رايت رايتس

حي المغاربة في القدس القديمة

الديسك المركزي
كتبه الديسك المركزي تعليق 4 دقيقة قراءة
4 دقيقة قراءة
حي المغاربة- لاقدس القديمة

مع تسع عائلات من أصل مغربي، ما زالت الحاجة عائشة مصلوحي تقيم في “زاوية” مجاورة لحي باب المغاربة في البلدة القديمة للقدس الذي دمرته إسرائيل بعد ساعات على استكمال احتلالها للمدينة عام 1967.

- مساحة اعلانية-

فقبل عشرات السنين، جاء والدها إلى القدس من مدينة مراكش المغربية ليقيم في الحي الواقع قبالة حائط البراق، وهو السور الغربي للمسجد الأقصى الذي يعتبره اليهود الجزء المتبقي من “الهيكل الثاني”، لكن إسرائيل “أزالت الحي بأكمله من الوجود” بعد هدم منشآته البالغ عددها 132 منزلاً ومحلاً تجارياً ومسجداً، بهدف توسيع ساحة البراق لصلاة اليهود فيه، إلا أنها أبقت على منطقة مرتفعة تطل على الساحة تعتبر امتداداً بين حيي المغاربة والشرف حيث تقيم فيه 10 عائلات من المغرب العربي معظمها من المغرب.

وقرب أحد مداخل المنطقة المؤدية إلى الساحة، يقع باب صغير يفضي إلى الزاوية التي يعلوها علم المملكة المغربية وتضم منازل عدة ومسجداً.

- مساحة اعلانية-

تشتت العائلات

وبين أعلام إسرائيلية محيطة بساحة البراق يتوسط علم المغرب بشكل ملحوظ للمارة والسياح الأجانب.

وقالت عائشة إن والدها قدم إلى القدس لأداء الحج في المسجد الأقصى، وأقام في منزل في حي المغاربة حيث أنجبت والدتها 10 أولاد في منزل هدمته إسرائيل عام 1973، أي بعد سبع سنوات من تدمير الحي، وأوضحت عائشة أن عائلتها انتقلت للإقامة في منزل في زاوية المغاربة عام 1978 بعد عودتها من المغرب.

- مساحة اعلانية-

وسبب هدم الحي حيث كان يقطنه 1200 شخص تشتت العائلات في أحياء القدس أو خارج الضفة الغربية، ومنها ما هاجر إلى المغرب.

الانتماء للوطن الأم

وتبدي عائشة استياءها، مشيرة إلى أنه “كان من الأجدر ممارسة الدول العربية الضغط على إسرائيل لإقامة حي جديد لهؤلاء الأشخاص في القدس”، وعبرت وهي في السبعينيات من عمرها، عن إعجابها برفع العلم المغربي فوق الزاوية، مشيرة إلى أن ذلك دلالة رمزية على “الانتماء للوطن الأم”، وعزت سبب السماح ببقاء الزاوية ورفع العلم المغربي فوقها إلى “العلاقة الجيدة التي تربط تل أبيب بالرباط”، مضيفة أنه “ليس من مصلحة إسرائيل معاداة المغرب”.

وتحمل عائشة الهوية المقدسية (الزرقاء) التي تعتبر بطاقة إقامة إسرائيلية في القدس، وجواز سفر أردنياً كبقية أهالي القدس، إلى جانب جواز السفر المغربي.

مخطط مسبق

واعتبر المؤرخ الفلسطيني نظمي الجعبة أن إسرائيل هدمت حي المغاربة مباشرة بعد رفع حظر التجوال في الـ10 من يونيو (حزيران) من عام 67، وذلك تنفيذاً “لخطة تعود إلى نحو 100 سنة”، وقال إن الهدم جاء تنفيذاً لمخطط مسبق لتوسيع مكان صلاة اليهود في ساحة البراق التي اعتبرتها عصبة الأمم “ملكاً خاصاً للمسلمين على أن يحق لليهود الصلاة فيها”، إلا أن الجعبة شدد على أن إسرائيل أبقت على زاوية المغاربة لأنها “تشكل جزءاً من النسيج العمراني لحي الشرف الذي حولته إسرائيل لحارة اليهود”، مشيراً إلى أن “هدمها سيؤدي إلى خلل في التواصل العمراني”، وأوضح أن خطة هدم تلك المنازل توقفت لأنها تمس بالأملاك اليهودية التي تعود إلى ما قبل عام 1948.

و”حولت إسرائيل اسم حي الشرف إلى حارة اليهود، وطردت معظم الفلسطينيين وأسكنت مستوطنين إسرائيليين مكانهم” بحسب المتخصص في شؤون القدس فخري أبو دياب الذي قال إن إسرائيل عملت على توسيع ساحة البراق ثلاث مرات منذ احتلالها القدس، لكها أبقت على العائلات المغربية حفاظاً على العلاقات مع الرباط.

وفي القرن الـ19 حاول بعض اليهود الاستيلاء على حائط البراق بتملك الأماكن المجاورة له، إلا أنهم فشلوا.

ثورة البراق

ومع ارتفاع عدد زيارات اليهود إلى الحائط، في عشرينات القرن الماضي، شعر المسلمون بخطر ذلك ووقعت ثورة البراق عام 1929، مما أدى إلى مقتل عشرات الفلسطينيين واليهود.

وخلال انتدابها على فلسطين، اعترفت بريطانيا في “كتابها الأبيض عام 1928 بأن حائط البراق والمنطقة المجاورة له ملك للمسلمين.

شارك هذه المقالة
ترك تقييم