رايت رايتس

أغرب الصيحات الجديدة… بوتوكس القدم

الديسك المركزي
كتبه الديسك المركزي تعليق 6 دقيقة قراءة
6 دقيقة قراءة
بوتوكس القدم

خلال حفلة عرس في أكتوبر (تشرين الأول)، بدت كريستينا، 37 سنة، أطول من كل الضيوف المجتمعين، بفضل كعب حذائها البالغ 4 إنشات ونصف (12 سنتيمتراً). كانت أغاني فرقة آبا (ABBA) وأغنية “كم أون آيلين” (“Come on Eileen”) تصدح من مكبرات الصوت. بعد فترة، همدت الحفلة.

- مساحة اعلانية-

وتعود بالذاكرة فتقول “خلع جميع أفراد عائلتي أحذيتهم تحت الطاولات واضطروا إلى الجلوس 20 دقيقة متتالية كل مرة”. أما كريستينا، فاستمرت بالرقص، وظلت واقفة على قدميها لمدة ثماني ساعات كاملة. والسبب هو أن كريستينا خضعت لإجراء [علاج آثار] الكعب العالي، أي بكلمات أخرى: حقنت ببوتكس القدم.                                                 

ما عاد يخفى على أحد الآن استخدام الحقن التجميلية من أجل جعل الوجه يبدو ممتلئاً وجميلاً، إنما ماذا عن القدمين؟

- مساحة اعلانية-

في هذا الإجراء- الذي تزداد شعبيته- يحقن مزيج من البوتوكس والحشوة الجلدية في قوس القدم مما يشل العضلات في عقب الرجل.

تحقن الحشوة كذلك في مشط القدم فتضيف فعلياً طبقة أشبه بوسادة جلدية لتخفيف الألم. 

لكن الفارق بين حقن البوتوكس في القدم وحقنه لإزالة خطوط التجاعيد حول العينين مثلاً، هو أن أهدافه ليست تجميلية.

- مساحة اعلانية-

لا أحد يهتم (حتى الآن) بتجاعيد أصابع أقدامكم، بل يرتبط “بوتوكس القدم” بالشعور في قدميكم.

ويقول الدكتور ستيفن هامبل، استشاري الطب التجميلي في عيادة هيدوكس في هارلي ستريت “هذا العلاج مخصص لأي شخص ينتعل الكعب العالي بانتظام ويشعر بألم كبير في قدميه أثناء ارتداء هذه الأحذية”.

تصل كلفة العلاج في هذه العيادة إلى 590 جنيهاً استرلينياً، ويتابع بقوله “إنه آمن للغاية لكن لا بد من أن تصاحب أي علاج أخطار ضئيلة مثل الالتهاب أو الحساسية أو ظهور كدمات. إحدى النقاط السلبية هي أن القدم منطقة حساسة، لذلك فالحقنة مؤلمة بعض الشيء. والنقطة الثانية هي أن العلاج يزول بمرور الوقت لذلك عليك تكرار الإجراء”.

يزدهر الطلب على هذا العلاج كذلك، إذ تكثر أعداد منتعلات الكعب العالي اللواتي يتخلين عن النعال الداخلية التي تصنعها شركة شول من المواد الهلامية، ويبحثن عن حل دائم أكثر.

بالنسبة إلى كريستينا، أصبح انتعال الكعب العالي أكثر إيلاماً بعدما أنجبت أطفالها، وتقول “عادة، أخلع حذائي قبل أن أصل إلى المنزل حتى. بعد قضاء ليلة في الخارج، كنت أقف في مياه باردة لكي أريح قدمي بسبب شدة الألم”.

اشترت كريستينا حذاء الكعب العالي كي تنتعله في حفلة العرس، لكنها قلقت من تبعات ذلك، وتروي أنها فكرت في [جوانب] هذه المسألة قائلة “كيف سيمكنني أن أتعامل مع الموضوع؟ ثم وجدت مقالات قديمة عن تخفيف آلام القدمين وبعدها طالعني خبر بوتوكس القدم وتحريت عن الأمر”.

تعتبر كريستينا أن انتعال الكعب العالي يعزز ثقتها بنفسها، “لأنني ممتلئة القوام وأرتدي قياس 12، أحب انتعال الكعب العالي لأنني أبدو أنحف ويبدو أن رجلي أطول”.

