اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، أنه “من الصعب القول إن تمرد فاغنر أضعف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”، لكنه شدد على أنه “من الواضح أنه يخسر الحرب في وطنه”.
وأضاف بايدن “بوتين أصبح منبوذاً في جميع أنحاء العالم، لكن من الصعب القول إن الأحداث الأخيرة، التي تورط فيها زعيم مليشيا مجموعة فاغنر، قد أضعفته”.
وتأتي هذه التصريحات بعد أيام من انتهاء تمرد مسلح نفذته مجموعة “فاغنر” العسكرية الخاصة بقيادة يفغيني بريغوزين استمر 24 ساعة في روسيا نهاية الأسبوع الماضي، حيث سيطرت لفترة وجيزة على قيادة عسكرية تُدير الغزو الروسي لأوكرانيا، ثم انطلق قوات المجموعة إلى موسكو قبل التوصل إلى اتفاق.
وفي وقت سابق، الثلاثاء، قالت وزارة الدفاع الروسية إن “فاغنر” تستعد لتسليم عتادها للوزارة، فيما أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي إغلاق القضية المتعلقة بالتمرد.
وكان بايدن أكد في كلمة له من واشنطن في 26 يونيو الجاري، أن الولايات المتحدة كانت واضحة بأنها لم تتدخل فيما جرى داخل روسيا، مشدداً على أنه “لا علاقة للغرب بتمرد مجموعة فاغنر”.
ولفت إلى أن الوضع في روسيا هو “جزء من صراع داخل المنظومة الداخلية”، مبيناً أنه اتفق مع الحلفاء على عدم إعطاء الرئيس الروسي بوتين “أي عذر” لإلقاء اللوم على حلف شمال الأطلسي “الناتو” فيما يحدث داخل روسيا.
وشدد على أن الدعم الأميركي لأوكرانيا سيستمر بغض النظر عما يحدث في روسيا.
وقبل أيام، وصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الاضطرابات في روسيا بأنها شأن داخلي، لكنه اعتبر أن أزمة “تمرد فاغنر” كشفت عن “تصدعات حقيقية” في سلطة الرئيس بوتين.
وأشار في مقابلة مع قناة CBS، إلى أنه لا يعتقد أننا رأينا نهاية مشهد الاضطرابات في روسيا بالاتفاق بين الكرملين وقائد فاغنر على الانسحاب، ولفت إلى أن الرئيس جو بايدن لم يحاول التواصل مع الرئيس الروسي.
وقال إنه من المبكر الحديث عما يحمله المستقبل لمقاتلي “فاغنر”، مشدداً على أن الوحدة الغربية وراء أوكرانيا لا تزال قوية، وأن استراتيجية كييف في الحرب قد تستغرق أسابيع أو أشهراً لإظهار نتائج.
وتابع إنه لم يحدث أي تغيير في التموضع النووي لروسيا.
تأجيل العقوبات
وتعتزم الولايات المتحدة تأجيل فرض عقوبات جديدة على مجموعة “فاغنر” العسكرية الروسية الخاصة، وذلك خشية أن يؤدي الأمر إلى مساعدة بوتين عن غير قصد، قبل تراجع المجموعة عن تحركها بعد اتفاق مع رئيس بيلاروس.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، في تقرير نشرته، السبت، عن مصادر وصفتها بأنها مطلعة على القرار الأميركي ولم تكشف عن هويتها، قولها: “واشنطن لا تريد أن تبدو وكأنها تنحاز إلى أي جانب”.
وأشارت المصادر إلى أن الخارجية الأميركية كانت تخطط للإعلان هذا الأسبوع عن عقوبات جديدة نتيجة لأعمال “فاغنر” المتعلقة بالتنقيب والحصول على الذهب من إفريقيا، ومنها عملية تعدين نفذتها المجموعة في إفريقيا الوسطى.
ووفقاً للصحيفة تشارك “فاغنر” التي يقودها طباخ بوتين السابق، يفغيني بريغوزين، في عمليات عسكرية في ليبيا ومالي والسودان، حيث تقدم المساعدة العسكرية مقابل الوصول إلى الموارد الطبيعية في هذه البلدان.
وكانت واشنطن فرضت بالفعل عقوبات على المجموعة لدورها المزعوم في حملات التضليل، بما في ذلك خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016، بالإضافة إلى مشاركتها في الغزو الروسي لأوكرانيا.
المصدر: الشرق