رايت رايتس

تخلف “تويتر” عن سداد المتأخرات قد يجلب المشاكل لـ”ماسك”

الديسك المركزي
كتبه الديسك المركزي تعليق 7 دقيقة قراءة
7 دقيقة قراءة
إيلون ماسك

تتهم عدة شركات صغيرة “تويتر” بأنها تغبنها حقوقها، رغم أن إيلون ماسك، مالك الشركة، الذي يبلغ صافي ثروته الشخصية أكثر من 150 مليار دولار، يقول إن الأوضاع المالية لشبكة التواصل الاجتماعي في طريقها للتعافي أخيراً.

- مساحة اعلانية-

“تويتر” متخلفة عن سداد مدفوعات بأكثر من 10 ملايين دولار للشركات تقدم خدمات تتنوع ما بين استشارات العلاقات العامة والمنتجات التي تحمل اسم علامة “تويتر” التجارية، وفقاً لادعاءات مودعة في سجلات المحكمة.

رفعت أربع شركات دعوى قضائية مشتركة في أبريل لفسخ عقود مع “تويتر” بسبب مزاعم بعدم سدادها للفواتير، وتسعى الشركات لمنح القضية صفة الدعوى الجماعية.

- مساحة اعلانية-

كما تقاضي 10 شركات على الأقل منذ ديسمبر الشركة لأسباب مشابهة. تشمل تلك الشركات كيانات صغيرة الحجم تقول إنها تُعوِّل على مدفوعات “تويتر” كي تستمر في نشاطاتها.

توقف المدفوعات

إحدى الشركات التي انضمت للدعوى في أبريل هي “وايت كوت كابشنين، وهي شركة صغيرة مقرها في ولاية فيرمونت، وهي تقدم خدمات إضافة التعليقات على مقاطع الفيديو للمناسبات العالمية لـ”تويتر” منذ يناير 2020.

- مساحة اعلانية-

قالت نورما ميلر، الرئيسة التنفيذية للشركة: “مبلغ 42 ألف دولار ليس بسيطاً لشركة صغيرة كشركتي”. بيّنت ميلر أن “تويتر” توقفت عن الدفع لشركتها في أكتوبر، بعد نحو أسبوعين من استحواذ ماسك عليها رسمياً. كانت “تويتر” قد طردت موظفي قسم العلاقات العامة، وتوقفت عن الرد على استفسارات الصحافة.

في البداية، استطاعت ميلر التواصل مع موظفين في قسم الحسابات مستحقة الدفع لدى “تويتر” وقد اعتذروا بدورهم عن تأخر المدفوعات. لكن الموظف الذي كانت تتواصل معه اختفى خلال الفترة التي شهدت خفض أعداد كبيرة من الوظائف في مطلع عهد قيادة ماسك للشركة.

لكن في مرحلة ما، لم تعد ميلر تستقبل أي ردود ذات مضمون جوهري، إذ تلقت فقط إشعاراً متكرراً بأن رسالتها قد وصلت. قالت ميلر: “في النهاية، بدا بوضوح أن أحد روبوتات الدردشة كان يرسل لنا الرد نفسه تكراراً”.

عندما توقفت “تويتر” عن الدفع لشركتها في منتصف مشروع ضخم، تقول ميلر إنها لجأت لاستكمال العمل بنفسها، بعدما باتت غير قادرة على الدفع لموظفيها. تضيف ميلر أنها لم تعد تحصل على راتب، كما أنها تدفع بعض مصروفات الشركة من مالها الخاص.

تشعر ميلر بالاستياء بوجه خاص، لأنها متيقنة من أن ماسك لديه من الأموال ما يكفي ويزيد ليسدد مستحقاتها. قالت: “الموضوع يتعلق بما يعادل ما يدفعه حين يستخدم طائرته الخاصة للطيران من لوس أنجلوس إلى سان فرانسيسكو ليحضر غذاء عمل”.

دعاوى أخرى ضد “تويتر

من ناحية أخرى، لم تسدد “تويتر” نفقات الرحلات الشخصية لمسؤولي “تويتر” التنفيذيين.

قالت “برايفت جت سيرفيسز”، التي أقامت دعوى ضد “تويتر” العام الماضي، إنها لم تتلق بعد مدفوعات فواتير قائمة مقدارها نحو 200 ألف دولار. رفعت الشركة، ومقرها مدينة ميامي الأميركية، دعوى ضد “تويتر” في ديسمبر، ثم تنازلت عنها طواعية لتتقدم بها إلى محكمة أخرى.

قال غريغ رايف، الرئيس التنفيذي لمجموعة “إيليفيت إيفييشن”، التي تملك “برايفت جت سيرفيسز”: “(تويتر) تدين بالمال، وهذا الأمر وضع مؤسف يشبه أن يحاول جالوت سحق داود”.

