قال الممثل الخاص للأمم المتحدة في السودان، فولكه بياتيس، إن الخصمين المتحاربين في البلاد اتفقا على إرسال ممثلين لهما في المفاوضات، التي قد تعقد في السعودية.
وقال برنامج الغذاء العالمي، إنه استأنف نشاطه في السودان، حيث يهدد القتال الدائر في البلاد الملايين بالجوع.
وما زال القتال العنيف مستمرا بين قوات الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع على الرغم من الهدنة الأخيرة، وتضاعفت التحذيرات من احتمال حدوث أزمة إنسانية “فادحة” مع زيادة عدد اللاجئين.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس للأنباء عن بياتيس، قوله الاثنين، إن المحادثات ستركز في البداية على إرساء وقف إطلاق نار “مستقر وموثوق به” يشرف عليه مراقبون محليون ودوليون.
وقال إن الجانبين حددا ممثليهما بالفعل لإجراء مناقشات أولية، لكنه نبه إلى أن الترتيبات اللوجستية للمحادثات لا تزال قيد الإعداد.
وأضاف بياتيس، أنه لاحظ في الأسبوع الماضي “تغيرا في اللهجة” من الجانبين المتحاربين، مشيرا إلى إدراكهما لمدى خطورة الوضع، وأن أي نصر يمكن تحقيقه سيكون “بتكلفة باهظة للغاية”.
ولا توجد معلومات محددة بشأن موعد المفاوضات ومكانها، وقال المسؤول الدولي إن على الجانبين الاتفاق على المكان.
وتواصلت جهود الوساطة مع استمرار الاشتباكات بين الجانبين في العاصمة الخرطوم، على الرغم من تمديد وقف إطلاق النار الهش لمدة ثلاثة أيام.
وأفادت تقارير بوقوع انفجارات وسماع أصوات إطلاق نار في أجزاء من الخرطوم، ومدينة أم درمان المجاورة الاثنين.
وأعلن الجانبان في وقت متأخر من يوم الأحد أنهما سيلتزمان بتمديد 72 ساعة لوقف إطلاق النار الاسمي فقط الذي اتفق عليه الأسبوع الماضي.
استئناف توزيع المواد الغذائية
وقال برنامج الغذاء العالمي، إنه استأنف نشاطه في السودان، لمواجهة وضع الملايين المهددين بالجوع.
وقالت الوكالة الدولية، في بيان الاثنين، إنها تتوقع بدء توزيع المواد الغذائية في ولايات القضارف والجزيرة وكسلا والنيل الأبيض خلال الأيام المقبلة.
وأضاف البيان: “سنبذل أقصى درجات الحذر لضمان سلامة جميع موظفينا وشركائنا، بينما نسارع في الوقت نفسه لتلبية الاحتياجات المتزايدة للفئات الأكثر ضعفا”.
وكان برنامج الغذاء العالمي قد أوقف أنشطته بعد قتل ثلاثة موظفين في اليوم الأول من الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وأشارت الوكالة إلى أن أكثر من 15 مليون شخص كانوا يعانون بالفعل من انعدام الأمن الغذائي الحاد في السودان قبل اندلاع الصراع، ومن المتوقع أن تزداد هذه الأرقام بشكل كبير مع استمرار القتال.
ومن المتوقع أن يصل منسق الإغاثة الطارئة التابع للأمم المتحدة، مارتن غريفيث، إلى السودان الثلاثاء لتقييم الوضع الإنساني في البلاد.
آخر التطورات
وما زال القتال الشرس بين القوات المتناحرة في السودان مستمرا الثلاثاء على الرغم من الهدنة الأخيرة.
وتهيمن المعارك على السودان منذ 15 أبريل/نيسان عندما اندلع التوتر في اشتباكات مسلحة بين قائد الجيش النظامي عبد الفتاح البرهان ونائبه الذي تحول إلى خصم له محمد حمدان دقلو، الذي يقود قوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وقُتل المئات وأصيب الآلاف في الضربات الجوية وتبادل المدفعية في مناطق واسعة من الخرطوم الكبرى ما أدى إلى نزوح آلاف السودانيين إلى الدول المجاورة.
ولا يستطيع كثيرون تحمل الرحلة الشاقة إلى حدود السودان، وأُجبروا على البقاء داخل المدينة التي يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين شخص بسبب تضاؤل إمدادات الغذاء والمياه والكهرباء.
وقال أحد سكان جنوب الخرطوم “نسمع طلقات نارية متقطعة وزئير طائرة حربية ونيران مضادة للطائرات”.
وفي إفادة صحفية الاثنين، حذر عبدو دينق، كبير مسؤولي المساعدات الأممية في السودان، من أن الوضع يتحول إلى “كارثة كاملة”.
وانتهك البرهان ودقل، اللذان اختلفا بعد تنفيذ انقلاب عسكري في 2021 أعاق انتقال السودان إلى الحكم المدني الاختياري، عدة اتفاقات لوقف إطلاق النار، في آخر تمديد مدته 72 ساعة اتفق عليه في وقت متأخر الأحد.
وسارعت الحكومات الأجنبية إلى إجلاء مواطنيها، على مدار الأيام العشرة الماضية، وأنقذ آلاف الأجانب إلى بر الأمان عن طريق الجو أو البحر في عمليات توشك على الانتهاء.
وقالت القوات المسلحة الروسية الثلاثاء إنها ستجلي أكثر من 200 شخص من السودان على أربع طائرات نقل عسكرية.
ووصل ما يقرب من 500 شخص إلى ميناء جدة السعودي يوم الاثنين على متن سفينتين، إحداهما سفينة تابعة للبحرية الأمريكية والأخرى سعودية.
ووصل مسؤول الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، مارتن غريفيث، إلى نيروبي الاثنين في مهمة لإيجاد سبل لإغاثة ملايين المدنيين المحاصرين داخل السودان.
وقال على تويتر “الوضع الذي يتكشف (في السودان) منذ 15 أبريل/نيسان فادح”.
وشهدت الاضطرابات في السودان قصفا للمستشفيات ونهبا لمنشآت إنسانية وإجبار منظمات الإغاثة الأجنبية على تعليق معظم أنشطتها.
وقالت وزارة الصحة إن 528 قتيلا على الأقل سقطوا ضحايا القتال، وأصيب 4600 شخص بجروح.
وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إنها تستعد “لاحتمال فرار أكثر من 800 ألف شخص من القتال في السودان إلى دول مجاورة”.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن القتال يدفع بالقطاع الصحي المتعثر بالفعل في السودان نحو “كارثة” إذ لا يعمل سوى 16 في المئة فقط من المرافق الصحية في الخرطوم.
المصدر: BBC