رايت رايتس

الصين تحيي مجد جديد للثقافة الاشتراكية

الديسك المركزي
كتبه الديسك المركزي تعليق 3 دقيقة قراءة
3 دقيقة قراءة
فرقة فنية ترحب بالرئيس الصيني شي أثناء حضوره قمة الصين وآسيا الوسطى

مع صعود النفوذ الصيني حول العالم، وخصوصاً في المجالين السياسي والاقتصادي، تشهد الصين عودةً جديدة للواقعية الاشتراكية Socialist realism في مجال الثقافة والفنون تحديداً، ولكن بنسخة صينية هذه المرة، تهدّد بتضييق الأفق الثقافي، في قرن اتّسم بالانفتاح والعولمة، وتجاوز العالم فيه القيود والحدود.

- مساحة اعلانية-

ومعلوم أن “الواقعية الاشتراكية” هي أسلوب فرضه الاتحاد السوفيتي كشريعة فنية رسمية، سادت في إطار الأيديولوجيات الحزبية الحاكمة منذ الثلاثينات وحتى التسعينات من القرن الماضي (1932و1988)، ويعالج من خلالها الفن بمثالية، ويبجّل القيم الشيوعية، وتحرّر البروليتاريا.

خطاب الرئيس

- مساحة اعلانية-

مناسبة الكلام أعلاه، ترتبط بخطاب وجهه الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى القيّمين على متحف “NAMOC”، بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس هذه المؤسسة المملوكة للدولة، وأمر فيه “بالتمسّك بالصواب السياسي، وممارسة القيم الأساسية للاشتراكية، في ظل فكر شي جين بينغ، من أجل تقديم مساهمات أكبر في العصر الجديد”.

وأوضح شي في رسالته المؤرّخة في 21 مايو ونشرتها وكالة أنباء “شينخوا”، توجيهاته بشأن مستقبل المتحف، “على أمل أن تكون مؤسسة “NAMOC” مثابرة في دعم الاتجاه الصحيح سياسياً، ووضع الناس في المقام الأوّل، وممارسة القيم الأساسية للاشتراكية”.

ويذكر المتحف على موقعه على الإنترنت، أنه فضلاً عن أداء رسالته كمؤسسة للتميّز الفني، فإنه يؤكد على دوره “بتوجيه من فكر شي جين بينغ، الذي يلوّح بعلم الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، من أجل تجديد شباب الأمة الصينية”.

- مساحة اعلانية-

وأوضحت صحيفة “آرت نيوز” في تقرير لها، أن الرسالة نُشرت في شهر مايو الذي “شهد سلسلة من الإجراءات ضدّ القطاع الثقافي في البلاد، مثل إبعاد الكوميديين، وإلغاء الحفلات الموسيقية لأعمال موسيقية أجنبية، فضلاً عن الهجوم على الفنان الصيني المعاصر يو مينجون”.

وكان الفنان الصيني برازر نت، أبقى فمه مغلقاً لمدة 30 يوماً، وذلك بواسطة مشابك معدنية وقفازات وشريط لاصق، تحت شعار (اصمت لمدة 30 يوماً)، وذلك احتجاجاً على “تضاؤل مساحة الحرية أمام الفنانين الصينيين”، بحسب وكالة “رويترز “.

وكشفت الوكالة في تقرير سابق، أن “السوق الصينية الضخمة تجتذب أستوديوهات هوليوود، وشركات الملاهي، لكن دخول هذه السوق يخضع لشروط صارمة، إذ تفرض بكين منذ فترة طويلة رقابة على الأفلام أو المواد الموسيقية الأجنبية، كما تضيّق بشدة على المحتوى السمعي والبصري على الإنترنت”.

قيم الاشتراكية

أشاد الرئيس الصيني شي “بإنجازات “NAMOC” على مدى العقود الماضية، ونجاحات المتحف في مجالات بناء المجموعات والمعارض والتعليم العام والتبادلات في الخارج، على خلفية ازدهار التطوّر الفني للبلاد”.

وقال: “يجب أن يسعى المتحف إلى أن يصبح “مؤسسة فنية عالمية المستوى، يمكنها رفع المعايير الثقافية للأمة والشعب”، ومكاناً مناسباً للجمهور لتقدير الأعمال الفنية عالية الجودة، وازدهار النشاطات الفنية في الصين، والتعزيز الذاتي للثقافة، والمجد الجديد للثقافة الاشتراكية”.

ماو تسي تونغ

افتتح متحف “ناموك” في عام 1963، الزعيم السابق للحزب الشيوعي الصيني، والأب المؤسس لجمهورية الصين الشعبية ماو تسي تونغ. ويعدّ المتحف أحد أكبر المتاحف الفنية في البلاد، إذ يضمّ مجموعة من 130 ألف قطعة من الأعمال الصينية التاريخية، وأعمال فنانين معاصرين، فضلاً عن أعمال فنية غربية، بما في ذلك لوحات لكلّ من بيكاسو ودالي

شارك هذه المقالة
ترك تقييم