ظهرت شعبية بوتوكس القدم حين بدأ المشاهير بالتخلي عن الأحذية المنزلية التي لازمت فترة العمل في المنزل واستبدالها بالكعب العالي بعد زوال الجائحة، وقد خففت حقن القدمين آلام الوقوف لالتقاط الصور على السجادة الحمراء.

كما لاحظ أطباء الجلدية وغيرهم من العاملين في مجال التجميل منذ ذلك الوقت، ارتفاعاً في عدد المرضى الراغبين في الحصول على الحقن كي يصبح من الأسهل عليهم التعامل مع آلام العقب، وفقاً لتقرير من موقع “فاشونيستا”.

وأثارت هذه الصيحة انتباه هامبل الذي قرر أن يقدم هذا العلاج لمرضاه في عيادته. 

بدأ الانعطاف نحو استخدام البوتوكس في القدمين فعلياً لأسباب طبية وليس تجميلية، وتقول الدكتورة تمارا غريفيث، من الجمعية البريطانية لأطباء الجلدية “بدأ بوتوكس القدم (كطريقة لعلاج) لفرط التعرق.

استخدم بداية تحت الإبط، حيث يمكن أن يكون فاعلاً جداً. ثم توسع استخدامه لتعرق اليدين والقدمين، وحتى مناطق أخرى مثل الوجه وفروة الرأس والأعضاء التناسلية”.

وتخبرني غريفيث، أنه عادة ما كان الأطباء المتخصصون في علاج الأقدام والرعاية الصحية يستخدمون بوتوكس في القدمين لعلاج مجموعة من المشكلات بدءاً بتشنج العضلات ووصولاً إلى إصابات الأوتار.

لكن حقن بوتوكس في القدم لتسهيل ارتداء الكعب العالي أمر جديد.

ويقول الدكتور هامبل “تكثر المقالات الطبية حول حقن البوتوكس في القدمين لعلاج حالات أخرى، ولعلاج فرط التعرق، لذلك نعلم أن حقن البوتوكس والحشو في القدمين آمن. لكننا لم نصل بعد إلى مرحلة كتابة مقالات طبية حول استخدام بوتوكس لانتعال الكعب العالي. نعلم أنه آمن لكن ما نقوم به هو أمر متخصص جداً. وجديد”.

لكن استخدام بوتوكس لدواعٍ غير طبية فحسب ليس أمراً جديداً.

في عام 1978، بدأ طبيب العيون آلان ب. سكوت، بتجربة استخدام سم البوتولينوم لعلاج المرضى الذين يعانون الحَوَل.

بعد مرور 10 سنوات أو أكثر قليلاً، لاحظت طبيبة العيون الكندية جين كارذرز، أثناء استخدامها البوتولينوم لعلاج رفة عين أحد المرضى، فائدة إضافية تجميلية للمادة: فقد اختفت التجاعيد الدقيقة حول عيني مريضها كذلك.

أخبرت كارذرز زوجها، طبيب الجلدية ألستير كارذرز، باكتشافها، وبدأ الزوجان يجربان العلاج الذي يخفف التجاعيد، ثم نشرا أول دراسة لهما عام 1992.

حصل بوتوكس لاحقاً على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية لاستخدامه في التجميل عام 2002، وفرح مشاهير العالم، وأثرياؤه وخلال الفترة الأخيرة الشباب في العشرينيات من العمر الذين يزداد قلقهم في شأن شكل جسمهم.

هذا يعني أن الأطباء لطالما استعملوا بوتوكس كمادة للعبث بعض الشيء، وحاولوا أن يكتشفوا إن كان حقنه في مناطق متفرقة قد يسعد مرضاهم.

أما كريستينا، فلن تعود إلى سابق عهدها أبداً، فهي تقضي ليالي في الرقص فيما ترتدي حذاء بكعب عال منذ تلقيها حقنتها الأولى في أكتوبر.

وتقول لي “سوف أعيد الكرة لأن ما حصل مذهل. يمكنني الخروج مع صديقاتي ليلة السبت وانتعال الكعب العالي من دون أن أقلق ولسان حالي يا إلهي، ماذا ينتظرني بعد انتعال هذا الحذاء!”.

شارك هذه المقالة
ترك تقييم