أعربت أستراليا، الأحد، عن ثقتها في أن خطط حصولها على أسطول غواصات تعمل بالطاقة النووية، ضمن اتفاقية “أوكوس”، لن تعرقل “التقدم المُحرز” في استعادة علاقاتها مع الصين، وأكدت أنها “لم تتعهد” لواشنطن بتقديم دعم عسكري حال نشوب نزاع مع بكين بشأن تايوان، بحسب “بلومبرغ”.
وقال وزير التجارة الأسترالي دون فاريل، في تصريحات لشبكة “سكاي نيوز”، الأحد، إن المحادثات بشأن استئناف العلاقات المجمدة مع الصين تتقدم بشكل جيد على المستوى الرسمي، وإن دعوته لزيارة بكين ما زالت قائمة.
كما ذكر وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارليس، لشبكة الإذاعة الأسترالية، الأحد، أن أستراليا “قطعاً” لم تقدم للولايات المتحدة أي تعهد، في إطار اتفاقية “أوكوس”، بتقديم الدعم العسكري في حالة نشوب نزاع مع الصين بشأن تايوان.
يأتي ذلك على الرغم من أن الهدف العام لاتفاقية “أوكوس”، التي وُضعت صيغتها النهائية الأسبوع الماضي، وتضم أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا، يتمثل في مواجهة الطموحات العسكرية للصين في المحيط الهادئ.
ورأى فاريل أن “كل شيء يسير في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق الاستقرار في العلاقة، وأنا واثق للغاية في استمرار العملية”.
مضيفاً: “وبالطبع، يجب أن نتأكد في الوقت ذاته من أن كل ما نقوم به يصب في مصلحتنا الوطنية ويعالج قضايا أمننا القومي”.
انتقادات صينية
وأعلن قادة الولايات المتحدة وبريطانيا، الأسبوع الماضي، عن تفاصيل خطتهم لتزويد أستراليا بأسطول غواصات تعمل بالطاقة النووية على مدى 30 عاماً، وذلك بعد 18 شهراً من المفاوضات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانج ون بين، إن الاتفاقية ستؤدي إلى “تفاقم” سباق التسلح في المنطقة، وإن الدول المشتركة فيها “تجاهلت مخاوف المجتمع الدولي”، ومضت أكثر في “طريق خطير”.
وانهارت العلاقات بين كانبرا وبكين في بداية عام 2020، بعدما دعا رئيس الوزراء الأسترالي في هذا الوقت، سكوت موريسون، إلى إجراء تحقيق عالمي في منشأ فيروس كورونا، واعتبرت الصين ذلك جزءاً من جهود تقودها الولايات المتحدة لتحميل الصين مسؤولية انتشار الجائحة.
وفرضت بكين سلسلة من الإجراءات العقابية على العديد من المنتجات المستوردة من أستراليا، ولكنها نفت أن تكون هذه التحركات انتقامية.
“علاقات أفضل“
وتراجعت حدة العداء بين أستراليا والصين تدريجياً بعد وصول حزب العمال إلى السلطة في العام الماضي.
وقالت الصين، الأسبوع الماضي، إنها ستسمح لجميع الشركات المحلية باستيراد الفحم الأسترالي.
وقال وزير الدفاع الأسترالي، ريتشارد مارليس، لشبكة الإذاعة الأسترالية، الأحد، إن اتفاقية “أوكوس” ستساعد في ضمان الحفاظ على نظام عالمي قائم على القواعد، بينما تعمل الصين على تكثيف وجودها العسكري في بحر الصين الجنوبي.
وأضاف مارليس، أن كانبرا تسعى إلى إقامة علاقة “أفضل بكثير” مع شريكها التجاري الرئيسي، في إشارة إلى الصين التي تعد أول شريك تجاري لأستراليا، وتتلقى منها قسماً كبيراً من المواد الخام والمعادن التي تعزز نمو بكين الاقتصادي.
وذكر مارليس أن أستراليا “قطعاً” لم تقدم للولايات المتحدة أي تعهد، في إطار اتفاقية “أوكوس”، بتقديم الدعم العسكري في حالة نشوب نزاع مع الصين بشأن تايوان.
وكانت العلاقات بين بكين وكانبرا ممتازة في السابق، لكنها تدهورت منذ 4 سنوات على خلفية قضايا سياسية وأخلاقية، خصوصاً موضوع تعزيز النفوذ الصيني في الخارج.
وأبدت الصين استياءها من قرار أستراليا منع مجموعة “هواوي” العملاقة من الاستثمار في شبكة الجيل الخامس بالبلاد، فضلاً عن دعوات كانبرا إلى التحقيق في مصدر فيروس كورونا.
ورداً على ذلك، فرضت بكين عقوبات على سلسلة من المنتجات الأسترالية، وعلّقت الاتصالات الدبلوماسية عالية المستوى.
المصدر: الشرق