عقد مجلس جامعة الدول العربية، السبت، اجتماعاً طارئاً على مستوى المندوبين الدائمين بمقر الجامعة في القاهرة، لبحث تطورات الأوضاع في كل من السودان وسوريا.
وترأست مصر اجتماعات الجامعة العربية باعتبارها رئيسة الدورة الحالية لمجلسها.
وقال مصدر دبلوماسي، إن الاجتماع شهد تأييداً واسعاً لعودة سوريا إلى الجامعة بعد مضي أكثر من 11 عاماً على تعليق عضويتها.
وقال المصدر في تصريحات لـ”الشرق” إن قرار عودة سوريا لشغل مقعدها الشاغر في الجامعة العربية موكول إلى وزراء الخارجية العرب الذين سيجتمعون في دورتين طارئتين لمجلس الجامعة في مقرها، الأحد، لبحث التطورات الجارية في السودان وسوريا.
ويعد اجتماع المندوبين الدائمين تحضيراً لدورتين غير عاديتين لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، الأحد، على أن تخصص الدورة الأولى لمناقشة تطورات الأزمة السورية ومسألة إعادة دمشق لشغل مقعدها في الجامعة، في حين ستبحث الدورة الثانية الحرب الدائرة في السودان.
ومن المقرر عقد “اجتماع تشاوري مغلق لوزراء الخارجية العرب قبيل انعقاد الدورتين غير العاديتين”، وسيرأس هذه الاجتماعات وزير الخارجية المصري سامح شكري، وفق تصريحات مصدر دبلوماسي عربي في وقت سابق لوكالة “فرانس برس”.
ويأتي الاجتماع في الوقت الذي تشدد فيه الدول العربية على أهمية الحفاظ على الهدنة المعلنة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع وحل النزاع بين الجانبين سلمياً.
ومن المقرر أن تنطلق محادثات في مدينة جدة السعودية بين ممثلين للجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بمبادرة سعودية أميركية.
وحظيت المبادرة بترحيب سوداني ودولي على أمل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بشكل دائم في السودان.
ورحبت السعودية والولايات المتحدة في بيان مشترك، السبت، ببدء المحادثات الأولية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة جدة.
وحث البيان المشترك الطرفين المتنازعين على المشاركة بفاعلية في المحادثات من أجل وقف إطلاق النار وإنهاء الصراع، منوهاً بجهود كافة الدول والمنظمات التي أبدت تأييدها لعقد هذه المباحثات بما في ذلك مجموعة دول الرباعية وجامعة الدول العربية والآلية الثلاثية.
ويشهد السودان معارك منذ 15 أبريل بين الجيش بقيادة رئيس المجلس السيادي عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه محمد حمدان دقلو.
الملف السوري
من ناحية أخرى، أصبح الملف السوري في الآونة الأخيرة محور عدد من الاجتماعات، وعقد في عمّان، الاثنين الماضي، اجتماع تشاوري بمشاركة وزراء خارجية كل من: سوريا والأردن والسعودية والعراق ومصر، بحث خلاله الوزراء سبل عودة اللاجئين السوريين من دول الجوار وبسط الدولة السورية سيطرتها على أراضيها.
ومنتصف أبريل الماضي عقد اجتماع لدول مجلس التعاون الخليجي في جدة شاركت فيه أيضاً مصر والعراق والأردن للبحث في مسألة عودة سوريا إلى الجامعة العربية.
وعقب اجتماع جدة بأيام زار وزير الخارجية السعودي دمشق، في أول زيارة رسمية سعودية إلى سوريا منذ القطيعة بين الدولتين مع بدء النزاع في سوريا قبل 12 عاماً.
وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قد أشار، الجمعة، إلى أن سوريا ستتمكن قريباً من العودة إلى جامعة الدول العربية، لكن هناك عديداً من التحديات التي تنتظرها في حل الصراع المستمر منذ أكثر من عقد في البلاد.
وكانت دول عربية عدة على رأسها السعودية أغلقت سفاراتها وسحبت سفراءها من سوريا، احتجاجاً على تعامل النظام السوري عام 2011 مع “انتفاضة شعبية” تطورت إلى نزاع دام.
وعلقت جامعة الدول العربية عضوية سوريا في نوفمبر 2011، لكن خلال السنتين الماضيتين تتالت مؤشرات التقارب بين دمشق وعواصم عدة.
المصدر: الشرق