رايت رايتس

وسائل التواصل الاجتماعي… الدردشة عبر الإنترنت هل تفيد المراهقين؟

الديسك المركزي
كتبه الديسك المركزي تعليق 7 دقيقة قراءة
7 دقيقة قراءة
صورة تعبيرية

كانت ساشا وكاتي وروبي صديقات منذ المدرسة الابتدائية، وانتقلن إلى المرحلة الثانوية معاً وقضينّ الكثير من أوقات فراغهنّ سوياً.

- مساحة اعلانية-

مثل المراهقين الآخرين، فإن تبادل الرسائل على وسائل التواصل الاجتماعي أمر طبيعي بالنسبة لهم، لكن هل هذا يضيف أو ينتقص من صداقتهن؟

كشف بحث جديد عن بعض الأخبار السارّة للأطفال والآباء، إذ يقلق الكثير منهم إزاء الوقت الذي يقضيه أبناؤهم أمام الشاشات.

- مساحة اعلانية-

وقالت الدكتورة ريبيكا أنتوني، الباحثة المشاركة في هيئة الصحة العامة بجامعة كارديف، إن هناك نتائج ظهرت من دراسة الردود على استبيان صحة الطلاب ورفاهيتهم لعام 2019، وأضافت “وجدنا ارتباطاً صغيراً لكنه مهم، بين الوقت الذي يقضيه الشخص على الإنترنت وأعراض الاكتئاب، لكن أشارت وجهات نظر أخرى إلى أننا لا ننظر إلى الفروق الدقيقة في وسائل التواصل الاجتماعي”.

تأمل الدكتورة ريبيكا أنتوني في التعمق في فهم التفاصيل الدقيقة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي

وأشارت أنتوني إلى أن الاستبيان قد تم وضعه لفهم من هم الأشخاص الذين يتواصلون عبر الإنترنت، وكم هي المدة التي يقضونها على الشبكة، وظهرت “أخبار جيدة حول الوقت الذي يقضيه الشخص أمام الشاشة”.

- مساحة اعلانية-

حيث توصلت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يمضون وقتاً عبر الإنترنت في التحدث مع مجموعة أصدقاء يعرفونهم مسبقاً تكون مستويات الراحة والسعادة لديهم أفضل من غيرهم.

وتوّضح أنتوني أن هذه “رسالة واضحة جداً” مفادها أن المراهقين عندما يتحدثون عبر الإنترنت مع أشخاص لا يعرفونهم فإن ذلك يؤدي الى مستويات ارتياح أقل، وهو أمر كان بارزاً لدى الفتيات اللواتي أرسلن رسائل إلى أشخاص لا يعرفونهم عبر الإنترنت.

وربما تلقى نتائج هذا البحث قبولاً، خاصة بعد أن توّصل استطلاع سابق أجري في ويلز، إلى أن المراهقين الذين قضوا وقتاً طويلاً أمام الشاشات خلال فترة تفشي وباء كورونا، وبالتالي لم يمارسوا التمارين الرياضية، عانى ربعهم تقريباً من أعراض سلبية على مستوى صحتهم العقلية.

ولكن كيف يمكن فهم أبحاث الدكتور أنتوني بالنسبة لتجربة الصديقات الثلاث؟

بدأ الثلاثي، اللواتي تتراوح أعمارهنّ الآن بين 14 و 15 عاماً، في استخدام الهواتف المحمولة في العام الأخير من الدراسة الابتدائية، واستخدموا بدايةً تطبيق واتساب للتواصل مع أصدقائهم المقربين.

لاحقاً اتسع هذا الاستخدام للإنترنت بعد انتقالهن إلى المدرسة الثانوية، حيث شكّلت أعداد أكبر من الناس مجموعات للتواصل.

تقول ساشا: “فيما يتعلق بواتساب، أعتقد بصراحة أنني كنت أستخدمه أكثر في الفترة الابتدائية لأنه في ذلك الوقت كان الجميع قد حصل لتوه على الهاتف المحمول، وبدأوا في اكتشاف الدردشات الجماعية التي استخدموها طوال الوقت”.

فيما قالت الفتيات الأخريات إنهن بالعموم وجدنّ هذا التطبيق مفيداً بعد انتقالهن للمدرسة الثانوية، حيث كنّ يتعرفن على هذه المرحلة الدراسية.

ومع تقدم الفتيات في السن، بدأنّ يستخدمن تطبيقات مختلفة.

تقول روبي: “التطبيق الذي أدمن الناس عليه على هواتفهم هو تيك توك TikTok لكن الوسيلة التي يتحدث بها الناس مع بعضهم هي:سناب شات (Snapchat) وانستغرام (Instagram). وتضيف بأن “هناك المزيد من الأحاديث الدرامية على هذين التطبيقين، كما يخوض الناس الكثير من النقاش والجدل عبرهما، وهذا أكثر تأثيراً على حياتنا”.

اتفقت الفتيات على أن سناب شات هو الوسيلة الرئيسية للتواصل بين المجموعات الكبيرة عبر الإنترنت، لكن بالنسبة لمجموعة الأصدقاء الأكثر قرباً، فإنهم يستخدمون تطبيق واتساب.

