أكد حلف شمال الأطلسي “الناتو”، اقتناعه بأن روسيا ستقوم بإعادة بناء قواتها مجدداً، مستبعداً أي حديث عن “خسارة روسية” في الحرب الأوكرانية، رغم تعرضها لضربة “قوية” بسبب هذا الغزو، مشيراً إلى أن قواتها الجوية والبحرية لا تزال قوية للغاية.
وقال رئيس اللجنة العسكرية في “الناتو” الجنرال روب باور في تصريحات أوردتها وكالة “أسوشيتد برس”: “لا يجب الاستهانة أبداً بروسيا، أو بقدرتهم على العودة”، مضيفاً أن “القوات الروسية تعاني من آثار الضربات، ولكنها بلا شك لم تهزم في الحرب الأوكرانية”.
وأشار روب باور إلى أن الناتو يجري حالياً أكبر تعديل على خططه العسكرية منذ الحرب الباردة، وذلك لمواجهة أي محاولة من موسكو لتوسيع دائرة النزاع.
ولا يعلن الناتو كمنظمة تزويد أوكرانيا بالأسلحة أو الذخيرة، إذ يسعى لتجنب الانخراط في صراع واسع النطاق مع روسيا المسلحة نووياً، ولكن الدول الأعضاء تعلن منفردة تزويد كييف بالسلاح.
ويعزز الحلف وجوده في الدول الأعضاء المجاورة لروسيا وأوكرانيا وبيلاروس بشكل كبير،إذ يضع حوالي 40 ألف جندي في حالة استعداد في إستونيا في الشمال، وصولاً إلى رومانيا على البحر الأسود.
وتحلق حوالي 100 طائرة يومياً في هذه المنطقة، وتعمل مجموعة من 27 سفينة حربية في بحر البلطيق والبحر الأبيض المتوسط، ومن المتوقع أن تزداد هذه الأعداد.
ووفقاً للخطط الجديدة، يهدف حلف الناتو إلى أن يكون لديه ما يصل إلى 300 ألف جندي جاهزين للتحرك نحو الجبهة الشرقية في غضون 30 يوماً. وتنقسم الخطط على الأرض إلى ثلاث مناطق، منطقة شمالية عالية ومنطقة أطلسية، ومنطقة شمال الألب، ومنطقة أخرى في جنوب أوروبا.
القوات البحرية والجوية لروسيا
وقال الجنرال باور: ” التخطيط الجديد للناتو يأخذ بالاعتبار قوة الجيش الروسي قبل بداية الحرب في أوكرانيا، مضيفاً أن “الحرب أضرت بالقوات البرية للجيش الروسي، ولكن ليس البحرية أو القوات الجوية”.
ووفقاً لتصريح باور، يشارك حوالي “94% من القوات البرية الروسية” في الحرب في أوكرانيا في الوقت الحالي.
وأشار إلى أن الروس يتعاملون بحذر تجاه حلف الناتو، ولا يسعون للدخول في صراع معه، ورأى ذلك كدليل على انشغالهم الشديد في الحرب في أوكرانيا.
وأضاف: “في المجال البري، لا أعتقد أنهم يمتلكون قوات كافية للقيام بأي عمل تجاه أي طرف آخر”.
وأكد باور أن الحلف مقتنع بأن الروس “سيعيدون تجميع قواتهم”، مضيفاً: “سنواصل اعتبارهم تهديداً جدياً، وبشكل خاص في المجال البحري والجوي، وفي الفضاء، فهم لا يزالون يملكون القدرة الكاملة، ناهيك بالطبع عن قدرتهم النووية”.
خطر فاغنر
أثار تمرد قوات “فاغنر” في روسيا نهاية يونيو الماضي، مخاوف أمنية كبيرة في إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا، بعد التوصل إلى اتفاق يسمح لزعيمهم يفغيني بريغوزين باللجوء إلى بيلاروس.
وأكد الرئيس الليتواني جيتاناس ناوسيدا أن الدول المجاورة ستواجه خطراً متصاعداً إذا نشرت مجموعة فاغنر “قتلة متسلسلين” على الحدود المجاورة، وتقع العاصمة الليتوانية فيلنيوس على بُعد حوالي 35 كيلومتراً (22 ميلاً) من الحدود البيلاروسية.
وتسعى ليتوانيا إلى وجود دائم لحلف شمال الأطلسي على أراضيها، فيما أعربت ألمانيا الأسبوع الماضي عن استعدادها لنشر قواتها هناك إذا تم الطلب.
ومع ذلك، فإن حلف شمال الأطلسي لا يرى في الوقت الحالي أي تهديد قريب يأتي من بيلاروس.
وفي تعليقه على ذلك، قال اللواء الأميركي ماثيو فان واجنين، نائب رئيس أركان العمليات المشتركة في قيادة الحلفاء في أوروبا: “في الوقت الحالي لا نرى أي تغييرات، ومع ذلك، فإن ذلك لا يُغفلنا عن العمل الذي يتعين علينا القيام به كل يوم.. إذا احتجنا إلى تغيير الموقف، يمكننا فعل ذلك بسرعة”.
المصدر: الشرق