أصبح مشروع المطار الدولي المقترح في أوسا، الواقع في المنطقة الجنوبية من كوستاريكا، موضوع نقاش مكثف بسبب تأثيره البيئي والاجتماعي والثقافي المحتمل، كما تعرب المجتمعات المحلية عن مخاوفها بشأن حالة عدم اليقين التي تحيط باحتمال الإخلاء أو إعادة التوطين، بحسب مراسل” tico times”.
ظل هذا المشروع الضخم قيد المناقشة لعدة سنوات واكتسب اهتمامًا متجددًا خلال إدارة رودريغو تشافيس.
تم اقتراح الموقع المبدئي للمشروع في عام 2010 أثناء رئاسة أوسكار أرياس، ويشكل الموقع المختار للمشروع تحديات لأنه يقع بالقرب من أرض تيرابا سييربي الوطنية الرطبة، وموقع أثري يضم ما قبل كولومبوس وغيرها من القطع الأثرية المهمة.
ووفقا لمراسل” tico times”، شدد الرئيس رودريغو شافيز على أهمية إنشاء هذا المشروع الضخم، خلال جولة في المنطقة الجنوبية في فبراي، وسلط الضوء على فوائده المحتملة لصناعة السياحة.
كما أعرب وزير السياحة عن اعتقاده بأن المطار الجديد سيحفز السياحة في منطقة برونكا ويسهل التجارة الدولية.
ومع ذلك، أثارت المجتمعات المحلية في منطقة أوسا المتأثرة ببناء المطار مخاوف بشأن الآثار الاقتصادية ونقص الدعم المؤسسي.
وقد تردد صدى هذه المخاوف من قبل قطاعات مختلفة، بما في ذلك جامعة كوستاريكا، التي حددت العديد من القضايا مع دراسة الأثر البيئي والاجتماعي والاقتصادي التي أجرتها الشركة الاستشارية.
من منظور أثري، أكد خبراء من جامعة كوستاريكا أن تطوير المطار سيؤثر بشكل مباشر على المواقع التاريخية مثل باتامبال، وجريجالبا، وإل سيلينسيو، وهذا يثير مخاوف كبيرة بشأن الحفاظ على هذه المعالم الثقافية والتاريخية الهامة.
كما انتقد دعاة حماية البيئة المشروع، معربين عن قلقهم من أن نموذج “السياحة الضخمة” المرتبط بالمطار يمكن أن يكون له آثار ضارة على المنطقة الهشة بيئيًا، وهم يجادلون بأن تكرار هذا النموذج يمكن أن يؤدي إلى زيادة الضغط على الموارد الطبيعية وربما الإضرار بالتوازن الدقيق للنظام البيئي المحلي.
لتلبية الاحتياجات الاقتصادية للمنطقة، اقترح الخبراء حلولاً بديلة، مثل التركيز على توسيع الطريق 27 وشبكة الطرق في المنطقة الجنوبية، مما سيعزز الاتصال ويحفز النمو الاقتصادي.
بالإضافة إلى ذلك، يعتقدون أن تحسين المطارات الحالية مثل بالمار سور وجولفيتو وبويرتو خيمينيز، يمكن أن يكون بديلاً قابلاً للتطبيق وفعالًا لبناء مطار دولي جديد.
يواجه مشروع المطار الدولي في أوسا بكوستاريكا، انتقادات كبيرة بسبب تأثيره السلبي المحتمل على البيئة والمجتمعات المحلية والتراث الثقافي.
وتبرز المخاوف التي أثارها مختلف أصحاب المصلحة، الحاجة إلى إجراء تقييم شامل لنتائج المشروع، واستكشاف الحلول البديلة التي يمكن أن تعزز اقتصاد المنطقة دون المساس بكنوزها الطبيعية والثقافية.
المصدر: Tico times