بعد أن عاش في بكين حوالي 12 عامًا، كان لدى أليكس شير متسع من الوقت للسفر حول الصين واستكشاف خفاياها.
وزار بدوره أكثر من 100 مدينة، ناهيك عن عدد لا يحصى من البلدات والقرى في جميع أنحاء مقاطعات البر الرئيسي، والتي يبلغ عددها 31 مقاطعة.
وأدرك شير أن زياراته المتكررة لأجزاء مختلفة من سور الصين العظيم في بكين كانت سببًا وراء رغبته في استكشاف بقية البلاد، ومعها، العديد من أقسام السور التي تقع خارج حدود العاصمة.
وبدأت أعمال سور الصين العظيم منذ أكثر من 2,500 عام. وتمت إضافة أقسام مختلفة في العصور اللاحقة، حيث سعت السلالات المتنافسة لفرض سيطرتها.
وتوقفت أعمال الإنشاء نهاية في القرن السابع عشر.
ويمتد السور لأكثر من 21 ألف كيلومتر، ويعبر 15 إقليمًا، و97 محافظة، و404 مقاطعة.
وبينما حظيت أقسام معينة بشعبية لا تصدق بين السياح، فهناك العديد من المواقع التي لا تزال غامضة ومنسية.
وسواء كنت تخطط لزيارة سور الصين العظيم للمرة الأولى أو المرة الخمسين، فمن المؤكد أن الوجهات التالية ستجعل رحلتك إلى الصين مثيرة أكثر للاهتمام.
مدينة “يونغتاي تيرتيل”
بُنيت مدينة السلاحف في عهد أسرة مينغ، كجزء من “خط الدفاع للنهر الأصفر” في السور العظيم، في عام 1608. وكانت موطنًا لحوالي ألفين جندي مشاة و500 وحدة من سلاح الفرسان.
واليوم، تقع هذه المدينة المحصنة في بلدة “سيتان”، في شمال وسط مقاطعة جانسو.
وتعمل البوابة الجنوبية كرأس والبوابتين الغربية والشرقية كزعانف. ويعد الجدار البيضاوي للمدينة هو الجسم، بينما تعمل البوابة الشمالية كذيل لها.
وتعتبر واحدة من بين أكثر المدن التي تم الحفاظ عليها جيدًا. لذلك، فهي بالتأكيد تستحق وقتك.
موتيانيو وجيانكو
يعتبر كلًا من موتيانيو وجيانكو جزءًا من نفس التنين الحجري، وهما قسمان متجاوران من سور الصين العظيم، حيث يمتدان معًا لحوالي 25 كيلومترًا، على طول قمم جبال بكين.
ويمكن القول إن هذين القسمين هما أكثر مثالين كلاسيكيين على سلالة مينغ حتى يومنا هذا. وتعد تجربة تسلق أي منهما رائعة بحد ذاتها.
وتعد موتيانيو هي أفضل جزء من “السور السياحي”، حيث تم ترميمه في الثمانينيات، ويعتبر تجاريًا للغاية. ولكنه جميل أيضًا بشكل رائع.
ويمكن للزوار غير القادرين على المشي لمسافات طويلة ركوب التلفريك إلى الأعلى.
وتُعرف جيانكو بالعامية باسم “السور البرّي”. ولكن، هناك مخاوف تتعلق بالسلامة عند المشي لمسافات طويلة في جيانكو.
وتبعد موتيانيو وجيانكو أقل من 90 دقيقة بالسيارة من وسط مدينة بكين. ومع ذلك، يُنصح بقضاء ليلة في الريف إذا سمح وقتك بذلك.
باتايزي
تعد قرية باتايزي موطنًا لأنقاض كنيسة قوطية تم بناؤها عام 1876.
وتعرضت الكنيسة للتدمير والإصلاح عدة مرات في تاريخها الذي يقارب 150 عامًا. ويعد برج الجرس هو الجزء الوحيد الذي لا يزال قائمًا.
وبعد الانتهاء من المشي لمسافات طويلة على طول السور وزيارة أنقاض الكنيسة، يمكنك زيارة الكنيسة “الجديدة” في القرية لتلقي التحية على الأب بان.
وإذا كنت تتحدث الصينية، يمكنه الإجابة على أي سؤال حول ارتباط القرية الطويل بالكاثوليكية.
وتعد فترة أواخر الصيف وقتًا مثاليًا لزيارة باتايزي، حيث سترى تباينًا رائعًا بين سور الصين العظيم والتلال الخضراء المورقة.
لينيوان
يقول السكان المحليون إن لينيوان هي المكان الذي يتصافح فيه سور الصين العظيم والنهر الأصفر العظيم.
وبُنيت قلعة لينيوان في عام 1467، بينما تم تشييد برج “وانغي”، والذي يعني حرفياً برج مراقبة النهر، في عام 1544.
ويُعد أواخر الصيف أو أوائل الخريف وقتًا رائعًا للزيارة، حيث ستتجنب الطرق الجبلية التي يحتمل أن تكون خطرة بسبب عواصف الربيع المطرية، أو الشعور ببرودة شديدة في مكان لا يحتوي على بنية تحتية رائعة.
ويُنصح بشدة ركوب القارب على طول النهر، حيث ستكون قادرًا على الانغماس في الجمال الطبيعي لمضيق النهر الأصفر، بينما تتعجب من التصميم الراسخ لهؤلاء المعماريين القدامى.
برج “فيري”
بدأ البناء على السور العظيم في سيماتاي في عام 1373. وتم توسيعه وتقويته بشكل دوري خلال عهد أسرة مينغ.
ويعد Fairy Tower هو أحد أشهر الأبراج الموجودة في سيماتاي، لكنه أيضًا أحد أقل الأبراج زيارة نظرًا لمدى صعوبة الوصول إليه.
وبدلاً من ذلك، استمتع بإطلالات رائعة على Fairy Tower من برج “وانغجينغ”، الذي يقع على بعد بضع مئات الأمتار فقط.
ويمكنك الوصول إلى برجي Fairy Tower و”وانغجينغ” عبر قرية “تانغجياتشاي”، التي تقع في منطقة مييون، ببكين.
وتقع قرية “تانغجياتشاي” على بعد 140 كيلومترًا من وسط مدينة بكين، اعتمادًا على طريقك. وربما يكون حجز سيارة خاصة من المدينة هو أنسب طريقة للوصول إليها.
دوشيكو
تم تشييد هذا القسم أحادي السور في عهد الإمبراطور جياجينغ. ويقع على الجانب الآخر من الطريق من بلدة دوشيكو، في تشيتشنغ، في مقاطعة هيبي.
ويعد السور الحجري المكدّس في دوشيكو فريدًا، حيث تم تشييد العديد من الأقسام الأخرى من سور الصين العظيم بالقرب من بكين باستخدام الطوب المحروق بالفرن.
ومن الأفضل زيارة دوشيكو صيفًا، وتحديدًا في شهري يوليو وأغسطس، عندما تكون التلال المنحدرة خضراء. وخلال الأمسيات الباردة، يكون الطقس مثاليًا للشواء في الهواء الطلق.
وستكون قادرًا على العثور على مساكن مزارع نظيفة ومريحة في بلدة دوشيكو. وهناك أيضًا مجموعة من الفنادق للاختيار من بينها في تشيتشنغ، على بعد 45 دقيقة.