 قالت “تويتر” في السجلات المقدَّمة للمحكمة إنها رفضت دفع تلك الفواتير لأن “برايفت جت سيرفيسز” خرقت العقد، بأن قدمت خدمات دون أن تحصل على الموافقات اللازمة.

تقول الشركات إن المدفوعات المتأخرة تبدو مرتبطة بقيادة ماسك الفوضوية للشركة، وتستند في ذلك إلى التحول المفاجئ في أفعال الشركة فور شراء ماسك لها. قالت شركة العلاقات العامة “كانكوم” (Cancomm)، التي ذكرت في دعواها أن لها 140 ألف دولار مستحقة، إن “تويتر” وافقت على فواتير الشركة لكنها لم تدفعها.

قالت ناعومي نيوتن، الشريكة والمديرة في “كانكوم”: “حصلنا على إشعارات في مناسبات عدة أن الشركة تمر بمرحلة إعادة تنظيم وتتعرض لتأخيرات. كما أحالونا من شخص إلى آخر داخل المؤسسة”. أضافت نيوتن أن هذا قد ولّد “عبئاً ضخماً في التدفقات النقدية”.

تسديد وتسوية

وفقاً للشركات التي تقدم خدمات لـ”تويتر”، فإن المدفوعات المتأخرة ليست من سمات الشركة.

قال رايف: “على مر السنوات كلها التي قدمنا فيها الدعم لـ(تويتر) قبل استحواذ المالك الجديد عليها، لم يحدث ذلك إطلاقاً”.

خلال الأشهر الأخيرة، سددت “تويتر” ما عليها لبعض الشركات التي تقدم لها خدمات، أو أبرمت تسوية معها

 أقامت شركة “ذا كراون إستايت”، التي تدير ممتلكات للعاهل البريطاني، دعوى ضد “تويتر” في وقت سابق من هذا العام بشأن إيجار لم يُسدد، وفقاً لسجلات المحكمة.

سددت عملاقة التواصل الاجتماعي إيجار مكتبها في لندن في مرحلة ما، وسحبت “ذا كراون إستايت” الدعوى، حسبما أفاد متحدث باسم “ذا كراون إستايت”.

تخوض “تويتر” محادثات للتسوية مع شركة الاستشارات “أناليسز غروب” (Analysis Group) والمالك المؤجِّر في مكتبها بمدينة بوسطن، وفقاً لسجلات المحكمة. كما أبرمت “تويتر” تسوية مع شركة “تشارلز ريفر أسوشيتس” (Charles River Associates) أخيراً، بعدما رفعت شركة الاستشارات دعوى للمطالبة بمليوني دولار نظير خدمات لم تتقاض أتعابها.

وضع مالي متردي

تحدث ماسك بصراحة عن مدى تردّي الوضع المالي لـ”تويتر” منذ استحواذه عليها، إذ لطالما أكّد أن الشركة لم يكن أمامها سوى بضعة أشهر قبل الانهيار حين اشتراها. جعل ماسك لنفسه هالة المنقذ منذئذ، إذ طرد الموظفين غير المنتجين وخفّض التكاليف غير الضرورية لإنقاذ الشركة من إفلاس مزعوم وطوّر نموذج أعمال سيجعل نشاط الشركة مستداماً.

لكن ماسك كان وراء كثير من متاعب “تويتر” المالية. أرهق ماسك الشركة بديون تفوق 12 مليار دولار، خلال سعيه لشرائها في صفقة حجمها 44 مليار دولار. أشارت تقديرات “بلومبرغ” إلى أن “تويتر” ستُدين بمدفوعات فوائد تبلغ نحو 1.2 مليار دولار سنوياً.

منذ استحواذ ماسك على “تويتر”، تراجعت عائدات الإعلانات 50%، وذلك بسبب قلق المُعلنين من أن تصرفات ماسك قد تؤثر سلباً على سمعتهم. فشلت خدمة “تويتر بلو”، التي تعمل بالاشتراك، في جذب المستخدمين، الذين يشعر عديد منهم بخيبة الأمل بسبب تنامي خطاب الكراهية والمعلومات المضللة على المنصة. اشترك حتى الآن أقل من 1% من مستخدمي “تويتر” الشهريين في تلك الخدمة.

لا يتضح إلى أي مدى ترتبط الأفعال المزعومة الواردة في الدعاوى القضائية بخطة ماسك لاستعادة قوة “تويتر” المالية. قالت شانون ليس-ريوردان، محامية الشركات الصغيرة الأربع التي تقاضي “تويتر”: “نحن نريد أن نثبت له أن تكلفة عدم سداد التزاماته أكبر بكثير”.

المصدر: Bloomberg Business Weak

تم وضع علامة:
شارك هذه المقالة
ترك تقييم