رايت رايتس

التنمر..معاناة الكثيرمن أطفال المدارس في فلسطين

الديسك المركزي
كتبه الديسك المركزي تعليق 4 دقيقة قراءة
4 دقيقة قراءة
التنمر

يعاني عدد من طلاب المدارس الفلسطينية من التنمر لأسباب كثيرة، بعضها قد يكون على علاقة بالطفل نفسه والآخر بالأسرة أو المنطقة القادم منها.

- مساحة اعلانية-

وفي كل مرة تطلب معلمة الصف الرابع من الطفلة سمر القراءة ترتبك الفتاة ولا تعرف كيف تقرأ، وحينها تبدأ الطالبات بالضحك عليها، ويتكرر الأمر حين تطلب منها المعلمة الكتابة على اللوح فتشعر الفتاة بالحرج وتعود لتجلس في مكانها، في حين أن المعلمة لا تفعل شيئاً لتخفيف حدة التنمر الذي تتعرض له.

قصة أخرى ترويها آلاء، وهي طفلة بإحدى المدارس الأساس، عن طالبة في صفها اتهم أحد أقربائها بالقتل وهو ما بات يلاحقها طوال الوقت، حتى إنها تتعرض يومياً للضرب من زميلاتها بسبب هذا الأمر، مما أدى إلى جلوسها دائماً بمفردها.

- مساحة اعلانية-

هل من حدود للظاهرة؟

هذه الأسباب ليست الأسباب الوحيدة للتنمر، فالشكل والوزن الزائد وأحياناً الاسم أو اسم العائلة أو وظيفة أحد الوالدين أمور قد تكون مدعاة للاستهزاء بالنسبة إلى المتنمرين.

وبحسب آخر الإحصاءات الصادرة عن جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني خلال 2020 فيما يتعلق بالعنف داخل المدارس، فإن العنف النفسي كان الأكثر شيوعاً بنسبة 19 في المئة يليه العنف الجسدي بنسبة 12 في المئة.

- مساحة اعلانية-

بيض المائدة في غزة “للأثرياء فقط

وتقول المرشدة التربوية أنوار سعدي إن التنمر داخل المدارس يكون على مراحل، إذ يبدأ في صفوف المرحلة الأساس الأولى حول الملابس والشكل الخارجي مما قد يؤثر في تفاعل الطلاب مع من حولهم أو في تكوينهم للصداقات لأنها السنوات الأولى التي تتكون فيها شخصية الطفل أو الطفلة، وفي مرحلة المراهقة في المدرسة الإعدادية يزداد التنمر ليصل إلى التعبير عن الرأي ولو سبب الأذى لشخص آخر.

أما عن أنواع التنمر فتوضح سعدي أن هناك تنمراً جسدياً وآخر لفظياً ونفسياً وهو المنتشر داخل المدارس، وله أثر كبير في شخصية الطلاب وتطورهم في جميع النواحي فضلاً عن ضعف ثقتهم بأنفسهم، مشيرة إلى أن تنشئة الأهل الإيجابية والصديقة للطفل وإعطاء الفرصة للمتنمر عليهم للحديث والتعبير عن أنفسهم ينعكس بشكل كبير على الأطفال، سواء من ناحية زيادة ثقتهم بأنفسهم أو مساعدتهم لوضع حد لهذا التنمر.

التنمر يؤخر العلاج

أما سالم، التلميذ في المدرسة الابتدائية، فلديه مشكلة في نطق حرف السين، مما دفع زملاءه في الصف للاستهزاء به بشكل دائم أو محاولة تقليد نطقه للكلمات ولأن هذا الأمر ليس من السهل تغييره بالنسبة إليه، فإنه يفضل الصمت معظم الوقت وعدم التحدث كثيراً داخل المدرسة.

وتعلق المتخصصة في علاج النطق والسمع أنهار فاتوني على التنمر المتعلق بالنطق أو التأتأة أو غيرهما قائلة إن “هذا الاستهزاء يؤثر في ثقة الطفل بنفسه ويؤخر تقدم علاج النطق إن كان يخضع له”.

وتشير فاتوني إلى أنها كانت تركز في عملها مع هذه الحالات على الجانب النفسي بشكل كبير محاولة إقناع الطفل بأن كل شيء بخير، وأن هناك كثيراً من الأشخاص الذين كانت لديهم مشكلات وتم حلها، مع إعطائه بعض الأمثلة من محيطه بحسب سنّه ليعرف أن المشكلة في سلوك الطلاب الآخرين وليست في نطقه.

وفي بعض الأحيان اضطرت إلى التواصل مع المدرسة ولفت نظرها إلى ما يحدث لمنع تفاقم المشكلة.

وتتابع فاتوني أن للتنمر أضراراً كبيرة على تقدم العلاج والصحة النفسية للطفل، بخاصة إذا كان يعالج من مشكلات مثل التلعثم مثلاً، فالدراسات أثبتت أن التنمر قد يؤخر العلاج مما تكون له عواقب وخيمة في المستقبل على صحة الطفل النفسية والجسدية، مشيرة إلى أهمية دعم الأهل والمدرسة للطفل المعالج لتخطي هذه المرحلة.

المصدر: إندبندنت عربية

شارك هذه المقالة
ترك تقييم