أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة، الاثنين، أن المنظمة الدولية ستشارك في استضافة مؤتمر رفيع المستوى للإعلان عن تعهدات لدعم الاستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة 19 يونيو، مشيراً إلى أن الممثل الخاص للأمين العام في السودان فولكر بيرتس يعمل حالياً من نيروبي.
وهزّت ضربات جوية ومدفعية وإطلاق نيران عدة مناطق بالعاصمة السودانية الاثنين مع اشتداد حدة القتال بين طرفي الصراع لليوم الثاني مما أدّى إلى محاصرة مدنيين في خضم أزمة إنسانية متفاقمة.
وقال المتحدث الأممي في تصريحات، نشرها حساب أخبار الأمم المتحدة على “تويتر”، إن المنظمة ستشارك في استضافة الفعالية في جنيف مع حكومات مصر والسعودية وقطر وألمانيا والاتحاد الأوروبي.
وأكد المتحدث باسم الأمم المتحدة على الحاجة إلى تأمين ممر آمن على الفور لتوزيع مواد الإغاثة على المدنيين، مشيراً إلى أن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية تمكن من إيصال مساعدات لحوالي مليوني شخص خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
بيرتس يعمل من نيروبي
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة إن الممثل الخاص للأمين العام في السودان فولكر بيرتس يعمل حالياً من نيروبي وإن المنظمة الدولية مستمرة في النقاش مع السلطات السودانية حول عدة قضايا.
ولقي بيرتس دعماً من الأمين العام الذي رفض طلبا من رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان بتغيير المبعوث الأممي.
وقال المتحدث الأممي: “هناك فريق أممي يواصل العمل في بورتسودان، حيث وصلت نائبته (الممثل الخاص) قبل بضعة أيام”.
وأضاف دوجاريك أن 42 ألف شخص عالقون في جزيرة توتي، التي تقع على نهر النيل بين مدينتي الخرطوم وأم درمان، لا يحصلون على الرعاية الصحية والخدمات الأساسية الأخرى، مضيفاً أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أوصل مساعدات إنسانية إلى حوالي مليوني شخص خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
وتابع أن مكتب الأمم المتحدة سهل حركة ما لا يقل عن 274 شاحنة تحمل إمدادات منقذة للحياة خلال الأسابيع الثلاثة.
وطالب دوجاريك بتأمين ممر آمن لتوزيع مواد الإغاثة على المدنيين السودانيين وقال: “لا يسعنا التأكيد بما يكفي على الحاجة إلى تأمين ممر آمن على الفور لتوزيع مواد الإغاثة على المدنيين”.
دقلو يدعم البعثة الأممية
من جانبه، أكد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو دعم جهود بعثة الأمم المتحدة للسودان، التي يقودها المبعوث الأممي فولكر بيرتس “لا سيما في هذا الوقت الذي يواجه فيه شعبنا هذه الظروف الصعبة”.
وكتب دقلو عبر تويتر “نحن ممتنون لهم ولدينا ثقة كاملة بهم لمساعدة بلادنا على تجاوز تعقيدات الأوضاع الراهنة”.
وأضاف أن “الدعم الإنساني الذي تقدمه الأمم المتحدة والوكالة الأميركية للتنمية الدولية ومركز الملك سلمان للإغاثة وغيرها من المنظمات أمر بالغ الأهمية لبلدنا ولشعبنا”.
وهاجم دقلو مطالبة قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، الأمم المتحدة بتغيير المبعوث الأممي، قائلاً “إن الرسائل التي بعث بها زعيم (الانقلاب) البرهان مخزية، ولا تلتزم بالمواثيق الدولية وينبغي تصحيحها”.
وتابع: “يجب كذلك وضع حد لميليشيا النظام البائد الذين اختطفوا القرار بوزارة الخارجية السودانية ويعملون على تخريب علاقات السودان مع محيطه الإقليمي والدولي بسياساتهم المتطرفة”.
وأضاف “لا مكان للنظام البائد وسياساته الانعزالية التي حولت بلادنا ذات يوم إلى بؤرة للتطرف والفساد، نحن نقاتل مع شعبنا من أجل الحرية والديمقراطية والمواطنة بلا تمييز ولبناء وطن آمن ومستقر”.
تأمين الحدود
وفي سياق متصل، أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الانتقالي في تشاد الجنرال محمد إدريس ديبي، أهمية الدور الذي تقوم به القوات السودانية التشادية المشتركة في تأمين الحدود بين البلدين.
وأوضح بيان لمجلس السيادة الانتقالي أن الرئيسين ناقشا “سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وتطرقا للدور الذي تلعبه القوات المشتركة السودانية التشادية في حماية الحدود بين السودان وتشاد، خاصةً بعد أحداث مدينة الجنينة”.
وأعرب البرهان عن تقديره للرئيس التشادي على “استقبال بلاده للاجئين السودانيين، كما شكره على قيام السلطات التشادية “بالقبض على الجنود (الهاربين) من ميليشيا الدعم السريع”.
وشدد الرئيسان على أهمية التنسيق وتبادل المعلومات بين البلدين لحماية الحدود المشتركة.
