قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، إنه أخبر نظيره الصيني شي جين بينج بأنه “مقتنع بأن للصين دوراً أساسياً لتلعبه من أجل بناء السلام”، فيما ذكر تقرير لصحيفة “لوموند” الفرنسية، أن ماكرون فشل في إقناع شي بالوساطة في الحرب الأوكرانية.
وكتب ماكرون على صفحته في فايسبوك: “أخبرت الرئيس شي جين بينج، أنني مقتنع بأن للصين دوراً أساسياً لتلعبه من أجل بناء السلام”.
وحضّ ماكرون نظيره الصيني خلال لقائهما، الخميس، على “إعادة روسيا إلى رشدها” في ما يتعلق بأوكرانيا، وقال: “أعرف أن بإمكاني الاعتماد عليكم لإعادة روسيا إلى رشدها والجميع إلى طاولة المفاوضات”.
ولكن الرئيس الصيني اكتفى، خلال حديثه مع ماكرون، بالإشارة إلى “تقديم دعم لاستئناف المحادثات”، ولم يشر إلى أي دور في الوساطة لإنهاء الصراع في أوكرانيا، وفق الصحيفة.
وقال دبلوماسيون فرنسيون لـ”لوموند”، إن شي بعد زيارته الأخيرة إلى موسكو، أبدى استعداده للحديث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ولكن “عندما تكون الظروف مواتية لذلك”.
واستبعد الكرملين، الخميس، احتمال وساطة صينية لوقف المعارك في أوكرانيا، لأن “الوضع مع أوكرانيا معقد، ليس هناك أفق تسوية سياسية”.
الرؤوس النووية الروسية
ولم يحصل ماكرون أيضاً على تأييد شي للموقف الفرنسي الرافض لوجود رؤوس نووية روسية في بيلاروسيا، والذي يعتبره الرئيس الفرنسي مخالفاً للقانون الدولي ولالتزامات روسيا، وفق “لوموند”.
ولكن الرئيس الصيني اعتبر أنه “لا يمكن استخدام السلاح النووي”، مندداً بأي “هجوم يستهدف مدنيين”، وأي “استخدام لأسلحة بيولوجية وكيميائية”، وفق ما أوردت وكالة “فرانس برس”.
وتسعى باريس لإبقاء بكين بعيدة عن “معسكر الحرب”، وعدم اتخاذها أي قرار بتزويد روسيا بالأسلحة.
وقال دبلوماسيون فرنسيون إن ماكرون قال لشي إنه “ينبغي عليه عدم تسليم أي شيء لروسيا من أجل استخدامه في الحرب ضد أوكرانيا”.
وشدد ماكرون في تصريحات صحافية، على أن “أي طرف يساعد المعتدي، سيضع نفسه في موقف المتواطئ مع انتهاك القانون الدولي”.
لست تايوان
وبالنسبة للإيليزيه، فإن إنهاء الحرب في أوكرانيا، وتقوية العلاقات مع السوق الصينية، أهم بكثير من الخلاف بشأن تايوان.
ورد ماكرون على سؤال بشأن زيارة الرئيسة التايوانية تساي إنج وين إلى لوس أنجلوس حيث استقبلها كيفين ماكارثي، الرئيس الجديد لمجلس النواب الأميركي، قائلاً: “أنا لست تايوان ولا الولايات المتحدة الأميركية. أهتم فقط بما يخصني”، مضيفاً: “لا ينبغي أن نخلط الأمور”.
واستبعد ماكرون إرسال أي عضو من الحكومة الفرنسية إلى تايوان، على غرار ما فعلته ألمانيا مؤخراً.
الصين و”الناتو“
صحيفة “شاينا دايلي” الرسمية، انتقدت من جهتها توسع حلف شمال الأطلسي “الناتو”، وانضمام فنلندا إليه.
وكتبت الصحيفة، الخميس، أنه “بما أن أوروبا تريد من الصين المساعدة في التعجيل بإنهاء الأزمة في أوكرانيا (…)، ينبغي على الأقل أن تبدأ في إعادة التفكير في سياسة الناتو التي تستهدف الأمن المطلق على حساب أمن الآخرين، وهو ما يجعل ذلك المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في العالم”.
وقالت “لوموند” إن ماكرون “لم يتوصل إلى نتيجة ملموسة خلال زيارته إلى الصين، ورغم ذلك، فإن هدفه أيضاً هو دفع الصين نحو الحياد في الأزمة الحالية”.
المصدر: الشرق