رايت رايتس

ما هي الخيارات أمام ماكرون لتهدئة الوضع السياسي في فرنسا؟

الديسك المركزي
كتبه الديسك المركزي تعليق 5 دقيقة قراءة
5 دقيقة قراءة
احتجاجات فرنسا

رغم فشل أحزاب المعارضة الإثنين في حجب الثقة عن حكومة إليزابيث بورن بعد تمرير قانون إصلاح نظام التقاعد باستخدام المادة 49,3 من الدستور، إلا أن هذا لا يعني بأن المعركة الهادفة لإسقاط هذا القانون الذي يرفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عاما قد انتهت.

- مساحة اعلانية-

فقد قررت نقابات العمال والمعارضة السياسية تنظيم يوم احتجاجي جديد، الخميس، للضغط على إيمانويل ماكرون وحثه على سحب القانون المثير للجدل. من جهته، سيتحدث الرئيس الفرنسي أمام مواطنيه الأربعاء في لقاء تلفزيوني غداة إجرائه اتصالات تشاورية بغية إيجاد مخرج للأزمة السياسية والمؤسساتية التي دخلت فيها فرنسا منذ أن طرح مشروع إصلاح نظام التقاعد للمناقشة في بداية العام 2023.

الكلمة للمجلس الدستوري

- مساحة اعلانية-

التقى ماكرون، الذي يبدو معزولا في قصر الإليزيه، برئيسة الجمعية الوطنية يائيل براون بيفيه ورئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه للاستماع إليهما ومعرفة موقفيهما من الوضع السائد في البلاد قبل حديث الأربعاء.

كما أنه قرر تنظيم مأدبة عشاء لأعضاء الكتلة البرلمانية الداعمة لكي يحثهم على الصمود أمام العاصفة، خاصة وأن بعض النواب أصبحوا يشككون في نجاعة قانون إصلاح نظام التقاعد الذي تعارضه غالبية الفرنسيين، ويخشون أن يؤثر سلبا في الناخبين خلال الانتخابات المقبلة.

من جهتها، قررت إليزابيث بورن، التي نجت من اقتراحي حجب الثقة بالجمعية الوطنية بفارق تسعة أصوات فقط (278 مقابل 287) اللجوء “في أسرع وقت” للمجلس الدستوري للنظر في شرعية وقانونية قانون التقاعد الجديد الذي دافعت عنه بقوة.

- مساحة اعلانية-

وهي نفس الخطوة بالذات التي قامت بها المعارضة التي تأمل أن يعارض المجلس الدستوري القانون الجديد أو على الأقل أن يشطب أكبر عدد من مواده بحجة أنها “غير دستورية”.

انتقال المعركة السياسية إلى الشارع

إلى ذلك، قررت النقابات العمالية، والتي اجتمعت للمرة الأولى منذ 12 عاما، في تكتل نقابي موحد تنظيم مظاهرة جديدة هي العاشرة من نوعها الخميس المقبل للمطالبة بسحب قانون التقاعد الجديد بحجة أنه غير “قانوني” ولم تتم المصادقة عليه من قبل البرلمان.

وصرح المتحدث باسم الحزب الاشتراكي الفرنسي في الجمعية الوطنية أرتور دولابورت أن “هناك مخرجين اثنين لإنهاء الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد: الأول يتمثل في اللجوء إلى المجلس الدستوري الذي سيحكم في نهاية المطاف على القانون. والثاني يمر عبر تنظيم استفتاء شعبي تشاركي لحسم هذه القضية”.

لكن هذا المخرج يتطلب الوفاء لبعض الشروط، أولها جمع حوالي خمسة ملايين توقيع شعبي و185 توقيعا من قبل أعضاء البرلمان (577 نائبا في الجمعية الوطنية و348 عضوا في مجلس الشيوخ) لكي يتم تنظيم هذا الاستفتاء.

ودعا مسؤولو أحزاب اليسار، بينهم زعيم أقصى اليسار جان لوك ميلنشون الفرنسيين المشاركة “بكثافة” في مظاهرات الخميس من أجل دفع ماكرون إلى سحب القانون الجديد.

الرئيس الفرنسي يرفض تغيير الحكومة أو سحب القانون أو تنظيم استفتاء شعبي

من ناحيته، دعا حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان رئيسة الوزراء إليزابيث بورن إلى “التنحي من منصبها” أو إقالتها من قبل الرئيس ماكرون. لكن “الرئيس الفرنسي يرفض تغيير الحكومة أو سحب القانون أو تنظيم استفتاء شعبي”، حسب ما كشفت وكالة الأنباء الفرنسية.

وأضافت الوكالة التي استقت الخبر من بعض المشاركين في الاجتماع الذي نظمه الرئيس الفرنسي صباح الثلاثاء أن هذا الأخير طلب من حزبه أن “يقدم له بعض الاقتراحات والأفكار بغية إيجاد منهجية إصلاحية جديدة”.

لكن بعض المتتبعين للسياسة الفرنسية يعتقدون أن في حال أراد ماكرون العودة إلى وسط اللعبة، فعليه قبل كل شيء أن يتخذ بعض القرارات الجريئة، كسحب القانون الجديد مثلا أو تعيين حكومة جديدة. وإلا، فإنه سيواجه مشاكل كثيرة في البرلمان من أجل تمرير قوانين أخرى كقانوني الهجرة والعمل اللذين سيطرحان للمناقشة في الأيام أو الأشهر القليلة المقبلة.

كما يخشى البعض الآخر من دخول فرنسا في دوامة عنف طويلة الأمد مثل ما حدث خلال مظاهرات “السترات الصفراء” والتي تركت ذكرى أليمة عند الفرنسيين ولدى الرئيس ماكرون نفسه.

مخاوف من وقوع أعمال عنف

على أية حال، الكرة الآن في ملعب الرئيس ماكرون الذي تراه المعارضة أنه المسؤول الأول عن نشوب الأزمة السياسية. فهي تطالبه بالتراجع عن القانون. فهل سيحتدم الصراع بينه وبين الفرنسيين، وهل هذا سيؤدي إلى “تعفن” الوضع الاجتماعي في البلاد وخروج مظاهرات تلقائية في المدن الفرنسية مثل ما وقع الإثنين إثر الإعلان عن فشل مشروع حجب الثقة.

فلقد خرج آلاف الشباب بشكل عفوي إلى الشارع للتعبير عن غضبهم، وقاموا بإضرام النيران في حاويات القمامة، ما أدى إلى توقيف العديد منهم.

ففي باريس ألقت الشرطة القبض على 230 شخصا. فيما نشبت أعمال عنف في مدن أخرى على غرار رين (غرب) وستراسبورغ (شرق) وليون (وسط) وليل (شمال).

 فهل سيتراجع إيمانويل ماكرون عن قراره؟

المصدر: فرانس 24

شارك هذه المقالة
ترك تقييم