وبحسب البيان، أكد الرئيس التشادي وقوف بلاده مع الحكومة السودانية، وبحث السبل الكفيلة لتحقيق السلام والاستقرار وإنهاء الاقتتال في السودان.
ترحيب بالحوار
من جانبها، رحبت القوى المدنية في السودان بالمشاركة في أي حوار من شأنه العمل على التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب.
وطالب متحدث باسم قوى الحرية والتغيير في السودان، في وقت سابق الاثنين، بتوحيد المبادرات والجهود الدولية الرامية إلى حل أزمة البلاد، مؤكداً أن المخرج الوحيد للأزمة هو تفاوض طرفي الصراع والالتزام بالهدن.
وقال المتحدث عمار حمودة، في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي، إن توحيد المبادرات والجهود الدولية ضروري “حتى لا تضيع القضية السودانية في خضم تعددها”.
وذكر أن عدم الالتزام بالهدن “مؤشر على استهتار قيادتي الجيش والدعم السريع بأرواح السودانيين، ويعني أيضاً زيادة معاناة المدنيين وشقائهم وتأجيل لحلول يمكن أن تنقذ مئات الأرواح”.
وتابع “نسعى إلى إسكات صوت البنادق، والتوجه نحو طاولة حوار تضم أطرافاً مدنية، لأنها أقصر الطرق لتهدئة الوضع على الصعيدين السياسي والأمني”.
وفيما يتعلق بالهدنة الأخيرة ومدتها 24 ساعة والتي انتهت صباح الأحد، أشار المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير إلى أن الهدف منها “قد تحقق بالنسبة لرعاة اتفاق جدة، وهو قدرة القادة على ضبط الجنود في الميدان”، مؤكداً أن “الخروقات كانت تتم بعلم القادة وليست إجراءات فردية”.
وأشار حمودة إلى أن قوى الحرية والتغيير على تواصل مع القوى المحلية والدولية، من أجل وقف الحرب والبدء في المفاوضات.
وقال: “لدينا قنوات مفتوحة مع العديد من الأطراف الدولية والعربية بما فيها الأطراف الراعية للمحادثات، من أجل إيصال مطالبنا ورؤيتنا للحل في السودان”.
الحسم العسكري
وشهدت العاصمة السودانية الخرطوم، الاثنين، قتالاً عنيفاً بالمدافع والطيران بين الجيش وقوات الدعم السريع لليوم الثاني على التوالي بعد الهدنة القصيرة.
وتعليقاً على استمرار واشتداد حدة المعارك بين الجيش والدعم السريع، اعتبر حمودة أن طرفي الصراع المستمر منذ نحو شهرين يسعيان لتحقيق مكاسب على الأرض قبل التوجه لطاولة الحوار.
وقال “حالياً، هناك إصرار من جانب الأطراف المتحاربة على الحسم العسكري، وهذا الأمر نعتبره خاطئاً ولن يفضي إلى أي حل للأزمة”.
وأضاف حمودة أنه من غير الممكن إبرام اتفاق فاعل ومستقر بين الأطراف العسكرية دون أن تكون هناك “أطراف مدنية وسياسية مشاركة في الحوار وتضع خطة سياسية تمهد لحل شامل للوضع في السودان”.
واستطرد قائلاً: “هناك انعدام للحراك الشعبي والسلمي والتظاهرات بسبب الأوضاع الأمنية والعمليات العسكرية، وهذا الأمر يعيق أي جهود محلية لوقف الحرب”.
وأوضح حمودة أن قوى الحرية والتغيير كانت على تواصل مع الجيش والدعم السريع قبل بدء الحرب، لكن “حالياً هناك فقط رسائل متبادلة حول الموقف من الأوضاع الحالية”.
واندلع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع على نحو مفاجئ في منتصف أبريل الماضي، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً.
وكان من المفترض أن تنتهي تلك العملية السياسية بإجراء انتخابات في غضون عامين، لكن الطرفين كانا قد اختلفا حول خطط دمج قوات الدعم السريع في الجيش.
“تقرير مهني“
كما رحبت قوات الدعم السريع بتقرير اللجنة المشتركة (5+5) التي تضم إلى جانب ممثلي الدعم السريع والقوات المسلحة، عناصر مستقلة للوقوف ميدانياً على مستوى أداء المرافق الخدمية والحيوية، والتأكد من خلو المستشفيات من القوات والمظاهر العسكرية.
ووصفت التقرير الصادر عن اللجنة المشتركة (5+5) بـ”المهني”، إذ كذّب مزاعم بشأن تواجد قواتنا في المرافق الخدمية والحيوية والمستشفيات ومحطات المياه والكهرباء من القوات والمظاهر العسكرية.
وأكدت قوات الدعم السريع استعدادها الكامل للتعاون من أجل استعادة العمل في جميع المرافق خاصة المستشفيات بما يخفف المعاناة على المواطنين، مشيرة إلى العمل على تسهيل وصول الفرق الفنية والأطباء وجميع العاملين في القطاع الصحي إلى أماكن عملهم لتوفير الخدمات للمواطنين.
المصدر: الشرق