رايت رايتس

الباليه يتحدى فقر الفتيات في شوارع ليما

الديسك المركزي
كتبه الديسك المركزي تعليق 3 دقيقة قراءة
3 دقيقة قراءة
الفتيات اثناء التدريب

في أحد أزقّة حيّ فقير بمرتفعات ليما عاصمة بيرو، تنفّذ مجموعة من الشابات بثياب الباليه السوداء عدداً من حركات الرقص الكلاسيكي، متحديات الصور النمطية التي تحيط بهذا الفن.

- مساحة اعلانية-

وتقول الراقصة السابقة في فرقة بيرو وتشيلي الوطنية للباليه، ماريا ديل كارمن سيلفا، التي أطلقت مشروعاً لتحسين حياة الشابات الفقيرات من خلال الباليه، إن معايير جمالية معينة كان ينبغي توافُرها لدى الراقصات، إذ كان المطلوب أن يكن “نحيفات، لهنّ أطراف طويلة ورأس صغير ويتمتعن بقدر كبير من الليونة”.

وتعترف هذه المرأة، البالغة 58 عاماً والتي بدأت ممارسة الباليه في سن الثانية عشرة، بأنها بحثت في البداية عن نوع معين من الراقصات، لكنها وجدت فتيات “بسيقان قصيرة وأرجل مسطحة وبدون مشط قدم”.

- مساحة اعلانية-

ومع أنها كانت تدرك أن أيّاً منهنّ لن تصبح يوماً راقصة محترفة، قررت أن تدربهنّ، موضحة أنها قررت التركيز على إسعادهنّ بدلاً من مجرد العمل على أدائهن.

وتروي أن “أباء بعضهنّ موجودون في السجون، في حين تعرضت أخريات للاغتصاب أو إساءة المعاملة من ذويهنّ، وشكا قسم ثالث منهنّ أن آباءهن يضربون أمهاتهنّ”.

وتعيش هؤلاء الفتيات في حي تشوريّوس، الذي لا تؤمَّن مياه الشرب له إلا بواسطة صهاريج، في حين يتطلب الوصول إليه صعود درج طويل جداً.

- مساحة اعلانية-

وتضيف ماريا ديل كارمن سيلفا: “نظراً إلى أني آتية من واقع آخر، لم أدرك أيضاً أنهنّ كنّ يغادرن (فصولي) لكونهنّ لا يستطعن دفع ثمن ملابسهنّ، أو لأنهنّ لم يكنّ يملكن الماء وأحياناً ما يكفي من الطعام، ثم فكّرت بأن عليّ أن انسى أمر الراقصة المثالية التي كنت أبحث عنه، والنموذج الأولي المثالي، وأن أنظر إلى الإنسان” فيهنّ.

إعادة تدوير

وباتت ماريا اليوم تنظّم تمارين على الباليه في حيّ تشوريّوس، بالإضافة إلى الدروس التي توفرها في مدرسة رقص صغيرة في أحد أحياء ليما الميسورة.

وفي بعض الأحيان، تأتي ببعض الفتيات الفقيرات إلى مدرستها الصغيرة التي تشكّل نقطة تجميع للورق المقوى أو الورق المُعَدّ لإعادة التدوير، ويُخصص ريع إعادة بيع هذه المواد لتمويل شراء ملابس لفتيات تشوريّوس أو تنظيم عروض لهنّ.

وتشرح ماريا أنها تحاول من خلال مبادرتها “إضفاء شيء من الجمال إلى مكان يبدو كل شيء فيه قبيحاً، وتوفير قطرة من الضوء حيث يكون كل شيء أسود”. وتقول: “في وسط الأوساخ، يرغبن في أن يكنّ نظيفات، وأن يكون شعرهنّ ممشّطاً بصورة جيدة، وما عدن يمشين مطأطات الرؤوس”.

وتشير الراقصة المتدربة ماريا سييلو كارديناس (20 عاماً) إلى أنها لم تكن تظن أنها جميلة. وتضيف: “كنت خجولة جداً، ولم أكن أتكلم على الإطلاق، أما الآن فيمكنني التعبير عن نفسي”.

وترى أنها تكون “شخصاً مختلفاً خلال الباليه”. وتتابع: “أشعر كأنني أميرة، خصوصاً عندما نقدم عروضاً ونرتدي أزياءنا ونضع تيجاننا”.

وفي يناير المقبل، ستغادر هي وفتاة أخرى تبلغ 19 عاماً حيّ تشوريوّس لمواصلة تدريبهما في برشلونة بعد حصولهما على منحة دراسية.

تم وضع علامة:
شارك هذه المقالة
ترك تقييم