يكثف المتعاملون سبل الحماية، والتحوط من اضطرابات الليرة قبل أسبوع من الانتخابات التركية، ليصل مؤشر التقلبات المتوقعة في العملة إلى أعلى مستوى حول العالم.
قفز مؤشر التقلب الضمني لليرة مقابل الدولار للأسبوع المقبل إلى 64%، من 8.4% يوم الجمعة متجاوزاً جميع العملات الأخرى.
يستعد المتعاملون لتراجع كبير في الليرة، بغض النظر عن نتائج صناديق الاقتراع، وسط مخاوف بشأن استدامة جهود الحكومة للحفاظ على سيطرتها الصارمة على العملة طيلة السنوات القليلة الماضية.
يرى متداولو المشتقات، أن ثمة احتمالاً كبيراً لانخفاض الليرة 25% إلى 26 مقابل الدولار بنهاية الربع الثالث، وفقاً لحسابات بلومبرغ بناءً على أسعار خيارات عقود البيع والشراء.
دعم مصطنع
كتب أولريش ليوشتمان، الخبير الاستراتيجي في “كوميرزبنك” (Commerzbank)، في مذكرة اليوم الاثنين “قد نشهد انخفاضاً كبيراً في الليرة التركية… الدعم المصطنع لأسعار الصرف الرسمية سيضعُف بشكل متزايد، وسيصبح من المستحيل الحفاظ عليه لفترة أطول كثيراً.. خاصة بعد زوال الدافع السياسي لمواصلة التظاهر باستقرار الليرة أمام جمهور الناخبين”.
انخفضت العملة التركية بالفعل 23% العام الماضي، لتسجل أدنى مستوياتها على الإطلاق، واستقرت أمام الدولار عند 19.5022 ليرة الساعة 10:48 صباحاً في إسطنبول.
تهدد حملة انتخابية حامية الوطيس بإنهاء حكم الرئيس رجب طيب أردوغان، المستمر منذ عقدين ومساره الاقتصادي غير التقليدي، إذ وعد منافسه الرئيسي، كمال كيليغدار أوغل، بالعودة إلى السياسات الاقتصادية التقليدية.
ورغم ما يحيط بتركيا من عوامل عدم استقرار، من غير المرجح أن يؤثر التراجع الأكبر في الليرة بشكل غير مباشر على بقية الأسواق الناشئة، نظراً لأنه انعكاس لسوء الإدارة في البلاد، وفقاً لــ “كوميرزبنك”.
قال ليوشتمان: “من الواضح أن أخطاء السياسة النقدية التركية محلية الصنع، ومن المستبعد أن تتكرر في بلدان أخرى، لدرجة أنني أجد صعوبة في تخيل كيف سيكون فشل هذه السياسة النقدية المحددة مُعدياً للعملات الأخرى التي تتصرف بنوكها المركزية على نحو مختلف تماماً”.
المصدر: الشرق