شنت الطائرات الإسرائيلية سلسلة غارات جوية استهدفت خلالها أنحاء متفرقة من قطاع غزة، تحديداً البنية التحتية لحركة “حماس”، فيما ردت غرفة العمليات المشتركة للفصائل الفلسطينية بقذائف صاروخية استهدفت التجمعات السكنية الإسرائيلية المحاذية للحدود مع القطاع.
وبحسب معلومات “اندبندنت عربية”، فإن القصف الإسرائيلي على غزة مجرد رد عسكري ولن يتوسع إلى عملية عسكرية مفتوحة
ووفقاً لتقديرات المحللين العسكريين في هيئة البث الإسرائيلية “كان”، فإن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر قرر تنفيذ أكبر وأعنف هجوم ضد حركة “حماس” في قطاع غزة منذ انتهاء عملية “حارس الأسوار” التي جرت عام 2021.
وأكد المحلل العسكري الإسرائيلي تال ليف رام أن إسرائيل قررت توجيه ضربة عنيفة للبنية التحتية لحركة “حماس” لكن من دون الانجرار لمواجهة مفتوحة، استناداً إلى تعريف الهجمات في غزة على أنها رد وليست بداية لعملية عسكرية، موضحاً أن التطورات تعتمد على ما سيحدث بعد ذلك.
اجتماع “الكابينت“
وفور بدء توجيه سلسلة ضربات جوية على قطاع غزة، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعاً أمنياً مصغراً حضره وزير الدفاع يوآف غالانت وعدد آخر من القيادات الأمنية والسياسية لدراسة خطط الرد التي وضعها الجيش، وقال نتنياهو عقب الاجتماع في وقت كانت الطائرات المقاتلة تنفذ سلسلة غارات ضد أهداف في غزة، “الليلة، سيكون رد قاسٍ على الانتهاكات ضد إسرائيل، وسيتكلف الأعداء ثمناً باهظاً، وفي حال لم يتوقف التوتر الأمني فإن خطط المواجهة جاهزة”.
وأوضح غالانت أن مؤسسة الدفاع مستعدة للغاية في جميع القطاعات ومواجهة الخيارات المختلفة.
انهيار مبنى
ولم تسفر الغارات الجوية الإسرائيلية عن سقوط أي ضحايا، وكذلك لم تسجل وزارة الصحة في غزة أي إصابات واستهدفت 10 مواقع عسكرية تابعة لـ”حماس”، إضافة إلى تدمير مرصد مراقبة قريب من الحدود المحاذية للبلدات الإسرائيلية، كما تسببت بانهيار مبنى سكني.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل إن إحدى الغارات الضخمة التي نفذت في أرض زراعية شرق مدينة غزة تسببت في انهيار منزل قريب من محيط القصف بشكل كامل، ولم تعثر طواقم الإنقاذ والإسعاف على ضحايا.
أهداف عسكرية
في المقابل قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن الضربات الجوية ضد “حماس” ستكون قاسية وموجهة ضد أهداف عسكرية مهمة، وأضاف “الغارات المستمرة هي رد على انتهاكات حماس الأمنية من غزة في الأيام الأخيرة، وستدفع الليلة فاتورة عالية، إذ دمرت مقاتلاتنا مساري نفقين سبق أن دمرناهما عام 2021، لكن حماس أعادت ترميمهما، وهما لم يجتازا حدودنا”، وأكد أن الغارات لم تكن على أهداف وهمية أو فارغة كما تجزم الفصائل في غزة.
وقبل أيام، شنت إسرائيل سلسلة غارات على القطاع لكنها لم تكن بالقوة الحالية نفسها، مما أغضب قيادات أمنية في تل أبيب من بينها وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الذي حث الجيش على أن تكون ضرباته ضد قيادات “حماس” وليس ضد كثبان رملية.
المعركة بدأت
وفي غزة قال المتحدث باسم حركة “حماس” عبداللطيف القانوع إن التوتر الأمني الأخير الذي انطلق من القطاع جاء للدفاع عن المسجد الأقصى ولن تتوقف خياراتنا في حماية القدس “غارات إسرائيل على غزة وهم كبير وسيكتشف نتنياهو أنه أخطأ في حساباته حينما هاجم القطاع لتحقيق هدوء داخل تل أبيب، إن تل أبيب بدأت هذا التصعيد، والآن لنا حق الرد بأي طريقة نراها مناسبة”.
وأشار القانوع إلى أن “حماس” ومعها الفصائل الفلسطينية الأخرى سترد على إسرائيل بالنار من أجل الأقصى، “ومن الآن، باتت غزة إحدى ساحات المواجهة مع إسرائيل وعليها تحمل تبعات عدوانها الهمجي وسيفشل نتنياهو في تحقيق أهدافه”.
ولفت مدير المكتب الإعلامي في حركة “الجهاد الإسلامي” داوود شهاب إلى أن “إسرائيل تصب الزيت على النار والفصائل لن تقف مكتوفة الأيدي أمام العدوان، وقررنا أن كل قصف سيقابل بقصف وكل عدوان سيرد عليه بالمثل، والاعتداء على الأقصى أو المساس بالمصلين والمعتكفين سيقابل برد، هذه قواعد اشتباك تحولت إلى جزء من عقيدة القتال لدى الفلسطينيين”.
وأوضح الناطق باسم لجان المقاومة محمد البريم أن الفصائل الفلسطينية قصفت برشقات صاروخية محدودة المدى البلدات الإسرائيلية المحاذية للحدود مع القطاع وجرى ذلك أثناء الغارات الإسرائيلية، مؤكداً لجوء الفصائل إلى صواريخ بمديات أكبر وفق مجريات المعركة التي بدأت فعلياً.
المصدر: إندبندنت عربية