على مسرح يمتد عرضه 50 متراً، اجتمع فريق من الممثلين والراقصين والموسيقيين لاستكشاف التاريخ المنسي للأفارقة في الحرب العالمية الأولى.
ويعد الفنان ويليام كنتريدج، وهو من جنوب أفريقيا، صاحب مشروع The Head & The Load الفني، الذي يُسلّط الضوء على التاريخ المُعقّد لأفريقيا في أوائل القرن العشرين.
ويُعرف كنتريدج بأسلوبه الفني المميز، الذي يجمع بين الرسوم التوضيحية والرسوم المتحركة والأفلام لمواجهة قضايا العدالة الاجتماعية.
وفي عرض The Head & The Load، يتخذ كنتريدج مرة أخرى نهجًا متعدد التخصصات لإشراك الجماهير.
تم عرض العمل لأول مرة في معرض Tate Modern، في لندن، عام 2018، احتفالًا بالذكرى السنوية المائة لنهاية الحرب العالمية الأولى.
وكان من المقرر أن يتم عرضه في جوهانسبرج بعد ذلك، لكنه توقف لمدة ثلاث سنوات تقريبًا بسبب وباء كوفيد-19.
وفي ديسمبر / كانون الأول 2022، وتحديدًا في “آرت بازل” ميامي، عادت المسرحية إلى دائرة الضوء لأول مرة منذ عرضها في لندن.
ويشير عنوان المسرحية إلى العبء الذي كان على الأفارقة تحمله، سواء في الحرب العالمية الأولى أو في العقود التي تلت ذلك.
وبحسب التقديرات، شارك أكثر من مليوني أفريقي في المجهود الحربي بسبب الدول التي استعمرتهم.
قال كنتريدج في مقابلة مع شبكة CNN، إن التضحية التي قدمها الأفارقة في الحرب العالمية الأولى غالبًا ما يتم تجاهلها في التصوير الإعلامي للصراع.
ويتعمق عمل The Head and The Load في السياق الاجتماعي والسياسي في ذلك الوقت.
ويسلط الضوء على العديد من المجتمعات الأفريقية التي لعبت دورًا في الصراع، بدءًا من الممرضات إلى الجنود والجواسيس.
وتضم المسرحية موسيقيين وراقصين ترقص ظلالهم خلفهم على شاشة ارتفاعها 10 ياردات، حيث تُعرض عليها رسومات كنتريدج طوال فترة العرض.
وتتضمن صوره خرائط تحدد مسار الصراع، ولقطات أرشيفية لزعماء أفارقة، وغيرها.
وأوضح كنتريدج: “أفريقيا، بقدر ما أستطيع التفكير في الماضي، مليئة بمفارقات مثيرة للاهتمام، والتناقضات، والمشاكل المستمرة، ولحظات الوحي.. إنه مكان مثير للاهتمام للغاية بالنسبة للفنانين”.