إنه دائماً هناك

قالت روبي إن مراسلة الأصدقاء المقربين خلال وجودها المنزل في ساعات المساء يعتبر أمراً إيجابياً بالنسبة لها، لكن وجودها في محادثات جماعية كان يجعلها تشعر أحيانًا “بشعور سلبي، حتى لو لم يحدث شيء سيء”.

هل يعتقدون في النهاية أن التكنولوجيا حسّنت من صداقتهم وسعادتهم؟

تقول كاتي: “نعم، أعتقد ذلك، لأنك إذا كنت تشعر بالحزن أو الملل أو شيء من هذا القبيل، فالتواصل مع الأصدقاء دائماً موجود، وإذا كنت تشعر بالسعادة حيال شيء ما، فيمكنك إخبار صديقك في ذات اللحظة، ما يعزز من مشاعرك الجيدة ويشعرك بالمزيد من الراحة”.

فيما وصفت ساشا قدرة الشخص على التواصل دوماً بأنه شيء “مريح”، حتى لو أدى ذلك لنقاش أو جدل” وتضيف: “يمكنك إرسال رسالة نصية لتقول أنك متأسف أو أنك لم تقصد قول ذلك، بينما لو لم تكن لديك وسيلة التواصل هذه فإنك ستجلس وتفكر بالموضوع فقط”.

تقول إيفي كوان،17 عاماً، وهي ممثلة في برلمان الشباب الويلزي من مدينة كاوبريدج ومهتمة بالصحة العقلية، إن “القدرة على التواصل مع الناس وسؤالهم فيما إذا كانوا بحاجة إلى شيء أو إلى أن يتحدثوا وجهاً لوجه” هو أمر له قيمة.

وتضيف “مع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالشعور بالوحدة، فإن وجود هذا التدفق المستمر من المعلومات حول ما يفعله الجميع، ومن المراسلات المستمرة، تجعلك تشعر بأن هذا عالم آخر بالكامل، وإذا لم تشارك في هذه الدردشات في تطبيقات التواصل الاجتماعي، فإن هذا سيجعلك تشعر بالعزلة والوحدة”.

تُذكّر الدكتورة ليندا بابادوبولوس، بضرورة أن يتم تنويع وتوزيع الأنشطة خلال اليوم وألاّ يتم قضاء الوقت فقط على الإنترنت

بالنسبة إلى الدكتورة ليندا بابادوبولوس، عالمة النفس وسفيرة هيئة السلامة على الإنترنت لمنظمة ” شؤون الإنترنت – Internet Matters”، فإن أهم شيء يمكن للوالدين فعله هو التعرف على ما يفعله أطفالهم.

وقالت: “ابحث عن كيف يتفاعل أطفالك عبر الإنترنت وكيف يشعرون حيال ذلك التواصل، بنفس الطريقة التي تراقبهم بها لأي شيء آخر، فهم يؤسسون نادياً جديداً ويبدؤون مدرسة جديدة هناك”.

وتلفت بابادوبولوس إلى أهمية الانتباه لتغير سلوك الأطفال، وتقول: “هل انتقل طفلك من كونه منفتحاً وسعيداً إلى أن يصبح شديد التقوقع؟ هل انتقل طفلك من كونه هادئاً جداً إلى كونه مضطرباً للغاية عندما تسحب وسائل التكنولوجيا منه؟”

وتُشبّه الدكتورة بابادوبولوس الأمر بالرسائل الصحية التوعوية التي تحث على تناول غذاء صحي يشمل أنواعاً مختلفة من الخضروات والفواكه كل يوم.

“إنه لأمر رائع أن أتواصل مع أصدقائي عبر الإنترنت. ولكن إذا كان هذا كل ما أفعله، فهذه مشكلة” تقول بابادوبولوس، وتضيف “كأن تتناول نوعاً واحداً من الخضروات، فماذا عن الخضراوات الأخرى؟ مثلا، هل كان لدى الطفل وقتاً للعب؟ هل خرج من المنزل؟ هل قام بالتفاعل مع الناس؟ هل قام بذلك فقط عبر الرسائل النصية أو أنه تحدث مع الناس مباشرة؟”

تشير الدكتورة أنتوني أنها تفاجأت بكيفية ضبط بعض المراهقين لأنفسهم عند استخدامهم الإنترنت، كأن يوقفوا خاصية استقبال الإشعارات أثناء قيامهم بواجبهم المنزلي.

في حين، أن الفتيات الثلاثة قد قمنّ بحل مشاكلهنّ على الإنترنت بأنفسهن.

تقول كاتي: “طالما كنت قادراً على التحكم في حدودك، فإن هذا أمر جيد”.

فيما أضافت روبي: “سيكون هناك أشخاص لديهم إدمان على وسائل التواصل الاجتماعي وهذا سيكون أمراً سلبياً، ولكن بالنسبة للأشخاص الذين يمكنهم استخدام الإنترنت باعتدال، سيكون دائماً أمراً إيجابياً”.

شارك هذه المقالة
ترك تقييم