتي، “على كل ذلك أن يتوقف”.

وشمل التوتر أيضاً مدناً كبرى أخرى مثل ليون في جنوب شرق البلاد وتولوز في جنوبها الغربي.

والخميس، تعطّلت حركة الترام والحافلات في شمال شرق باريس بسبب الأضرار التي لحقت بالشوارع.

وأعلنت الحكومة الفرنسية نشر 40 ألف شرطي ودركي، الخميس، في أرجاء فرنسا من بينهم 5 آلاف في باريس وضواحيها القريبة، لمواجهة أعمال شغب محتملة.

وأوضح وزير الداخلية جيرالد دارمانان، أن عديد قوات الأمن سيكون “أكثر 4 مرات” مما كان عليه في الليلتين الماضيتين.

وكانت فرنسا مرات عدة مسرحاً لأعمال شغب في المدن إثر مصرع شبان ينحدرون بغالبيتهم من أصول مغاربية ومن دول إفريقية أخرى إثر عمليات تدخل للشرطة. وفي 2005، أثارت وفاة شابين كانت تطاردهما القوى الأمنية، أعمال شغب استمرت 3 أسابيع.

وأحيا مصرع نائل، الجدل حول سلوك قوات الأمن في فرنسا حيث لقي 13 شخصاً مصرعهم، وهو عدد قياسي في 2022، بعد رفضهم الامتثال لعمليات تدقيق مرورية.

والأربعاء، وُجهت تهمة القتل العمد في غرب فرنسا، لشرطي أردى بالرصاص شاباً غينياً يبلغ من العمر 19 عاماً، يوم 14 يونيو خلال عملية تفتيش مروري.

وقال مراسل وكالة “فرانس برس”، إن جثة الشاب، الحسين قمارة، أُعيدت إلى أسرته، مساء الأربعاء، في كوناكري.

وبحسب المعلومات الأولية في التحقيق، أراد الشاب الرجوع بسيارته ثم التقدم أثناء محاولة سيارتَي شرطة منعه من التقدم من أجل إخضاعه لتفتيش، ما تسبب بإصابة ساقَي شرطي أطلق عليه رصاصة قاتلة في ما بعد، في بلدة “سان يريي سور شارنت” في ضواحي أنجوليم.

المصدر: الشرق

شارك هذه المقالة
ترك تقييم