بعدما تكثفت الاتصالات منذ بداية الأسبوع لحشد الأصوات المؤيدة لكلا المرشحين للرئاسة اللبنانية جهاد أزعور وسليمان فرنجية، بدأ البرلمان اللبناني، اليوم الأربعاء، جلسة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، هي الـ12 بعد 11 جلسة سابقة فاشلة، بسبب تعطيل النصاب القانوني (86 نائباً من أصل 128) في الدورة الثانية من كل جلسة.
ولوحظ أن النصاب كان مكتملاً عندما شرع النواب بالتصويت الذي بدأ عند الحادية عشرة بتوقيت بيروت.
وانتهت الجلسة بلغط كبير بعدما تبين أن هناك ورقة اقتراع ضائعة، ولوحظ أن عدداً كبيراً من النواب المؤيدين لـ”حزب الله” كان يقترع ويغادر القاعة فوراً في موقف يهدف إلى تعطيل دورة ثانية.
النتيجة بحسب التصويت جاءت بفارق ثمانية أصوات لمصلحة جهاد أزعور على سليمان فرنجية، إذ نال أزعور 59 صوتاً وفرنجية 51 صوتاً، شعار “لبنان الجديد: 8 أصوات، زياد بارود: 6 أصوات، ورقة ملغاة، صوت واحد للعماد جوزيف عون، وورقة بيضاء، وورقة ضائعة.
وكان تعطيل النصاب ورقة “حزب الله” وحلفائه في منع وصول مرشح المعارضة آنذاك النائب ميشال معوض، إذ إنه في كل الجلسات السابقة اختارت كتلة الحزب “الوفاء للمقاومة” ومؤيدوه من النواب عدم التصويت لمرشحهم سليمان فرنجية، بل آثروا وضع أوراق بيضاء أو كتابة شعارات سياسية.
وتأتي الجلسة الـ12 بعدما امتنع رئيس البرلمان نبيه بري عن الدعوة إلى عقد جلسة انتخابية منذ نحو خمسة أشهر، جرت خلالها تطورات واتصالات سياسية أفضت إلى “تقاطع” المعارضة المؤلفة من حزبي “القوات اللبنانية” و”الكتائب” ومستقلون و”تغييريون” من جهة، و”التيار الوطني الحر” من جهة أخرى، على اسم جديد هو المسؤول البارز في “صندوق النقد الدولي” جهاد أزعور، بعدما كان الحزب والنواب الدائرون في فلكه يصفون المرشح معوض بأنه “مرشح” تحدٍ”.
لبنان يواجه أياما دقيقة قبيل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية
وعلى المقلب الآخر، أعلن “الثنائي الشيعي” (حزب الله وحركة أمل) دعمه الصريح لمرشحه سليمان فرنجية، في حين تحدث بعض النواب المستقلون عن احتمال التقدم بخيار ثالث للرئاسة.
ويُرجح ألا يتمكن أزعور الذي يُفترض أن يحصد اليوم نسبة أصوات تفوق ما سيحصل عليه فرنجية، من حسم الرئاسة لصالحه من الدورة الأولى، التي يتطلب الفوز فيها حصول المرشح على ثلثي عدد النواب الإجمالي (86 صوتاً)، في حين يُكتفى بالأغلبية المطلقة (65 صوتاً) في الدورة الثانية، التي تواجه اليوم خطر تعطيل النصاب من قبل الحزب وحلفائه.
وكان رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل شكا، أمس الثلاثاء، من محاولة “الثنائي الشيعي” ممارسة الضغوط لإقناع نواب التيار بعدم التصويت لصالح أزعور. وقال باسيل في تصريحات بثها التلفزيون “لا أحد يستطيع أن يتخطى المكون المسيحي في استحقاق مفصلي مثل رئاسة الجمهورية”.
كما ترافق هذه الجلسة مواكبة دولية لافتة، إذ دعت فرنسا والولايات المتحدة، الثلاثاء، النواب اللبنانيين إلى انتخاب رئيس للجمهورية في جلسة الأربعاء، معربتين عن أملهما أن تكون هذه الجلسة، بخلاف سابقاتها، بوابة للخروج من الأزمة التي يتخبط فيها لبنان.